Atwasat

كيف أحيا سوريون ذكرى مرور 12 عامًا على انتفاضتهم ضد النظام؟ (صور)

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 15 مارس 2023, 05:33 مساء
WTV_Frequency

تظاهر بضعة آلاف من السوريين الأربعاء في مدينة إدلب شمال غرب البلاد، في ذكرى مرور 12 عامًا على انطلاق احتجاجات سلمية طالبت بإسقاط النظام قبل تحولها نزاعًا داميًا، مؤكدين رفضهم أي «تطبيع» مع دمشق.

وفيما يجري الرئيس بشار الأسد الأربعاء محادثات رسمية في موسكو ويستفيد نظامه من تضامن عربي واسع أعقب زلزالًا مدمرًا ضرب البلاد وتركيا المجاورة الشهر الماضي، يدخل النزاع عامه الثالث عشر، مثقلًا بحصيلة قتلى تجاوزت النصف مليون وعشرات الآف المفقودين والنازحين وسط احتياجات إنسانية هائلة، بحسب «فرانس برس».

 رايات المعارضة السورية
في مدينة إدلب، إحدى المدن الرئيسية التي لا تزال خارجة عن سيطرة القوات الحكومية، توافد مئات السوريين تباعًا، من صغار وكبار، الى ساحة رئيسية، حاملين رايات المعارضة السورية. ورُفعت على واجهة مبنى مشرف على ساحة التظاهر لافتتان، جاء في الأولى بالعربية «الشعب يريد إسقاط النظام» بينما كتب على الثانية بالإنجليزية «الحرية والكرامة لجميع السوريين».

وقال متظاهر قدّم نفسه باسم أبو شهيد (27 عامًا) «جئنا نحيي ذكرى الثورة، هذه الذكرى العظيمة على قلب كل سوري حر»، مضيفًا «نفتخر بهذا اليوم الذي تمكنا فيه من أن نكسر حاجز الخوف ونخرج في وجه النظام المجرم».

- حكومة الدبيبة ترسل شحنة خامسة من الأدوية والأغذية لمتضرري الزلزال في سورية وتركيا
- وصول أول دفعة من المساعدات الليبية إلى مخيم بخشين على الحدود السورية - التركية

وبدءًا من منتصف مارس 2011، خرج عشرات آلاف السوريين في تظاهرات مستوحاة من «ثورات الربيع العربي» مطالبين باسقاط نظام الأسد، لكنها سرعان ما تحولت إلى نزاع دام تنوعت أطرافه والجهات الداعمة لها. وباتت سورية ساحة لقوات روسية وأميركية وتركية ومقاتلين إيرانيين.

ويأتي إحياء ذكرى الانتفاضة هذا العام بعد أكثر من شهر على زلزال مدمر ضرب سورية وتسبّب بمقتل نحو ستة آلاف شخص في أنحاء البلاد، معمقًا من معاناة السكان، بعد سنوات الحرب التي تسببت بدمار البنى التحتية واستنزاف الاقتصاد.

وفاقم الزلزال ظروف السكان المعيشية والاقتصادية سوءًا، ما رتب عبئًا إضافيًا على المنظمات الدولية الإنسانية التي تستجيب للأزمة السورية وكانت تعاني أساسًا من نقص التمويل.

12 عامًا من النزاع والزلازل المميتة الأخيرة 
ونبهت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كورين فلايشر في تصريحات لصحفيين في دبي الأربعاء إلى أنه «ما لم نحصل على تمويل إضافي، سنضطر إلى قطع المساعدات عن 3.8 مليون شخص من إجمالي ثمانية ملايين بحلول يوليو».

وقالت إن الاحتياجات الغذائية في أعلى مستوياتها منذ اندلاع النزاع، مع وجود 12.9 مليون شخص يعانون حاليًا من انعدام الأمن الغذائي، لافتة لحاجة البرنامج إلى 700 مليون دولار حتى نهاية العام.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» الأربعاء من أن 12 عامًا من النزاع والزلازل المميتة الأخيرة تركت ملايين الأطفال في خطر متزايد من الإصابة بسوء التغذية. وقالت إنها تحتاج 172.7 مليون دولار من أجل المساعدات الفورية المنقذة للحياة لـ 5.4 مليون شخص تضرروا من الزلزال قرابة نصفهم أطفال.

وتلقى الأسد إثر الزلزال سيلًا من الاتصالات المتضامنة من قادة وملوك ورؤساء عرب واستقبل موفدين أممين. وهبطت عشرات الطائرات المحملة بالمساعدات، جاء العدد الأكبر منها من الإمارات التي تقود جهود الإغاثة الإقليمية.

 إعادة «تعويم» نظام الأسد وتطبيع العلاقات
ويرى محللون أن الأسد قد يجد في التضامن الواسع معه «فرصة» لتسريع تطبيع علاقاته مع محيطه الإقليمي، وهو هدف تعمل داعمته موسكو على تحقيقه منذ سنوات. وغداة وصوله موسكو، التقى الأسد الأربعاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين،  ولعبت روسيا بتدخلها العسكري المباشر منذ 2015 الدور الأبرز في ترجيح الكفة لصالح قوات النظام بعدما خسرت مناطق واسعة خلال سنوات الحرب الأولى. 

وتثير مساعي إعادة «تعويم» نظام الأسد وتطبيع العلاقات معه غضب معارضيه. على هامش مشاركتها في التظاهرة، أكدت النازحة من دمشق سلمى سيف (38 عامًا) «لو طبّعت دول العالم كلها مع النظام، نحن مستمرون والثورة مستمرة».

على بعد أمتار منها، قال علي حاج سليمان (24 عامًا) المقعد جراء إصابة بقصف جوي للنظام قبل سنوات «أنا ضد التسوية مع نظام مجرم»، متسائلًا «كيف أساوم من كان السبب في جلوسي على كرسي؟ لا أساومه ولا أساوم كل من يطبّع معه».

مظاهرة شعبية في مدينة إدلب إحياءً للذكرى الــ 12 للثورة السورية. (الإنترنت)
مظاهرة شعبية في مدينة إدلب إحياءً للذكرى الــ 12 للثورة السورية. (الإنترنت)
مظاهرة شعبية في مدينة إدلب إحياءً للذكرى الــ 12 للثورة السورية. (الإنترنت)
مظاهرة شعبية في مدينة إدلب إحياءً للذكرى الــ 12 للثورة السورية. (الإنترنت)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«روح» خرجت من رحم الموت.. ولادة طفلة بعد استشهاد أمها في رفح
«روح» خرجت من رحم الموت.. ولادة طفلة بعد استشهاد أمها في رفح
ساندرز: تعديلات تشريعية لخفض مليارات الدولارات من التمويل العسكري لـ«إسرائيل»
ساندرز: تعديلات تشريعية لخفض مليارات الدولارات من التمويل العسكري...
استشهاد سيدة وطفلة في قصف إسرائيلي على منزل بجنوب لبنان
استشهاد سيدة وطفلة في قصف إسرائيلي على منزل بجنوب لبنان
جيش الاحتلال يعترف بمقتل أحد ضباطه برصاص المقاومة شمال غزة
جيش الاحتلال يعترف بمقتل أحد ضباطه برصاص المقاومة شمال غزة
«أونروا» ترصد مشاهد الدمار الهائل في غزة بعد 200 يوم من العدوان الإسرائيلي
«أونروا» ترصد مشاهد الدمار الهائل في غزة بعد 200 يوم من العدوان ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم