Atwasat

تحذير أممي من تبعات استمرار غلق الطرق في اليمن

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 21 يوليو 2022, 11:48 صباحا
WTV_Frequency

أدخلت الهدنة في اليمن هذا البلد الفقير الذي مزّقته الحرب في حالة من السلام الموقت؛ لكن إغلاق الطرق ما زال يمثل قضية إنسانية رئيسية، حسب نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في البلاد، دييغو زوريلا.

وأودى الصراع بين الحكومة اليمنية المدعومة من تحالف تقوده السعودية والحوثيين القريبين من إيران والذين يسيطرون على العاصمة ومناطق أخرى، بحياة مئات الآلاف منذ 2014، ودفع أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية إلى أتون المجاعة، لكن منذ 2 أبريل، سمحت الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة بوقف الأعمال العدائية واتّخاذ تدابير تهدف إلى التخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للسكان، في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفق وكالة «فرانس برس».

وقال زوريلا في مقابلة مع «فرانس برس» إن «الوضع تحسن بشكل عام» خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مستشهدا بانخفاض عدد الضحايا المدنيين، وزيادة الإمداد المنتظم بالوقود، واستئناف بعض الرحلات التجارية من العاصمة، غير أنه أضاف «بما أن الطرق لا تزال مغلقة، فإن التحسن الذي طرأ (على الوضع الأمني) لا يرقى إلى مستوى توقّعات السكان»، في إشارة إلى أحد العناصر الرئيسية للهدنة لم يجر تنفيذه بعد.

«تردد» حول فتح الطرق في اليمن
جرى عقد عدّة جولات من المحادثات في الأردن من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، لكن المتحاربين يترددون في إعادة فتح الطرق خوفا من أن يفيد ذلك الجانب الآخر عسكريا.

وحركة المرور صعبة للغاية بين المناطق الشمالية التي يسيطر عليها الحوثيون، والتي تمثل 30% من اليمن ويعيش فيها 70% من السكان، وبين المناطق الموالية حيث تصل غالبية البضائع. وتؤدي حواجز الطرق والتحويلات العديدة إلى مضاعفة تكاليف النقل أربع مرات، وتعقيد إيصال المساعدات الإنسانية، وتحرم العديد من اليمنيين من الوصول إلى الخدمات الأساسية.

«وضع خطير» خاصة في تعز
ذكر زوريلا أن «الوضع خطير بشكل خاص في تعز» في جنوب غرب البلاد وهي مدينة محاطة بالجبال ويعيش فيها «بين 1.5 و2 مليون شخص». ويحيط بالمنطقة التي كانت مركزًا ثقافيًا وأكاديميًا وتاريخيًا مهمًا، خط نار يبلغ طوله 16 كيلومترًا.

- الاتحاد الأوروبي يأسف لرفض الحوثيين مقترح إعادة فتح الطرق باليمن

ويعيش حوالي 80% من السكان في الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة، لكن الحوثيين يسيطرون على المناطق المرتفعة حيث توجد آبار المياه التي تغذي المدينة، لذلك يتعين على غالبية السكان شراء المياه من صهاريج «أكثر تكلفة بكثير»، فيما «لا يستطيع 16 ألف عامل من الجانبين رؤية عائلاتهم»، حسب المسؤول الأممي.

ومن التبعات الأخرى عرقلة الوصول إلى المستشفيات، «فبدلًا من القيام برحلة مدتها 20 دقيقة لغسيل الكلى، يضطر المرضى أحيانًا إلى الذهاب إلى عدن»، مقر الحكومة الموقت والواقعة في الجنوب.

لكن تعز ليست منقسمة إلى جزأين فحسب، بل إنها معزولة أيضًا عن بقية البلاد. ويجب على سكانها أن يسلكوا طرقا جبلية خطيرة للغاية للوصول إلى عدن في ثماني أو تسع ساعات ، مقارنة بثلاث ساعات في الأوقات العادية.

إعادة فتح الطرق «قضية إنسانية»
ويؤكد زوريلا أن إعادة فتح الطرق «قضية إنسانية واقتصادية وتنموية رئيسية»، مشيرًا إلى أن أكثر من ثلثي 30 مليون يمني أو 23 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

تستهدف الأمم المتحدة مساعدة 17 مليون شخص وتحتاج إلى 4.3 مليارات دولار هذا العام جرى التبرع بربعها حتى الآن، خصوصا بسبب انخفاض المساهمات من السعودية والإمارات اللتين تقولان إنهما تفضّلان قنواتهما الخاصة لتقديم المساعدات. وقد أعلنتا في أبريل عن مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار لليمن، لكن لم يجرى توزيعها بعد.

ويحذّر زوريلا من أنه إذا لم يجر الحصول على التمويل اللازم «فسيموت الناس»، مضيفًا: «كلما طال أمد الأزمة، تراجع ما نوليه لها من انتباه، لكن هذا لا يعني أن الوضع لم يزداد سوءًا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تفجير في قاعدة كالسو العسكرية بالعراق وسقوط قتيل
تفجير في قاعدة كالسو العسكرية بالعراق وسقوط قتيل
«الحشد الشعبي»: خسائر مادية وإصابات بانفجار في قاعدة كالسو
«الحشد الشعبي»: خسائر مادية وإصابات بانفجار في قاعدة كالسو
بينهم طفل.. استشهاد 3 فلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال طولكرم
بينهم طفل.. استشهاد 3 فلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال طولكرم
العراق: لم يكن هناك مسيرة أو مقاتلة بالجو عند وقوع انفجار بقاعدة كالسو العسكرية
العراق: لم يكن هناك مسيرة أو مقاتلة بالجو عند وقوع انفجار بقاعدة ...
ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و49 شهيدا
ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و49 شهيدا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم