Atwasat

كليمنتي يبني مستقبل ليبيا الكروي وكلمة السر "برادلي"

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 19 يناير 2014, 07:19 مساء
WTV_Frequency

 

 

"كليمنتي".. انتصار الشباب 
بعد مرور سنوات طويلة على تجربة المدير الفني الإنجليزي السابق رون برادلى مع منتخبا الوطني الأول لكرة القدم، هاهو التاريخ يعيد نفسه لكن مع تجربة ومدرسة مختلفة وفى ظروف قد تكون أفضل، حيث يقود مسيرة الفريق مدرب ينتمي للمدرسة الإسبانية وهو كليمنتى، الذي استلم مقاليد الأمور الفنية للفريق في أكتوبر الماضي ولمدة عامين. وتزامن استلام كليمنتى لمهامه الفنية مع عودة وانطلاق الدوري الليبى لكرة القدم، حيث راهن الإسبانى على الشباب والوجوه الجديدة فجدد شباب الفريق بعد أن أعاد صياغته وأبعد أغلب لاعبيه الذين شاركوا في تصفيات كأس العالم، وكانت بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين، بملاعب جنوب أفريقيا، المحطة الأولى له نحو بناء وإعداد فريق قادر على مواجهة الاستحقاقات القادمة وفى مقدمتها تصفيات أمم أفريقيا "المغرب "2015 ، فإلى أي مدى ستصل وتستمر تجربة ورؤية كليمنتى، وكيف سيكون شكل الفريق فى المستقبل القريب؟
رحلة برادلي
في العام 1976 جاء إلى ليبيا المدرب الإنجليزي، رون برادلى، بناء على دعوة من الاتحاد الليبي لكرة القدم الذي كان يترأسه وقتها الراحل عبد الرحمن أبوالشواشى، وتزامن حضور برادلي مع مباراة الإياب الشهيرة بين المنتخب الليبي ونظيره الجزائري ضمن تصفيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 1978 والتي تابعها من المقصورة الرئيسية لملعب طرابلس الدولي وانتهت بالتعادل السلبي دون أهداف وغادر بسببها منتخبنا التصفيات بعد خسارته ذهاباً بالجزائر بهدف لصفر، وقاد وقتها المنتخب الليبي المدرب الراحل على الزقوزى.
وشهدت المباراة إصابة قائد الفريق ونجمه الكبير الهاشمى البهلول وهى الإصابة اللعينة التي أجبرته على الاعتزال، وضم وقتها المنتخب الليبي أسماء كروية كبيرة وهى الفيتورى رجب لحراسة المرمى وعبد القادر التهامى ويونس راشد والهاشمى البهلول وعلى محمد وعلى مرسال وسعد الفزانى وعلى الأسود وبوبكر العمامي وحسين الشريف ونورى السرى.

المشوار الصعب
عقب خروج الفريق من مشوار التصفيات استلم برادلى مهمة تدريب الفريق الوطني رسمياً، وقدم رؤيته وبرنامجه للاتحاد الليبي، وكان أول وأهم شروطه هو أن يكون العقد لمدة ثلاث سنوات وذلك من أجل بناء وإعداد فريق للمستقبل. فتم الاتفاق على ذلك مع منحه كافة الصلاحيات، ولأن القائمين على اتحاد الكرة وقتها من العناصر المشهود لها بالكفاءة والتجربة والخبرة فقد سلموه مقاليد الأمور الفنية، واستعان برادلي بالمدربين الوطنيين: فرحات سالم والراحل عبد العال العقيلى، وبدأ الإنجليزي رحلة العمل الصعب وبدأت مرحلة البناء بالبحث واكتشاف مواهب جديدة صغيرة شابة من كل الملاعب، حيث كان يتنقل بين كل المدن والملاعب، وكان أول ظهور له مع المنتخب الوطني في دورة "مرديكا" الودية الدولية بماليزيا، التي جرت في يوليو 1977.
وكانت الدورة المدرسية بليبيا التي أقيمت بطرابلس في أكتوبر 1977، والتي نال خلالها منتخبنا القلادة الذهبية، نقطة تحول كبيرة في مسيرة الفريق ونقطة انطلاق وبناء أساس وقاعدة جديدة لفريق جديد، حيث قدم خلال هذه البطولة أوراق اعتماده، وكتب نجوم صاعدون شهادات ميلادهم حيث دفع بعناصر شابة ومنحها الثقة في الدفاع عن ألوان وغلالة المنتخب الوطني. وباستثناء الفيتورى رجب حارس الخبرة وقائد الفريق، فإن باقي اللاعبين هم من العناصر الجديدة، حيث قدم متوسطي الدفاع والثنائي الرائع بوبكر بانى وصالح صولة والجوهرة السمراء فوزى العيساوى وجمعة الشوشان ومحمد العائب وناصر بلحاج والمرحوم عزالدين بسيكرى والمرحوم محمد حسن وجمال بونوارة وسعيد ويوسف الشوشان كما أنه استفاد كثيراً من خبرة الهداف الراحل، بشير الريانى.

نتائج مبهرة
وقاد برادلي المنتخب الليبي بعد ذلك في دورة الألعاب الأفريقية بالجزائر في يوليو 1978 والتي تأهل إليها بجدارة عقب إقصائه لمنتخب تونس في التصفيات بعد فوزه بطرابلس بهدف لصفر وخسارته إياباً بتونس بهدفين لهدف، كما قاد المنتخب الليبي في تصفيات بطولة أمم أفريقيا ونجح في إقصاء إثيوبيا في الدور الأول، لكنّه غادر المنافسات في الدور الثاني أمام الجزائر، ومن أبرز نتائجه الفوز التاريخي على تونس في تصفيات أولمبياد موسكو بثلاثية ناصر بلحاج والعيساوى وبونوارة في المباراة الشهيرة التي أقيمت بملعب طرابلس (13 أبريل 1979) وكان من المقرر بعدها أن يواجه منتخبنا الجزائر في الدور الحاسم، لكن المنتخب الليبي انسحب، ليفسح المجال والطريق أمام الفريق الجزائري للتأهل مباشرة إلى أولمبياد موسكو.
كانت تلك آخر محطة لبرادلي في مسيرته مع المنتخب التي توقفت وتزامنت أيضاً مع إلغاء مسابقات كرة القدم الليبية في العام 1979 بعد أن ترك لنا فريقاً قوياً متناغماً ومتجانساً يكاد أغلب لاعبيه ينتمون لجيل واحد ومن أعمار متقاربة، حتى أننا استفدنا من نجوم فريق برادلى لسنوات ومواسم امتدت لأواخر الثمانينات، وشارك أغلبهم في المسيرة الناجحة لمنتخبنا في كأس أفريقيا وكأس العالم 86.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات