في قرية تادف الواقعة على الخطوط الأمامية للجبهة والمقسومة بين النظام وفصائل معارضة في شمال غرب سورية، عاد التلاميذ إلى صفوف دراسية في مبنى لحقت به أضرار القصف من دون زجاج على النوافذ ولا أبواب ولا مناضد أو مقاعد وبلا كهرباء.
تلعب فتيات يحملن حقائب ظهر زهرية اللون إلى جانب صبيان يحملون حقائب زرقاء في ملعب مدرستهم في القرية التي تبعد 32 كلم شرق مدينة حلب. وتادف التي لحقت بها أضرار بالغة خلال أكثر من عقد من الحرب في سورية، تقع على خط جبهة بات يسوده الهدوء، بين قوات النظام والفصائل المعارضة المدعومة من أنقرة.
وغالبية المدارس الثماني في المنطقة دُمرت بالكامل. لكن واحدة منها أعادت فتح أبوابها هذا الأسبوع أمام 300 تلميذ من القسم الخاضع لسيطرة الفصائل المعارضة من تادف. وتجمع الأطفال في صف معتم لحضور حصة رياضيات.
غالبية مدارس «تادف» دمرت
وقال أستاذ الرياضيات صلاح الخميس لوكالة «فرانس برس» «بسبب الحرب فإن غالبية المدارس في المدينة دُمرت ولا يمكننا ترميمها». وقال رئيس بلدية تادف محمد العقيل وهو أب لولدين إنه أرسل ولديه إلى مدرسة في قرية مجاورة. وأضاف أن المدرسة قادرة على استقبال «300 طالب من أصل 3000».
ومدرسة تادف الموقتة واحدة من المحاولات اليائسة لتوفير التعليم في شمال غرب سورية الذي طالته الحرب، وحيث يُحرم 44 بالمئة من الأطفال من الوصول إلى مرافق مدرسية، بحسب الأمم المتحدة. يمثل الأطفال أكثر من نصف سكان المنطقة البالغ عددهم أكثر من أربعة ملايين نسمة، وفق الأمم المتحدة.
وقال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية لسوريا مارك كاتس، إن «مئات المدارس تضررت أو دُمرت جراء القصف وعدد كبير جدا من الأطفال لا يزالون خارج المدرسة».
تعليقات