Atwasat

«بداية جديدة».. كيف استقبل القادة العرب مشاركة الأسد في قمة جدة؟

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 19 مايو 2023, 06:37 مساء
WTV_Frequency

رحّب القادة العرب بالرئيس السوري بشار الأسد في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية بمدينة جدة السعودية اليوم الجمعة بعد غياب استمرّ أكثر من عقد، منذ عُلّقت عضوية دمشق في الجامعة ردًا على قمعها الاحتجاجات الشعبية التي خرجت إلى الشارع في 2011 قبل أن تتحوّل إلى نزاع دامٍ، وفق وكالة فرانس برس.

وأعرب الأسد أمام القادة العرب في جدّة خلال أول مشاركة له في قمّة عربية منذ 13 عامًا، عن أمله في أن يكون الاجتماع بحضور دمشق «بداية مرحلة جديدة» للعمل العربي المشترك.

ودون إعلان مسبق، حضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي أيضًا القمّة، فسرق الأضواء لبعض الوقت من الأسد، الحليف المقرّب من موسكو التي تشنّ حربًا على أوكرانيا منذ العام الماضي.

الأسد: ترتيب شؤوننا بأقل قدر من التدخل الأجنبي
وقال الأسد في كلمته «ونحن نعقد هذه القمة في عالم مضطرب، فإنّ الأمل يرتفع في ظل التقارب العربي العربي والعربي الإقليمي والدولي والذي تُوّج بهذه القمة». وأضاف «أتمنى أن تشكّل (القمة) بداية مرحلة جديدة للعمل العربي للتضامن في ما بيننا للسلام في منطقتنا والتنمية والازدهار بدلاً من الحرب والدمار».

وتابع «هي فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شؤوننا بأقل قدر من التدخل الأجنبي وهو ما يتطلب إعادة تموضعنا في هذا العالم الذي يتكوّن اليوم». وشكر «خادم الحرمين الشريفين على الدور الكبير الذي قام به والجهود المكثفة التي بذلها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولإنجاح هذه القمة».

وتأتي القمة بعد حوالى شهرين على مصالحة بين الرياض وطهران، حليف دمشق الأبرز في المنطقة. وقطع قادة عرب علاقات بلادهم أو خفّضوها مع الحكومة السورية على خلفية قسوة النظام السوري في التعاطي مع معارضيه. وقدمت دول عربية عدّة بينها السعودية وقطر، خصوصًا في السنوات الأولى للنزاع، دعمًا للمعارضة السياسية والمسلحة، ودعت إلى ضرورة تغيير النظام في سورية. لكن الرياض انفتحت أخيرًا على سورية وضغطت في اتجاه إعادتها الى الحضن العربي.

- بشار الأسد: سورية قلب العروبة 
- بث مباشر .. انطلاق أعمال القمة العربية في جدة بحضور زيلينسكي وبشار الأسد

وفي بداية اجتماع جدة، رحّب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للجامعة العربية، بعودة الأسد. وقال «يسرنا اليوم حضور الرئيس بشار الأسد لهذه القمة»، مضيفًا «نأمل أن يسهم ذلك في دعم استقرار سورية، وعودة الأمور إلى طبيعتها».

أبو الغيط: فرصة لا ينبغي تفويتها
وأكّد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن «ثمة فرصة لا ينبغي تفويتها لمعالجة الأزمة» في سورية، بينما اعتبر الرئيس التونسي قيس سعيّد أنّ دمشق عادت «بعدما تم إحباط المؤامرة التي كانت تهدف الى تفتيتها وتقسيمها».

ووصل الأسد مساء الخميس إلى جدّة. وكانت قمة سرت في ليبيا في مارس 2010 آخر قمة حضرها. وقرّرت الجامعة العربية في السابع من مايو «استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها».

وأودى النزاع المستمر في سورية منذ العام 2011، بحياة أكثر من نصف مليون شخص وشرّد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. وتحوّلت سورية إلى ساحة تصفية حسابات بين قوى إقليمية ودولية. وقال ولي العهد السعودي «يكفينا مع طي صفحة الماضي، تذكّر سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة، وعانت منها شعوبها وتعثرت بسببها مسيرة التنمية».

قبل بدء أعمال القمة، التقى الأسد نظيره التونسي وبحث معه «العلاقات الثنائية». وعقد لقاءً آخر مع الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات الذي يترأّس وفد بلاده إلى القمة. كما صافح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية. وكانت قطر أعلنت أنها لن تطبّع العلاقات مع حكومة دمشق.

لكن مسؤولا عربيا قال لوكالة «رويترز» اليوم الجمعة إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لم يعقد أي اجتماعات ثنائية أو يلق كلمة في قمة جامعة الدول العربية التي تستضيفها مدينة جدة السعودية، مشيرا إلى أن حضوره كان «زيارة مودة». وأضاف المسؤول أن الأمير غادر القمة قبل بدء كلمة الرئيس السوري بشار الأسد.

من جهة أخرى، استقطب وصول زيلينسكي المفاجئ إلى جدة الانتباه، في محطة قبل أن يتوجه إلى اليابان حيث سيشارك أيضًا في قمة مجموعة السبع المنعقدة في هيروشيما. وهي الزيارة الأولى له إلى المنطقة منذ بدء الغزو الروسي لبلاده قبل أكثر من سنة.

وقد تدخلّت روسيا عسكريًا في النزاع السوري، لا سيّما من خلال القصف الجوي، وكان لتدخلها الدور الحاسم في استعادة القوات السورية الحكومية مساحة واسعة من الأراضي كانت خسرتها في بداية الحرب على أيدي الفصائل المعارضة.

زيلينسكي وغض الطرف عن تصرفات روسيا
واتّهم الرئيس الأوكراني زعماء عرب بـ«غضّ الطرف» عن تصرفات روسيا في بلده، مطالبًا بموقف موحد «لإنقاذ الناس» من السجون الروسية. وقال زيلينكسي الذي كان يرتدي بزّته الزيتية المعتادة «للأسف، هناك البعض في العالم، وبينكم هنا، يغضون الطرف عن السجون والضمّ غير القانوني» للأراضي الاوكرانية، مضيفًا «أنا متأكد من أننا يمكن أن نتّحد جميعًا في إنقاذ الناس من أقفاص السجون الروسية».

ويبقى موقف قادة الدول العربية ضبابيًا وغير موحّد من الحرب في أوكرانيا، بخلاف الأوروبيين والأميركيين. وخلال اجتماع ثنائي على هامش زيارته غير المسبوقة إلى السعودية، شكر زيلينسكي ولي العهد السعودي على «دعمه لوحدة أراضي» أوكرانيا.

وقال مسؤول في جامعة الدول العربية لوكالة فرانس برس إن حضور زيلينسكي جاء بدعوة من السعودية وليس من الجامعة العربية. ولم يردّ مسؤولون سعوديون فورًا على طلبات وكالة فرانس برس التعليق. وأفاد مسؤول سعودي وكالة فرانس برس أن ممثلًا عن السفارة الروسية حاضر أيضًا في القمة العربية. 

إضافة إلى تطبيع العلاقات مع دمشق، تصدّرت جدول أعمال القمة أزمتان رئيسيتان: النزاع المستمر منذ شهر في السودان، والنزاع المتواصل في اليمن منذ أكثر من ثماني سنوات. وانعقدت القمة العربية وسط جهود حثيثة من السعودية لتعزيز موقعها الدبلوماسي في الشرق الأوسط وخارجه، وبعد تطبيع علاقاتها مع إيران بوساطة صينية في مارس، إثر قطيعة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أميركا تحبط قرار منح العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة
أميركا تحبط قرار منح العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة
الرئاسة الفلسطينية تندد بالفيتو الأميركي ضد عضويتها في الأمم المتحدة
الرئاسة الفلسطينية تندد بالفيتو الأميركي ضد عضويتها في الأمم ...
سلطنة عمان تدين «الهجوم الإسرائيلي» على إيران
سلطنة عمان تدين «الهجوم الإسرائيلي» على إيران
صورة من الحرب على غزة تفوز بجائزة دولية
صورة من الحرب على غزة تفوز بجائزة دولية
عدد ضحايا العدوان الصهيوني على غزة يتخطى 34 ألف شهيد
عدد ضحايا العدوان الصهيوني على غزة يتخطى 34 ألف شهيد
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم