اشتبك الجيش السوداني، مساء الإثنين، مع عناصر ميليشيا قبلية في بورتسودان، وفق ما أفاد شهود، في أولى المعارك في المدينة الساحلية التي كانت لا تزال بمنأى من الحرب العنيفة المندلعة في السودان منذ أبريل.
وأفاد شاهد في المدينة المطلّة على البحر الأحمر بحصول «تبادل لإطلاق النار بين الجيش وميليشيا يقودها شيبة ضرار»، القيادي في قبيلة البجا في وسط بورتسودان، بحسب «فرانس برس».
وأمس الأحد هاجمت قوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي مقر القيادة العامة للجيش السوداني في وسط الخرطوم؛ حيث تصاعدت ألسنة اللهب من أبراج عدة في قلب العاصمة.
اشتباكات حول مقر قيادة الجيش
وقال سكان «تدور اشتباكات حول مقر قيادة الجيش تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة»، وكان سكان في العاصمة أفادوا، السبت، عن تجدد المعارك في محيط مقر القيادة العامة بعد هدوء لأسبوعين.
وأدت هذه الاشتباكات إلى اشتعال النيران في مبانٍ بوسط الخرطوم. وأظهرت مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي تحققت «فرانس برس» من صحتها، ألسنة اللهب تلتهم مباني شهيرة أبرزها البرج الذي يضم مقر ومكاتب شركة النيل، أكبر شركات النفط في البلاد.
- «الدعم السريع» تواصل مهاجمة مقرات الجيش وسط الخرطوم
- بورتسودان.. السودانيون يواجهون «الانتظار الطويل» أملا في الهروب من الحرب
ومنذ اندلاع المعارك في السودان بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في 15 أبريل، قُتل نحو 7.500 شخص، ومن المرجح أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير، بينما اضطر نحو خمسة ملايين شخص إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان، أو العبور الى دول الجوار، خاصة مصر وتشاد.
2.8 مليون شخص يفرون من الخرطوم
وفرّ نحو 2.8 مليون شخص من الخرطوم التي تشهد قصفًا جويًا وبالمدفعية الثقيلة وحرب شوارع في مناطق سكنية، ودمّر النزاع البنى التحتية الضعيفة أصلًا، وتسبب بإغلاق 80% من مستشفيات البلاد، وأغرق ملايين الأشخاص في وضع أشبه بالمجاعة الحادة.
وغطى الدخان الأسود الكثيف سماء العاصمة السودانية. وأظهرت صور تمّ تداولها على مواقع التواصل، تهشّم نوافذ مبانٍ عدة في وسط الخرطوم، واختراق الرصاص لجدرانها.
وسقط 51 قتيلًا على الأقل الأسبوع الماضي في قصف استهدف سوقًا في حي مايو، وفق الأمم المتحدة.
تعليقات