Atwasat

التائب: الأهلي طرابلس.. «مسك الختام»

طرابلس - بوابة الوسط: زين العابدين السبت 23 يناير 2016, 01:30 مساء
WTV_Frequency

تبقى عودة نجم الكرة العربية والليبية وسفيرها طارق التائب إلى الواجهة هي الحدث الأبرز، وبعد غياب عن بيته الأول يعود البرنس الليبي ليجدد علاقته بناديه الجديد القديم، ويسجل ظهوره معه للدفاع عن ألوانه وقيادته في أقوى بطولات الأندية الأفريقية، لأول مرة.

التائب، وبعد صمت طويل، عاد ليفتح قلبه ويخرج عن صمته ويكشف لـ«الوسط» في عدده الأسبوعي الصادر الخميس، كثيراً من أسرار رحلته الكروية الزاخرة على كافة الأصعدة، كما يتحدث عن مهرجان اعتزاله الكبير، ومسك ختام المشوار بعد عودته إلى ديار الأهلي طرابلس، في محطته الأخيرة.

■ لماذا العودة الآن إلى الأهلي طرابلس؟
عدت للنادي الأهلي، بيتي الأول، لكي أنهي واختتم مسيرتي ومشواري الكروي معه، وتجربتي مع الأهلي طرابلس ليست جديدة، فأنا ابن الأهلي طرابلس، النادي العريق الذي أعتز وأفتخر بالانتماء إليه، وسعيد بأن اختتم مشواري معه، فهو النادي الذي كانت منه البداية والانطلاقة في العام 1994، والآن أعود إليه من جديد ليكون مسك ختام المشوار، وسأظهر ضمن تشكيلة الفريق في دوري أبطال أفريقيا، وكل الأمور المتعلقة بتوقيع العقد سارت على أحسن ما يرام، ويكفي أن أقول إن الجمهور الأهلاوي الوفي هو الذي طالب ونادى بعودتي، وأنا بدوري قررت العودة وتلبية الدعوة بلا تردد، وتبقى اختيارات المدير الفني جمال بونوارة هي التي ستحدد مشاركتي الرسمية ضمن التشكيلة الأساسية.

■ وهل العودة هذه المرة بلا شروط؟
عقدي كان مع النادي الأهلي لفترة محدودة لمدة ستة أشهر وحتى نهاية المشاركة الأفريقية، ولم نتحدث في أية تفاصيل تخص بنود العقد الذي سيكون مثل أي لاعب بالفريق، فـ«الأهلي طرابلس» هو كل شيء بالنسبة لي، ولن أبخل عليه بتقديم كل ما أمتلكه من جهد وعرق داخل وخارج الملعب، لتسخير خبرتي وتجاربي الدولية للفريق ومؤازرة اللاعبين الشباب.

■ إلى أي مدى يعكر غياب الدوري المحلي صفو ختام مشوارك؟
غياب دوري كرة القدم كان له أثر سلبي كبير على مستوى اللاعب الليبي عموماً، وكانت له انعكاسات سلبية حتى على نتائج الفريق الوطني على واجهتي تصفيات «الشان» و«الكان»، بالإضافة إلى الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا، التي حالت دون وجود نشاط محلي، فالتدريبات والمباريات الودية التجريبية وحدها غير كافية لتعويض المباريات الرسمية، وأتمنى أن يعود النشاط حتى أتواصل بشكل أكبر وأكثر مع الجمهور وحتى لا يقتصر الظهور على المباريات الأفريقية فقط.

■ ما الجديد لدى التائب خلال رحلة العودة؟
هدفي هو إنهاء مسيرتي وترك أجمل الانطباعات للفريق الذي علمني أبجديات كرة القدم، واحتضنني منذ الصغر، وقدمني للجمهور الرياضي الليبي، وساهم في بروزي وشهرتي، وهذه العودة لن تكون جيدة ولن تكتمل إلا بآداء يليق بقيمة وسمعة الفريق، وتقديم الإضافة التي يحتاجها مع تحقيق نتائج إيجابية والوصول إلى أدوار متقدمة مع لعب كرة قدم عصرية لتحقيق ما نطمح إليه، ففريق الأهلي طرابلس الحالي يضم عناصر شابة، ووجود لاعب صاحب خبرة سيكون خير سند ودافع معنوي كبير، وربما لا أستطيع اللعب والمشاركة طوال الـ 90 دقيقة لكني سأعطي كل ما لدي في الدقائق التي سأشارك فيها.

■ هل خرج المنتخب الليبي من حسابات طارق التائب؟
طريق العودة لتمثيل المنتخب الليبي من جديد صعب، خاصة بعد أن بلغت من العمر 38 عاماً، ثم أنني لم أتلق دعوة لتمثيل المنتخب منذ أربع سنوات، وقد قدمنا برفقة زملائي من أبناء جيلي طوال السنوات الماضية كثيراً للكرة الليبية، وحان الوقت لكي نفسح المجال لجيل الشباب، خصوصا أن المنتخب الحالي يضم لاعبين صغاراً ينتظرهم مستقبل زاهر ويحتاجون إلى الخبرة والتجربة والوقت، ومن سوء حظهم أن هذه الفترة غاب فيها الدوري والنشاط المحلي مما جعلهم يمرون بفترة فراغ سلبية طويلة، وأتمنى مزيداً من الاهتمام بهم لنراهم نجوماً في المستقبل كي نعتمد عليهم.

■ ماذا عن المحطة المقبلة بعد اعتزال اللعب؟
أرغب في خوض غمار التدريب، وسأبدأ في العمل مع الفئات الصغيرة والنشء لتعليمهم فنون الكرة، وسأساعدهم في صقل مواهبهم وإعدادهم الإعداد السليم، أما حالياً فقد تلقيت دورة تدريبية تأهيلية وحصلت أخيراً على الرخصة «B»، وسأستمر بهذا المجال كما أنني أعمل حالياً كمحلل في قنوات «بين سبورت»، وهذا ما يساعدني أكثر على كسب مزيد من الخبرة والتجربة والاحتكاك ببعض الخبرات في مجال التحليل الرياضي ممن سبقوني في هذا المجال ولهم باع طويل، فمن الصعب أن ابتعد عن أجواء كرة القدم التي أمضيت بملاعبها قرابة 20 عاماً، لأن كرة القدم هي كل حياتي ولا أتخيل العيش بعيداً عنها.

■ حدثنا عن مهرجان اعتزالك؟
سيجري الإعلان عن برنامج اعتزال يقريباً، وستكون هناك ترتيبات لإقامة مباراة قبل نهاية العام الجاري، سيشارك بها أكبر ناديين عربيين تشرفت للعب معهما والدفاع عن ألوانهما وهما الصفاقسي التونسي والهلال السعودي بمشاركة أبرز نجوم الكرة الذين عاصرتهم في تونس والسعودية، حيث ستكون هناك مباراة أولى تجمع الأهلي طرابلس والنادي الصفاقسي التونسي والثانية بين الأهلي طرابلس والهلال السعودي، وسيتم إعلان تفاصيل هاتين المباراتين من قبل إدارة النادي الأهلي، وأود أن انتهز هذه المناسبة لأقدم كل الشكر لجمهور الهلال السعودي الذي وقف إلى جانبي وساندني كثيراً حتى في أصعب الظروف حتى عندما قررت العودة إلى النادي الأهلي.

■ هل سيرتبط مهرجان اعتزالك برسائل معينة؟
رسالتي الدائمة وأنا لاعب وحتى بعد الاعتزال أن يعم السلام كل الأرض لأن الرياضة في الأساس رسالة محبة وسلام وأتمنى من جماهيرنا الرياضية الابتعاد عن التعصب وأن تكون الرياضة وكرة القدم رسالة محبة وسلام وتواصل من أجل بناء مستقبل أفضل لليبيا.

■ نريد فتح شريط الذكريات معك..
|الذكريات تبدأ من نقطة الانطلاق في أواخر الثمانينات عندما وطأت أقدامي لأول مرة مقر النادي الأهلي طرابلس بصحبة والدي للالتحاق بصفوف فرق الناشئين والبراعم، حيث تدرجت بمختلف فئات النادي حتى وصلت سريعاً إلى الفريق الأول العام 1994 وكان ظهوري الأول مع الفريق الأول فأل خير وحسن على فريقي، حيث توجت معه بالثنائية (بطولتي الدوري والكأس) وكانت أول مباراة رسمية مع الفريق الأول أمام فريق دارنس وفاز الأهلي طرابلس بهدفين دون مقابل بملعب درنة، كما أعتز كثيراً بأول أهدافي مع الأهلي وكان في شباك الوحدة بملعب طرابلس.

■ كيف جاءت فكرة الاحتراف الخارجي؟
بدايتي المبكرة كانت مشجعة جداً، فراودتني فكرة الاحتراف خارج الملاعب الليبية وانتقلت على سبيل التجربة مع فريق شباب «يوفنتوس» الإيطالي واستغرقت بضعة أشهر لأنتقل بعد ذلك إلى ملاعب البرتغال العام 1997 في أول تجربة احترافية حقيقية مع نادي «بيرامار» لمدة موسم واحد ثم تلقيت عرضاً للعب ضمن صفوف النادي الصفاقسي التونسي في أول تجربة احترافية عربية ونجحت في التتويج ببطولة كأس الاتحاد الأفريقي موسم (98-99) لتستمر رحلتي الاحترافية في ملاعب تونس، حيث لعبت لأكبر الأندية التونسية النجم الساحلي ثم الأفريقي.

■ ماذا بعد النجاح الرهيب في تونس؟
حاولت بعدها تغيير الأجواء والانتقال إلى ملاعب تركيا، حيث لعبت لنادي «غازي نتاب سبور» التركي لمدة موسم واحد، لكن واجهتني صعوبات كثيرة حالت دون استمرار هذه التجربة، لكن يبقى نادي الهلال السعودي من أفضل وأزهى فتراتي في عالم الاحتراف حيث لعبت له قرابة أربعة مواسم من العام 2006 وحتى 2009 حيث حققت معه كأس ولي العهد مرتين وفزنا ببطولة الدوري السعودي الممتاز ولعبت خلال هذه المواسم أكثر من خمسين مباراة أحرزت خلالها أكثر من ستة عشر هدفاً أجملها هدف الفوز في شباك النصر وهدف السبق في مباراة الأهلي التي انتهت بالتعادل بهدف ثم انتقلت، وأنا مضطر إلى نادي هلال الساحل السوداني على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر بعد تعرضي لعقوبة حتى لا أبقى دون لعب للحفاظ على جاهزيتي ثم رجعت سريعاً إلى ملاعب السعودية بعد انتهاء فترة العقوبة لكن هذه المرة إلى نادي الشباب، حيث تلقيت عرضاً مغرياً ولعبت له موسماً واحداً وأحرزت له أهدافاً حاسمة في مباريات كبيرة أشهرها هدف الفوز في شباك اتحاد جدة.

■ هل نستطيع القول إنك تخوض الاحتراف بين الأندية وكأنك مغامر؟
بالفعل عدت العام 2010 إلى النادي الأهلي طرابلس بعد غياب دام خمسة عشر عاماً ولعبت موسماً واحداً ثم استأنفت رحلتي الاحترافية والمغامرة من جديد فلعبت لفترات قصيرة لعدد من الأندية منها «مصر المقاصة» المصري و«النصر» الكويتي و«السويق» العماني، فيما كان فريق «معيذر» القطري أحد أندية الدرجة الثانية آخر محطاتي الاحترافية، ولأنني عاشق للمغامرة والترحال فقد لعبت طيلة مسيرتي الاحترافية لعدد اثني عشر نادياً بتسع بلدان مختلفة، حيث تجولت بكل من إيطاليا والبرتغال وتونس وتركيا والسعودية والسودان والكويت وعمان وقطر، أما في ليبيا فلم ألعب إلا لفريقي، الأهلي طرابلس، فهو بداية المشوار ومسك الختام.

■ نريد ختام الحوار معك بالحديث عن المنتخب الوطني الليبي.. ماذا تقول فيه؟
اُخترت للمنتخب الوطني لأول مرة العام 1996 وعاصرت أكثر من جيل ولعبت أكثر من 60 مباراة دولية أبرزها في بطولة أمم أفريقيا بملاعب مصر العام 2006، كما سبق وأن سجلت كثيراً من الأهداف وصنعت أهدافاً حاسمة في مباراتنا ضد المنتخب المصري التي حققنا خلالها الفوز عليه في مناسبتين بطرابلس وبنغازي بهدفين دون مقابل وبهدفين لهدف، وكان آخر ظهور لي مع المنتخب الليبي العام 2008 أمام منتخب ليسوتو ضمن تصفيات أمم أفريقيا وفزنا بنتيجة أربعة أهداف دون مقابل وأعلنت بعدها الاعتزال دولياً مع المنتخب الليبي بهدف التفرغ للاحتراف.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات