أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، إسماعيل هنية، أن الحركة تسلمت مقترحا لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى، ناتج عن اجتماع باريس المتعلق بالحرب في غزة، مشيرا إلى أن «حماس» بصدد دراسته وتقديم ردها عليه «على قاعدة أن الأولوية هي لوقف العدوان الغاشم على غزة وانسحاب قوات الاحتلال كليا إلى خارج القطاع».
وعقدت في باريس الأحد، محادثات بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ومسؤولين كبار من مصر وقطر والاحتلال الإسرائيلي، لبحث اتفاق هدنة في حرب غزة.
وشدد هنية، في بيان اليوم، على أن الحركة منفتحة على مناقشة أي مبادرات أو أفكار جدية وعملية شريطة أن تفضي إلى وقف شامل للعدوان وتأمين عملية الإيواء لأهلنا وشعبنا الذين أجبروا على النزوح بفعل إجراءات الاحتلال التي دمرت مساكنهم، وإعادة الإعمار ورفع الحصار وإنجاز عملية تبادل جدية للأسرى «تضمن حرية أسرانا الأبطال وتنهي معاناتهم».
وثمن رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، الدور الذي يقوم به الأشقاء في كل من مصر وقطر من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مستدام في غزة على طريق إنهاء العدوان «الذي يتعرض له شعبنا في القدس والضفة وأسرانا في سجون الاحتلال».
دعوة لزيارة القاهرة
وأوضح أن قيادة الحركة تلقت الدعوة لزيارة القاهرة من أجل التباحث حول اتفاق الإطار الصادر عن اجتماع باريس، ومتطلبات تنفيذه وفق رؤية متكاملة تحقق للشعب الفلسطيني مصالحه الوطنية في المدى المنظور.
وحول ما يجري في قطاع غزة من تصعيد ومجازر بما في ذلك تجدد العدوان الوحشي على شمال القطاع
وشدد هنية على العالم بضرورة أن يضغط على الاحتلال لوقف ما يجري في قطاع غزة من تصعيد ومجازر بما في ذلك تجدد العدوان الوحشي على شمال القطاع، وجرائم الحرب بما في ذلك سياسة التنكيل التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في مناطق الضفة الغربية والإعدامات والاعتقالات والاقتحامات اليومية للمدن والمخيمات، مؤكداً أن كل هذه الممارسات لن تكسر عزيمة الشعب الفلسطيني وتصميمه على الحرية والاستقلال .
كما أكد أن ما يصدر عن قادة الاحتلال من تصريحات بأن عدوانه وجرائمه العسكرية ستكسر مقاومتنا أو تجبرها على تقديم تنازلات على حساب مصالح شعبنا، «ما هو إلا أوهام قد بددتها صلابة المقاومة التي تواصل عملها ردا على هذه المجازر بحق شعبنا» كما تبددها ملاحقة جيش الاحتلال وآلياته في كل مكان من القطاع.
- واشنطن تتحدث عن «إنجاز مهم» لإبرام اتفاق بشأن غزة
وفي سياق متصل؛ استنكر هنية، المواقف والقرارات التي صدرت عن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية تجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وتعليق مساهماتها والتزاماتها المالية لـ«الأونروا» بدلا من زيادتها.
وأكد هنية أن هذه القرارات جاءت في مخالفة صريحة لقرار محكمة العدل الدولية الأخير الذي طالب بزيادة المساعدات لغزة بدلا من تقليصها، مضيفا أن هذه المواقف إنما تدل على وجود سياسة ممنهجة لدى هذه الدول لمؤازرة الاحتلال من خلال التجويع والحصار لشعبنا بدلا من الاستجابة للقرار التاريخي للمحكمة وما سيتبعه من إجراءات لمحاكمة الاحتلال بتهمة الإبادة الجماعية و«التي نأمل أن تطال كل من يساندون هذا الاحتلال في جرائمه المتواصلة».
وتابع أن المبررات التي ساقتها تلك الدول لتعليق مساهماتها «هي مبررات واهنة ولا تستند إلى أي أدلة غير ما يقدمه الاحتلال من مبررات واهية ودعاية مكشوفة هدفها الضغط على الأمم المتحدة ومعاقبتها لما قدمته للمحكمة من تقارير حول آثار العدوان الغاشم على شعبنا وتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والتي استندت إليها محكمة العدل الدولية في قرارها».
موقف تاريخي من جنوب أفريقيا
وكرر هنية الشكر والتقدير لدولة جنوب أفريقيا الصديقة التي سجلت موقفا تاريخيا في رفع الدعوى و«انتصارها لشعبنا الذي يتعرض لأبشع جرائم الإبادة».
وعبر رئيس الحركة عن اعتزازه بما يجري على جبهات المقاومة المساندة لغزة من تطورات نوعية ومؤثرة، والتي تهدف إلى وقف العدوان ورفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية.
واستنكر رئيس المكتب السياسي لحماس، الاعتداءات التي يتعرض لها الأشقاء في لبنان واليمن وسوريا والعراق والتهديدات المتواصلة لإيران، معبرا في الوقت ذاته عن تقديره لكل الجهود والفعاليات المتواصلة في الشارع العربي والإسلامي ولدى أحرار العالم لنصرة غزة وفلسطين؛ منوهاً إلى الجهود التي تتابعها الحركة مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة خاصة مع تركيا وروسيا والصين.
وحول التهديد الإسرائيلي بإعادة احتلال محور صلاح الدين ( فيلادلفيا)، عبر رئيس الحركة عن تقديره لموقف مصر «الذي أبلغنا به وتم التعبير عنه رسميا والمتطابق مع موقف شعبنا ومقاومته في رفض أي تواجد لجيش الاحتلال على الحدود الفلسطينية المصرية» وكذلك في إفشال خطة التهجير.
تعليقات