أكد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لنظيره السوري، الأحد، ضرورة عودة دمشق «إلى محيطها العربي»، وذلك خلال ثاني زيارة لبشار الأسد إلى دولة خليجية منذ زلزال الشهر الماضي، جاءت وسط جهود لإصلاح علاقات بلاده مع دول المنطقة.

وكتب الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تويتر «أجرينا مباحثات إيجابية وبناءة لدعم العلاقات الأخوية وتنميتها». وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية الحكومية، قال الرئيس الإماراتي إن «غياب سورية عن أشقائها قد طال وحان الوقت إلى عودتها إليهم وإلى محيطها العربي»، بحسب «فرانس برس». 

تسهيل عودة اللاجئين السوريين 
كما شدد على «ضرورة بذل جميع الجهود المتاحة لتسهيل عودة اللاجئين السوريين بعزة وكرامة إلى بلدهم»، معربًا عن «دعم دولة الإمارات للحوار بين سورية وتركيا لإحراز تقدم في ملف عودة اللاجئين».

وكان الرئيس السوري زار سلطنة عمان الشهر الماضي. وهذان هما البلدان العربيان الوحيدان اللذان زارهما الأسد منذ اندلاع النزاع السوري في العام 2011. ورافقت الأسد في زيارته الثانية إلى الإمارات منذ العام الماضي زوجته أسماء في أول رحلة رسمية لهما معًا منذ أكثر من عقد.

-  الرئيس السوري يصل الإمارات في زيارة رسمية
-  بدء لقاء بوتين مع الأسد في موسكو

من جهتها، قالت الرئاسة السورية في بيان إن المحادثات تناولت «التطورات الإيجابية الحاصلة في المنطقة وأهمية البناء على تلك التطورات لتحقيق الاستقرار لدولها». كما تطرقت للتعاون الاقتصادي بين البلدين.

واستقبلت رئيسة الاتحاد النسائي العام الشيخة فاطمة بنت مبارك، زوجة الرئيس الإماراتي الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أسماء الأسد لبحث تداعيات الزلزال. وكان الرئيس الإماراتي في مقدّمة مستقبلي الأسد وزوجته لدى وصولهما مطار الرئاسة في أبوظبي.

الإمارات تقود جهود الإغاثة في أعقاب زلزال 6 فبراير
وقادت الإمارات التي أعادت علاقاتها مع حكومة الأسد في 2018، جهود الإغاثة في أعقاب زلزال 6 فبراير الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سورية ، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف. 

ويقول محللون إن الزخم الدبلوماسي الذي تولد في أعقاب الزلزال يمكن أن يعزز علاقات دمشق مع دول المنطقة التي قاومت حتى الآن إصلاح العلاقات بعد أكثر من عقد من الحرب.

وفي هذا السياق، كتب المستشار الدبلوماسي الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش على تويتر أن «موقف الإمارات واضح بشأن ضرورة عودة سورية إلى محيطها عبر تفعيل الدور العربي، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد خلال استقباله اليوم الرئيس بشار الأسد». 

جهود المصالحة 
وتابع «يكفي عقد ونيف من الحرب والعنف والدمار وحان الوقت لتعزيز تعاون وتعاضد دولنا العربية لضمان استقرار وازدهار المنطقة».

وأكد قرقاش أن «نهج الإمارات وجهودها نحو سورية الشقيقة جزء من رؤية أعمق ومقاربة أوسع هدفها تعزيز الاستقرار العربي والإقليمي وتجاوز سنوات صعبة من المواجهة، فقد أثبتت الأحداث المرتبطة بعقد الفوضى وتداعياتها أن عالمنا العربي أولى بالتصدي لقضاياه وأزماته بعيدًا عن التدخلات الإقليمية والدولية».

تعهدت الإمارات بتقديم أكثر من 100 مليون دولار كمساعدات لسورية التي ضربها الزلزال. كما أرسلت فرق بحث وإنقاذ وآلاف الأطنان من مواد الإغاثة. وكان وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الشهر الماضي أول مسؤول عربي كبير يزور سورية منذ الزلزال.