Atwasat

مؤيد ومعارض وغير مندهش.. كيف رصدت قطاعات من السوريين عودة الأسد للقمة العربية؟

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 19 مايو 2023, 11:05 مساء
WTV_Frequency

تباينت ردود أفعال قطاعات من السوريين، بشأن عودة الرئيس بشار الأسد إلى الجامعة العربية، يوم الجمعة.

فقد رحب بعض السوريين بهذه الخطوة، بينما أعرب آخرون عن استيائهم من ترحيب الدول العربية بعودة زعيم يحمِّلونه مسؤولية 12 عاما من الموت والدمار في حرب أهلية وحشية. يعكس التباين في وجهات النظر عمق الانقسامات في بلد مزقته حرب دامية، ويسيطر فيه مسلحون معارضون للأسد على مساحات شاسعة من الأراضي حتى بعد أن أعادته الدول العربية في صفها مرة أخرى، وفق وكالة «رويترز». 

تباين آراء السوريين
وأعرب نعيم إبراهيم، الذي تحدث في دمشق، مقر حكم الأسد، عن سعادته باستئناف مثل هذه الاجتماعات بين القادة العرب، وعن أمله في أن تعود بالخير على العالم العربي وسورية تحديدا، لكن في الشمال الذي يسيطر عليه المعارضون المسلحون، وهو ملجأ للسوريين الذين فروا من حكم الأسد من أنحاء سورية، قال أبو أحمد معصران إن الدول العربية رحبت بعودة «إرهابي» استخدم جميع أنواع الأسلحة لهدم المنازل وإجبار الناس على الفرار. وأضاف معصران متحدثا في مخيم للنازحين السوريين في بلدة أطمة شمال غرب البلاد بالقرب من الحدود التركية، إن «يديه ملوثة» مشيرا إلى أن أي دولة عربية تغامر «بتلويث يديها» عندما تضعها في يديه.

وفي السابق، دعمت دول عربية، منها السعودية التي تستضيف قمة، اليوم الجمعة، مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الأسد، لكنها غيرت سياستها تدريجيا تجاه البلاد مع إلحاق الحكومة الهزيمة بالمسلحين بدعم من روسيا وإيران. وعلى الرغم من ثبات خطوط المواجهة الرئيسية إلى حد كبير لسنوات، سجلت الاحتياجات الإنسانية مستوى قياسيا مع حاجة 14.6 مليون لمساعدات العام الماضي قبل أن يتفاقم حجم الأزمة بسبب الزلزال في فبراير.

وفي دمشق، قال الطالب الجامعي وائل حميدة، إنه يأمل أن تكون عودة سورية إلى جامعة الدول العربية في صالح البلاد. وأضاف أنه يأمل في أن تلعب عودة سورية إلى الجامعة العربية أو عودة العرب إلى سورية دورا في حل الأزمة ووضع نهاية للصراع في البلاد. لكن مصطفى أبوخالد الذي تحدث في مخيم النازحين في أطمة، قال إن الدول العربية دعت الأسد للجلوس معها بعد أن قتل نظامه مليون طفل ومليون أب ومليون شاب. وقال أبوخالد إنه يتعين على الأسد إطلاق سراح السجناء والسماح بعودة اللاجئين إلى الديار قبل أن تفكر الدول العربية في إعادته إلى الجامعة العربية والتصالح معه.

ورشة عمل عن ملاحقة مجرمي الحرب
في أوروبا، وبينما كان الأسد يلقي كلمة أمام القادة العرب، كان عدد من اللاجئين السوريين في ألمانيا يحضرون ورشة عمل يتعلمون فيها سُبل استخدام القانون الدولي لمحاكمة مجرمي الحرب، وهو ما يأملون في تطبيقه على الأسد يوما ما. وقالت السورية هويدا محي الدين (49 عاما)، التي اعتقلتها السلطات السورية في السابق بسبب مواقفها السياسية لكنها تعيش الآن في فرنسا، «كل سوري عانى من هذا النظام يمكن أن يمثل دعوى قضائية وسنقوم برفع هذه الدعاوى. حتى لو وقف العالم كله معه فسوف نقدمه للعدالة».

هويدا إلى جانب آخرين ممن حضروا ورشة العمل هم من بين ملايين السوريين الذين شردتهم الحرب المستمرة منذ 12 عاما. وخلص المشاركون في ورشة العمل إلى أن عودة الأسد لجامعة الدول العربية بعد عزلة مستمرة منذ نحو 12 عاما شيء محبط، لكنها غير مثيرة للدهشة.

وقال المحامي أنور البني الذي يساعد في ملاحقة السوريين المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب في ألمانيا «الهدف من خطوة (التطبيع) هذه هو نشر اليأس والإحباط في صفوف السوريين». وقال البني إن السجلات الهزيلة للقادة العرب في مجالي حقوق الإنسان والديمقراطية جعلت من عودة الأسد أمرا متوقعا، مضيفا أن دعم الدول الخليجية للمعارضة السورية صب في النهاية لصالح الأسد من خلال تحويل جماعات المعارضة إلى جماعات متشددة قامت بدورها بقمع أي ميول أو نشاط ديمقراطي داخل صفوفها.

ومع تحول الانتفاضة السورية العام 2011 نحو التمرد المسلح ثم الحرب الأهلية لاحقا، كانت قطر والسعودية من الرعاة الرئيسيين لذلك التمرد، حيث ضختا أسلحة إلى عدد من الجماعات التي كانت تقاتل للإطاحة بالرئيس المدعوم من إيران.

وأدت الحرب المستمرة منذ 12 عاما إلى مقتل أكثر من 350 ألف سوري وأجبرت أكثر من 14 مليونا على الفرار من ديارهم، ولجأ نحو مليون منهم إلى أوروبا. وقالت محي الدين إن التطبيع العربي مع الأسد سيجعل عودة اللاجئين السوريين أكثر صعوبة، وأضافت أن زوجها اختفى على يد الحكومة العام 2014. ومضت قائلة «هاقول كلمتين أخدناها نحن عهد على أنفسنا نحن نفنى ولا يحكمنا الأسد ولن نعود والأسد موجود».

الجامعة العربية رمز لعصر ما قبل «الربيع العربي»
وقال عقيل حسين (39 عاما) وهو صحفي سوري مقيم في فرنسا إن جامعة الدول العربية هي رمز لعصر ما قبل الربيع العربي، وبالتالي فإنه يعتبر أن عودة الأسد ليس لها وقع المفاجأة. وأضاف «ما جاءتنا هي أن هذه الخطوة جاءت بشكل جريء جدا إلى حد الوقاحة إن جاز لنا التعبير».

لكن المحامي أنور البني عاد ليقول إن دفء العلاقات بين القادة العرب والرئيس السوري لا يثير قلق الكثير من السوريين في أوروبا من حدوث تقارب مماثل بين الغرب والأسد بسبب وجود عقبات قانونية. وأضاف «بالنسبة لأوروبا.. الخطوات القانونية اللي اتُخذت باتهام بشار الأسد و60 واحدا من مجموعته من قيادته الأمنية والسياسية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في أوروبا وصدور مذكرات توقيف بحق عدد منهم هو مانع قانوني الآن وليس سياسيا فقط. مانع قانوني من إعادة تأهيل المجرمين». 

وحكمت محكمة ألمانية العام الماضي بالسجن مدى الحياة على ضابط سابق في المخابرات السورية، لإدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في أول إدانة بحق متهمين بالتعذيب مدعومين من الدولة خلال الحرب الأهلية السورية.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«يونيسف»: النوم في غزة مثل الرقود في تابوت
«يونيسف»: النوم في غزة مثل الرقود في تابوت
عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة
عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة
مقتل 36 عسكريا سوريا جراء غارة إسرائيلية قرب حلب
مقتل 36 عسكريا سوريا جراء غارة إسرائيلية قرب حلب
ارتفاع حصيلة الغارة الإسرائيلية على سورية إلى 42 قتيلا
ارتفاع حصيلة الغارة الإسرائيلية على سورية إلى 42 قتيلا
ارتفاع ضحايا حرب الإبادة الصهيونية على غزة إلى 32 ألفا و623 شهيدا و75 ألف إصابة
ارتفاع ضحايا حرب الإبادة الصهيونية على غزة إلى 32 ألفا و623 شهيدا...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم