Atwasat

البرهان وحيدا في مواجهة الإسلاميين ويتهمونه بالتساهل مع قوات الدعم السريع

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 29 مايو 2023, 12:15 مساء
alwasat radio

بدأت بوادر صراع وشيك بين الإسلاميين السودانيين وقائد الجيش عبدالفتاح البرهان، إذ يسعى هؤلاء اليوم للتخلص منه ويعتبرونه متساهلا أكثر من اللزوم، بينما يخوض الرجل منذ ستة أسابيع حربا على جبهة أخرى ضد نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

في ظل حكم عمر البشير الذي امتد لثلاثة عقود، هيمن الإسلاميون على السلطة في البلاد وأسسوا شبكة واسعة من المصالح المالية والتجارية والسياسية.

وحكم عسكريون السودان مدة 55 عاما منذ حقق استقلاله قبل 67 عاما، بحسب ريفت فالي إنستيتوت، ويؤكد هذا المركز البحثي أن «السياسة السودانية مرتبطة ارتباطا عضويا بالعسكريين والجيش هناك مؤسسة مسيسة».

- حاكم دارفور يدعو السودانيين في الإقليم إلى «حمل السلاح» لحماية ممتلكاتهم
- الأمم المتحدة تحث على اهتمام عاجل بسكان السودان وهايتي ومنطقة الساحل على صعيد الجوع

في العام 2019، عندما اضطر الجيش إلى إطاحة البشير تحت ضغط الشارع، ابتعد الإسلاميون عن الواجهة، وجرى حظر حزب المؤتمر الوطني الذي كان يتزعمه البشير ووضع الكثير من المسؤولين في السجن.

واختار الجيش لتهدئة خواطر الشارع والمجتمع الدولي «ضابطا مجهولا» هو عبدالفتاح البرهان لوضعه على رأس البلاد، على ما يقول الباحث أليكس دي فول.

«ضمان مكانهم»
وراح البرهان يكثر من التصريحات المناوئة للإسلاميين وحزب المؤتمر الوطني، لكن منذ أدى اشتعال الحرب في 15 أبريل إلى الفوضى في السودان وإلى هرب قادة من النظام السابق من السجون، ظهر المؤتمر الوطني مجددا ليعلن دعمه للجيش  في مواجهة قوات الدعم السريع التي يتزعمها دقلو.

ويقول عثمان ميرغني رئيس تحرير يومية التيار المستقلة «الإسلاميون يستثمرون في الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد ليضمنوا وضعا في التسوية السياسية المقبلة».

وتجلت عودتهم بقوة عندما وجه البرهان الجمعة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يطلب فيها تغيير موفده إلى السودان فولكر بيرثيس.

وقال البرهان إن الموفد الأممي صار «طرفا وليس وسيطا» في السودان واتهمه بارتكاب «تدليس وتضليل» أثناء قيادته عملية سياسية ما «شجع»، وفقا له، دقلو على «شن العمليات العسكرية».

وكان الإسلاميون يعترضون على المبعوث الأممي ويتظاهرون منذ أشهر للمطالبة باستبداله. 

لكن ميرغني يؤكد أن البرهان ليس سوى «قطعة شطرنج في السياسية السودانية فهو لا يمثل تيارا سياسيا لكن دوره يرتبط بوظيفته كضابط بالقوات المسلحة».

ويشير أليكس دي فال إلى أن البرهان «يواجه عوائق عدة»، ويتابع هذا الخبير بالشؤون السودانية «خلافا لدقلو والبشير من قبله، ليست لديه موارد مالية خاصة لكي يتمكن من عقد تسويات سياسية».

ويضيف «لذلك فقد أجبر دوما على التفاوض مع العسكريين ومع الحرس القديم قبل كل القرارات المهمة».

«المهمة انتهت»
ويرى أمير بابكر رئيس تحرير موقع «مواطنون» المتخصص في شؤون القرن الأفريقي أن البرهان «خلق علاقة مع الإسلاميين لتحقيق طموحه في الحكم».

وعلى الرغم من محاولته «إظهار الابتعاد عنهم إلا أنه استجاب لضغوطهم بسبب وجودهم في الأجهزة الأمنية ونفذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021».

قام البرهان بالانقلاب قبل بضعة أسابيع من الموعد المحدد لتسليم السلطة إلى المدنيين، وسمح ذلك أيضا بتجميد أنشطة لجنة تفكيك شبكات نظام البشير وإمبراطوريته الاقتصادية، واضطر أخيرا إلى طلب تغيير موفد الأمم المتحدة.

وقال محلل عسكري طلب عدم كشف هويته، «الإسلاميون لديهم وجود في المؤسسة العسكرية عملوا عليه منذ وصولهم إلى السلطة في انقلاب البشير العام 1989».

وتابع «حاول البرهان إبعاد بعضهم ولكنه في الوقت ذاته أبقى على البعض الآخر».

اليوم يجد البرهان نفسه وحيدا في مواجهة الإسلاميين الذين يتهمونه بالتساهل مع قوات الدعم السريع، التي كان على علاقة جيدة معها إذ عمل ضابطا في منطقة وسط دارفور العسكرية خلال سنوات الصراع الذي اندلع في الإقليم الواقع غرب البلاد العام 2003، وكان يومها دقلو قائدا لقوات الجنجويد التي فرضت الرعب في الإقليم.  

ويقول ميرغني «هو مجرد ضابط في القوات المسلحة تنتهي مهمته بانتهاء وظيفته وهو ما قد يتحقق بعد انتهاء الحرب مباشرة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
العراق.. إقالة مسؤولين محليين إثر «الحريق الدامي» في قرقوش
العراق.. إقالة مسؤولين محليين إثر «الحريق الدامي» في قرقوش
مصر.. 38 إصابة في حريق ضخم بمديرية أمن الإسماعيلية
مصر.. 38 إصابة في حريق ضخم بمديرية أمن الإسماعيلية
فرار جماعي من بلدة سودانية بعد تعرضها لهجوم من الدعم السريع
فرار جماعي من بلدة سودانية بعد تعرضها لهجوم من الدعم السريع
حزب الله يعتبر ترسيم الحدود البرية مع إسرائيل «مسؤولية» الدولة اللبنانية
حزب الله يعتبر ترسيم الحدود البرية مع إسرائيل «مسؤولية» الدولة ...
مقتل 6 مقاتلين موالين لطهران في قصف على شرق سورية
مقتل 6 مقاتلين موالين لطهران في قصف على شرق سورية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم