فيما تخرج دمشق تدريجياً من عزلتها الدبلوماسية، يجري وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، اليوم الأحد، زيارة رسمية لبغداد يلتقي خلالها مسؤولين عراقيين.

وتأتي هذه الزيارة، فيما بدأ الرئيس السوري بشار الأسد بالعودة تدريجياً إلى الساحة الإقليمية بعد أكثر من عقد من العزلة، وفق وكالة «فرانس برس».

وسيلتقي المقداد الذي وصل ليل السبت، إلى بغداد، كما أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، الأحد نظيره العراقي فؤاد حسين ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، وفق الناطق باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف.

وقال الصحاف إن «الزيارة ستركز على العلاقات الثنائيَّة بين بغداد ودمشق، ودور العراق في إعادة سورية لمقعدها في الجامعة العربيَّة».

وعلّقت عضوية دمشق في الجامعة العربية في 2011، ردًا على قمعها الاحتجاجات الشعبية التي خرجت إلى الشارع حينها قبل أن تتحوّل إلى نزاع دام.

وأعلنت حينها الحكومة العراقية، المقربة من طهران ودمشق منذ إسقاط نظام صدام حسين في العام 2003، معارضتها لتعليق عضوية حليفتها سورية في الجامعة العربية.

تنظيم الدولة مازال نشطا في «المناطق الجبلية الريفية»
ويتشارك البلدان حدوداً بطول 600 كلم في مناطق غالبيتها صحراوية، يشكّل ملف أمنها قضية أساسية بينهما، لا سيما فيما يتعلق بنشاط تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وتهريب المخدرات.

وفي 2014، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على أراض في البلدين، قبل هزيمته في العراق في العام 2017 وفي سورية في العام 2019، ومع ذلك، لا يزال التنظيم نشطاً ولو بدرجة أقلّ في البلدين.

- العراق يصادر ثلاثة ملايين حبة كبتاغون على الحدود مع سورية

وبحسب تقديرات نشرت في تقرير لمجلس الأمن الدولي في فبراير، لدى التنظيم «ما بين 5 و7 آلاف عضو ومؤيد ينتشرون بين العراق» وسورية، «نصفهم تقريبا من المقاتلين».

وأضاف التقرير أن التنظيم نشط في العراق في «المناطق الجبلية الريفية»، مستفيداً «من الحدود العراقية السورية التي يسهل اختراقها».

كذلك، تصادر السلطات العراقية مراراً كميات من مخدّر الكبتاغون على الحدود مع سورية، بعدما انتشرت تجارته بشكل كبير في السنوات الأخيرة في الشرق الأوسط. وفي مارس الماضي على سبيل المثال، ضبطت أكثر من ثلاثة ملايين حبة من الكبتاغون المخدّرة على الحدود مع سورية.

وتجمع البلدين فضلاً عن ملف أمن الحدود، ملفات أخرى مثل المياه، حيث يتشاركان مجرى نهر الفرات الذي ينبع من تركيا، وتشكو السلطات العراقية مراراً من بناء أنقرة لسدود تؤدي إلى انخفاض منسوب المياه عند جيرانها.