Atwasat

أكثر من مليون طفل نازح في السودان وأجراس إنذار في دارفور

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 16 يونيو 2023, 06:55 مساء
WTV_Frequency

تسبب النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السودان بنزوح أكثر من مليون طفل خلال شهرين، رُبعهم تقريبا في إقليم دارفور، حيث تتزايد المخاوف بشأن وقوع انتهاكات إنسانية جسيمة تترافق مع انقطاع في الاتصالات.

ومنذ 15 أبريل، تشهد الخرطوم ومناطق سودانية عديدة معارك بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، فشلت معها كل مساعي الحل، والغالبية العظمى من اتفاقات وقف إطلاق النار، وفق وكالة فرانس برس.

وزاد النزاع من حدة الأزمات التي يعانيها السودان، أحد أكثر دول العالم فقراً، حتى قبل المعارك، مما أثر على مجمل مناحي الحياة لسكانه الذين يُقدر عددهم بأكثر من 45 مليون نسمة. وكما في كل حرب، يبقى الأطفال من الفئات الأكثر ضعفاً، اذ أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن «أكثر من مليون» منهم اضطروا لترك منازلهم جراء نزاع دخل شهره الثالث.

مقتل أكثر من 330 طفلا في السودان
وأضافت المنظمة في بيان، أمس الخميس، أنها تلقت تقارير «عن مقتل أكثر من 330 طفلاً وإصابة أكثر من 1900»، محذرة من أن غيرهم يواجهون «خطراً جسيماً». ويشكل الأطفال، وهم وفق تصنيف المنظمة كل من لم يبلغوا الثامنة عشرة من العمر، نحو نصف عدد سكان السودان.

وحذرت ممثلة يونيسيف مانديب أوبراين من أن «مستقبل السودان على المحك، ولا يمكننا أن نقبل الخسارة والمعاناة المتواصلة لأطفالهم». وأضافت «الأطفال عالقون في كابوس بلا هوادة، يتحمّلون العبء الأكبر لأزمة عنيفة لم يكن لهم أي دور في اندلاعها»، آسفة لأن هؤلاء باتوا أسرى «النيران، والإصابة، ويجري استغلالهم، نازحين ويواجهون الأمراض وسوء التغذية».

وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 2000 شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية. كما تسببت المعارك بنزوح أكثر من 2,2 مليوني شخص، لجأ أكثر من 528 ألفا منهم إلى دول الجوار، وفق أحدث بيانات منظمة الهجرة الدولية.

ويعاني السكان من نقص في المواد الغذائية والخدمات الأساسية خصوصا الطبية، اذ أن ثلاثة أرباع المستشفيات في مناطق القتال أصبحت خارج الخدمة.

«كارثة إنسانية» في دارفور
وكانت يونيسيف حذرت في أواخر مايو من أن أكثر من 13,6 مليون طفل في السودان هم في حاجة ماسة للدعم الإنساني لإنقاذ حياتهم. وأعربت المنظمة، أمس الخميس، عن قلقها خصوصا بشأن دارفور، مشيرة إلى أن «انقطاع الاتصالات وعدم إمكان الوصول» إلى الإقليم الواقع في غرب السودان، ويشكل نحو ربع مساحته، يجعل الحصول على معلومات دقيقة مهمة صعبة.

وتؤشر تقديرات المنظمة إلى «أن 5,6 ملايين طفل يعيشون في الولايات الخمس لدارفور، ويقدّر أن نحو 270 ألفا منهم باتوا نازحين جدداً بسبب القتال». وبدأت أطراف دولية قرع ناقوس الخطر بشأن دارفور الذي يقطنه نحو ربع سكان السودان ويمتد على ربع مساحته.

وحذرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من أن ما يشهده قد يرقى إلى «جرائم ضد الإنسانية»، خصوصا مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور. وتشكل تشاد الحدودية مع دارفور، ملجأ للعديد من سكان الإقليم الذين يسعون للفرار من النزاع. وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، عَبَر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد منذ بدء المعارك.

والجمعة، نقلت منظمة أطباء بلا حدود أن «نحو ستة آلاف شخص فروا من الجنينة... للجوء إلى بلدة أدري في تشاد خلال الأيام القليلة الماضية»، مشيرة إلى أن «250 جريحا» من السودان بينهم 130 في حالات خطرة، وصلوا إلى مستشفى أدري يوم أمس الخميس فقط.

مساعدات غذائية لأكثر من 375 ألف شخص
من جهته، أعلن برنامج الأمم المتحدة للأغذية الجمعة أنه تمكن من إيصال مساعدات غذائية ومتممات غذائية «إلى أكثر من 375 ألف شخص في (ولايات) جنوب، شمال، وسط، وشرق دارفور». وعانى الإقليم منذ بداية الألفية الثالثة وعلى مدى عقدين، من نزاع أودى بـ300 ألف شخص وهجّر أكثر من 2,5 مليونين، وفق الأمم المتحدة.

واستخدم الرئيس المعزول عمر البشير خلال النزاع مليشيات الجنجويد لدعم قواته بمواجهة أقليات عرقيّة. ومن رحم تلك المليشيات، انبثقت قوات الدعم التي أُنشئت رسميا في 2013.

وقال مسؤول الشؤون الإنسانية في المنظمة مارتن غريفيث في بيان، إن إقليم «دارفور يتجه سريعا نحو كارثة إنسانية. لا يمكن للعالم أن يسمح بحصول ذلك. ليس مرة جديدة». وأضاف «يستمر الوضع الإنساني في أنحاء البلاد في التدهور»، معتبرا أن الناس فيه يعيشون «كابوسا».

كما نددت الخارجية الأميركية الخميس بـ«أعمال عنف مروّعة»، معتبرة أن ما يجري في دارفور «تذكير مشؤوم بالأحداث المروّعة التي دفعت الولايات المتحدة إلى أن تُحدّد في عام 2004 أن إبادة جماعية قد ارتُكِبت في دارفور».

وأتى تصاعد التحذيرات بشأن دارفور بعد اتهام الجيش لقوات الدعم بخطف والي غرب دارفور خميس أبكر وقتله. ونفت قوات الدعم مسؤوليتها المباشرة، مشيرة إلى أنه قُتل من قبل «متفلّتين».

ميدانياً، تواصلت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى، وفق ما أفاد شهود. وقال شهود لفرانس برس إن الطيران الحربي التابع للجيش «قصف وسط أم درمان»، الضاحية الشمالية للخرطوم، وتصدت له مضادات أرضية للدعم السريع.

وقرب مدينة الأبيض مركز ولاية شمال كردفان، دارت اشتباكات «بمختلف أنواع الأسلحة»، وفق شهود أكدوا أن الطرفين استخدما خلالها سلاح المدفعية.

إلى ذلك، أفاد شهود عن شنّ قوات الدعم هجوما على مركز للشرطة في ولاية جنوب كردفان، ترافق مع قصف مدفعي.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بيان القمة العربية الـ33: وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة ووقف «التهجير القسري»
بيان القمة العربية الـ33: وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة ووقف...
عشرات الشهداء والجرحى في قصف صهيوني عنيف على قطاع غزة
عشرات الشهداء والجرحى في قصف صهيوني عنيف على قطاع غزة
«الجيش الأميركي»: تفريغ الحمولة الأولى من المساعدات على الميناء العائم في غزة
«الجيش الأميركي»: تفريغ الحمولة الأولى من المساعدات على الميناء ...
«الصحة الفسطينية»: ارتفاع ضحايا الإبادة الصهيونية على غزة إلى 35 ألفا و303 شهداء
«الصحة الفسطينية»: ارتفاع ضحايا الإبادة الصهيونية على غزة إلى 35 ...
الأمم المتحدة تعلن تلقيها 12% فقط مما طلبته لتوفير مساعدات للسودان
الأمم المتحدة تعلن تلقيها 12% فقط مما طلبته لتوفير مساعدات ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم