كشفت جريدة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شرع في بناء طريق في منتصف قطاع غزة، يفصل مناطق الشمال عن الجنوب، في إطار مساعيه للسيطرة على القطاع في المستقبل.

ونقلت الجريدة، أمس الثلاثاء، عن مسؤولين أن «الطريق الذي يمر من شرق القطاع إلى غربه هو أحد الجهود الإسرائيلية لإعادة تشكيل جغرافيا قطاع غزة، ومنح الجيش الإسرائيلي مزيدًا من حرية الحركة، وتعزيز قبضته على القطاع».

الطريق يقسم القطاع إلى نصفين
وأضافت أن «الطريق يقع جنوب مدينة غزة، ويمتد على مسافة خمسة أميال ويصل إلى ساحل البحر المتوسط، ويقسم القطاع إلى نصفين على امتداد شريط شرقي غربي من القطاع. وهذا سيسمح للجيش الإسرائيلي بسرعة التحرك عبر القطاع في ممر آمن، حتى مع انسحاب غالبية القوات».

وتقول «وول ستريت جورنال» إن «الطريق يشكل جزءًا من الخطة التي يعدها الجيش الإسرائيلي للمرحلة المقبلة من الحرب على غزة، حيث يخطط للانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان، والتركيز على غارات مكثفة على مواقع تابعة لحركة حماس».

- «وول ستريت جورنال»: مفاوضات الهدنة في القاهرة تفشل في سد الثغرات بين «حماس» و«إسرائيل»
- «وول ستريت جورنال»: تقرير استخباري أميركي يؤكد امتلاك حماس ذخائر تكفي لضرب إسرائيل لأشهر

بناء منطقة عازلة بطول كيلومتر تقريبًا
ونقلت الجريدة عن مسؤولين إسرائيليين، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسمائهم: «من المقرر أن يجري استخدام الطريق بين الشرق والغرب وتسيير دوريات فيه حتى اكتمال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي قد تستمر لأشهر أو حتى سنوات»، لكنهم أشاروا إلى أن «تل أبيب ليست لديها نية لاحتلال غزة بشكل دائم ولكنها تخطط للحفاظ على الأمن لفترة غير محددة».

ويأتي بناء وتوسيع هذا الطريق، وفق تقرير الجريدة، في الوقت الذي يشرع فيه جيش الاحتلال في بناء منطقة عازلة بطول كيلومتر تقريبًا داخل الحدود بين قطاع غزة والمستوطنات الإسرائيلية.

وحذر مسؤولون أميركيون في أكثر من مناسبة تل أبيب من محاولة تغيير حدود قطاع غزة أو تقسيم أراضيها. كما أعربت الولايات المتحدة معارضتها العلانية لبناء منطقة عازلة في غزة.

عسكرة منطقة شمال غزة
وأعرب التقرير عن تخوفات من أن يتسبب الطريق الجديد في إنشاء «حزام عسكري» عبر قطاع غزة قد يمنع عودة أكثر من مليون شخص فروا جنوبًا بسبب القصف الإسرائيلي العنيف. وقال مسؤولون عسكريون إن قوات الاحتلال ستتولى حراسة وتأمين الممر لمنع أي هجمات.

ويؤكد الجيش الإسرائيلي أنه لن يسمح بعودة النازحين إلى شمال غزة لحين انتهاء عملياته العسكرية المزعومة بالمنطقة، والتوصل إلى اتفاق لإطلاق 130 رهينة لا يزالون في غزة.

وقالت «وول ستريت جورنال»: «يخطط المهندسون الإسرائيليون لتدمير المنازل والمباني على طول جوانب الطريق، ويقومون بالفعل بوضع قاعدة جديدة من الحصى لتوسيع الممر وجعله أكثر فائدة للجيش».

نقاط عبور بين الشمال والجنوب
وتظهر صور الأقمار الصناعية التي جرى التقاطها في شهر فبراير من قبل شركة «ماكسار تكنولوجيز»، اطلعت عليها «وول ستريت جورنال»، ما يبدو وكأنه طريق ترابي متعرج يقسم قطاع غزة عبر المزارع والمناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة. وهو يوازي طريقًا معبدًا قائمًا بين الشرق والغرب.

وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، جاكوب ناجل، إن «الطريق سيخلق فجوة واضحة بين شمال غزة وبقية القطاع. من غير المرجح أن يجري بناء أي جدار مجاور للطريق، لكن من الممكن إنشاء نقاط عبور بين الشمال والجنوب ستجري حراستها».