Atwasat

نوري كمال: «زهرة الياسمين» الطرابلسي

القاهرة - بوابة الوسط: أسماء بن سعيد الخميس 08 يناير 2015, 01:41 مساء
WTV_Frequency

استمرارًا من «بوابة الوسط» في التأريخ والتوثيق للفنانين والمثقفين الليبيين، في ظل شُح المصادر سواء المكتوبة أو الإلكترونية، التي تؤرخ لقامات كان لهم الفضل في إثراء الحركتين الفنية والثقافية الليبية.

كان أن بادر بعض أقاربهم بمدنا (مشكورين) بمعلومات للنشر، علّنا وإياهم أن نُسهم وإن بشكل متواضع في نجاح مهمة التأريخ حتى لتظل هذه الأسماء حاضرة وموجودة في ذاكرتنا ليس بما قدموه فقط ولكن حتى من خلال حياتهم الشخصية وسيرتهم الإنسانية وأبرز المحطات في حياتهم.

ومن هؤلاء محمود كمال نجل الفنان الكبير نوري كمال، الذي لم يبخل علينا بما تيسر لديه بمعلومات عن والده والذي حاول بطريقته أن يؤرخ لها عن طريق إنشاء حساب شخصي باسم والده على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، كما مدّنا بصور حصرية عن والده للنشر، فمن هو الفنان نوري كمال.

حياته
اسمه الحقيقي خليفة الفرجاني المرغني، ولد في شارع ميزران سنة 1936 وكان كفيف البصر منذ الولادة إذ أصيب بداء الرمد الذي كان منتشرًا في ذلك الوقت، درس القرآن في كتّاب شارع ميزران ثم كان مؤذن جامع أحمد باشا لعدة سنوات، وما لبث أن انضم إلى فرق الموالد والمالوف، وكان أن تتلمذ على يدي الشيخ شاكر المرابط والشيخ حورية وغيرهما من رواد فن المالوف والموشحات الذي اشتهرت به مدينة طرابلس منذ نهاية القرن الثامن عشر.

الفضل الأول في تدعيم موهبته الفنية بالدراسة الأكاديمية يرجع لشقيقه الأكبر وهو الفنان محمد الفرجاني، وكونهما شقيقين فهو أمر لا يعرفه كثيرون، وكان الفنان محمد الفرجاني من الرواد الأوائل في قسم الموسيقى في طرابلس وأحد أهم الأسماء الموجودة على الساحة الفنية الطرابلسية حينها.

فشكل الأخوان انعكاسًا لواقع الفن في ذلك الوقت، إذ كان محمد الفرجاني من أتباع المدرسة «الوهابية» وهو مصطلح في الفن يقصد به مدرسة محمد عبد الوهاب، فكان معجبًا به ومتأثرًا به كثيرًا.

أما الفنان نوري كمال فكان منجذبًا جدًا للفنان فريد الأطرش متأثرًا به صوتًا ولحنًا وغناءً، لهذا كان لكل من الأخوين لونه الخاص الذي تميز به وعُرف من خلاله، يذكره جيرانه وأصدقائه بالقول: «كان حلو المعشر أحبه كل من عرفه سواء من طلبته أو من زملائه، يمتاز بروح النكتة و خفة الدم وروح الفكاهة، كما كان شديد الذكاء.

حيث كان يسير على قدميه لوحده داخل أزقة المدينة القديمة وميزران على الرغم من فقدانه نعمة البصر، وكان يتعرف على أصدقائه بمجرد مصافحتهم، كلما يأتي ذكره يرددون قصصه، وكيف كان يقود الدراجة و يسبح بمهارة وهو الكفيف البصر».

اسمه الفني
جمال صوته ونقائه ومحبته للفن استرعى اهتمام الفنان المرحوم كاظم نديم الذي سمعه صدفة وما لبث أن تبناه فنيًا، وهو الذي أطلق عليه اسمه الفني نوري كمال .

يقول السيد محمود نجل الفنان نوري كمال حول اسم والده الفني ( سألت مرة الموسيقار الراحل كاظم نديم عن سبب اختياره هذا الاسم لوالدي فرد بالقول، والدك رغم كونه كفيفًا إلا أنه كان قوى البصيرة حاد الذكاء صاحب صوت عذب، كما لأنه امتاز بكمال الصوت، لهذه الصفات كان أن اخترت له اسم نوري كمال).

بدايته الفعلية
أول بدايته كانت في المجموعة الصوتية لفرقة الفنان فؤاد الكعبازي، عمل بعدها كمساعد للشيخ قنيص الذي كان يرأس فرقة المالوف في قسم الموسيقى، حيث استعان به لتدريب الفرقة بسبب معرفته بالمقامات الموسيقية .

دراسته الأكاديمية
سافر الفنان نوري كمال في بداية الستينات إلى مصر والتي كانت تشتهر بأنها قبلة للفن وأيضًا تعرف باسم هوليوود الشرق ليكمل دراسته الأكاديمية في معهد الموسيقى العربية، عند عودته إلى ليبيا تم تعيينه كأستاذ لمادة المالوف والموشحات في معهد جمال الدين الميلادي للموسيقى والمسرح.

كما تم اعتماده رسميًا كأحد المطربين والملحنين المعتمدين في الإذاعة، وفي نهاية الثمانينات قام بتأسيس فرقة للابتهالات الدينية في الإذاعة، حيث قام بتلحين وأداء كثير من الابتهالات الدينية أشهرها «كفاك عزولي» و «يارب يا رحيم».

وفاته
توفى في مدينة طرابلس مسقط رأسه في 23 أبريل 1993 عن عمر 57 عامًا، تاركًا وراءه رصيدًا فنيًا يقدر بأكثر من 50 أغنية من أشهرها، خود الريشة، طق القلب، دوقي الشوق واحتاري شوية، وصبح عليك الورد، فكرتينا يا زهرة الياسمين، جلسة مع الأحباب في الشرشارة، ليش تهجري بعد الوفا، يا ناس عيشوا خوت، نار يا حبيبي،

وجميع أغانيه مازال يرددها الجميع وتعتبر إرثًا فنيًا يُحترم، كما أن كثيرًا من الجيل الجديد يتخذون من أغانيه بداية لمشوارهم الفني وللتعريف بهم لدي المستمعين.

نوري كمال: «زهرة الياسمين» الطرابلسي

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
شاهد: «الدراما الرمضانية.. تحدي التجديد، فهل من جديد؟»
شاهد: «الدراما الرمضانية.. تحدي التجديد، فهل من جديد؟»
تحضيرات مكثفة للدورة الثالثة لمعرض بنغازي الدولي للكتاب
تحضيرات مكثفة للدورة الثالثة لمعرض بنغازي الدولي للكتاب
بوشناف: الفن مرآة المجتمع
بوشناف: الفن مرآة المجتمع
«مئة عام من العزلة» لغارسيا ماركيز على منصة «نتفليكس» قريبا
«مئة عام من العزلة» لغارسيا ماركيز على منصة «نتفليكس» قريبا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية في تركيا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم