قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان إن السودان وإثيوبيا متوافقين حول جميع قضايا سد النهضة، المشروع الكهرمائي الضخم الذي بنته أديس أبابا على نهر النيل ويثير توترات مع كل من الخرطوم والقاهرة.

وعقد رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد سلسلة لقاءات في العاصمة السودانية توّجها بقمّة مع البرهان اليوم الخميس. وهذه أول زيارة له إلى الخرطوم منذ أغسطس 2020، وفق وكالة «فرانس برس».

هل تستفيد السودان من سد النهضة؟
وشدد رئيس الوزراء الإثيوبي على أن «سد النهضة لن يسبّب أيّ ضرر على السودان، بل سيعود عليه بالنفع في مجال الكهرباء»، حسبما جاء في بيان سوداني.

ومنذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة وتشغيله، إلا أنّ جولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث لم تثمر حتى الآن اتفاقاً.

ورغم أنّ مصر والسودان دعتا مراراً إثيوبيا إلى تأجيل خططها لملء خزّان السدّ إلى حين التوصّل لاتّفاق شامل، أعلنت أديس أبابا العام الماضي إنجاز المرحلة الثالثة من ملء خزّان السدّ الذي تبلغ سعته نحو 74 مليار متر مكعب من المياه.

سد النهضة يفجر الخلاف أفريقيًا
ويقع سد النهضة على النيل الأزرق في منطقة بني شنقول-قمز الإثيوبية على بعد نحو 30 كلم من الحدود مع السودان. ويبلغ طوله 1.8 كلم وارتفاعه 145 متراً.

ويلتقي النيل الأزرق الذي ينبع من إثيوبيا النيل الأبيض في الخرطوم ليشكلا معاً نهر النيل الذي يعبر السودان ومصر ويصبّ في البحر المتوسط.

وبالنسبة إلى مصر، فإن السد يشكل تهديدا وجوديا، إذ تعتمد على النيل في حوالى 97% مصادرها المائية.

الخلاف الحدودي بين السودان وإثيوبيا 
وفيما يتعلق بالخلاف الحدودي بين البلدين وتحديدا في منطقة الفشقة، أكد رئيس مجلس السيادة السوداني أن الوثائق والآليات الفنية والحوار تمثل المرجعية الأساسية في هذا الشأن.

وبحسب البيان فإنّ أحمد قال إنّ الغرض من زيارته «إظهار التضامن مع السودان والوقوف معه في هذه المرحلة المهمّة في مسيرته السياسية».

ونقل البيان عن رئيس الوزراء الإثيوبي قوله إنّ الخلاف الحدودي بين البلدين قضية قديمة يجب الرجوع إلى الوثائق لحلّها.

السودان تستقبل عشرات الآلاف من الإثيوبيين
وتصاعد التوتر بين البلدين الجارين إثر اندلاع النزاع في إقليم تيغراي بين الحكومة الإثيوبية المركزية وجبهة تحرير شعب تيغراي. وأجبر النزاع عشرات الآلاف على عبور الحدود إلى السودان طلبا للجوء.

وفي نوفمبر الماضي وقعت حكومة أديس أبابا ومتمردو تيغراي اتفاق سلام أنهى عامين من القتال الذي تسبب في مقتل نحو 500 ألف شخص وفق الولايات المتحدة.

وخلال زيارته، التقى أبيي ممثلين لائتلاف قوى الحرية والتغيير السودانية، وهو الفصيل المدني الرئيسي الذي أطيح بأعضائه في «انقلاب 2021»، بحسب بيان عن الائتلاف.

والشهر الماضي وقع العسكريون والفصائل السياسية في السودان اتفاقا لعملية سياسية من مرحلتين لإنهاء الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي تعم البلاد منذ الانقلاب العسكري.