يُعد المهاجم البوركيني عبدالله سيسيه، المحترف بصفوف الاتحاد الليبي أحد أهم المهاجمين على الساحة الكروية حاليًّا في شمال أفريقيا، بعد أن أثبت جدارة فائقة في إحراز الأهداف، بل اقتناصها من أنصاف الفرص، وهو ما لفت إليه أنظار الكثير من كبار الأندية العربية والأفريقية، فبعد أن خاض مشوارًا قصيرًا مع الزمالك المصري، قرر الانضمام إلى الاتحاد الليبي.

انطلق سيسيه بسرعة البرق مع الاتحاد الليبي في مرحلة الذهاب لبطولة الدوري المحلي، وقدم مستوي رائعًا، وكان مصدر قلق لجميع مدافعي الفرق المنافسة، بفضل خبراته الميدانية في الملاعب، والتي أسهمت في اقتناصه ثلاثة أهداف مع الاتحاد خلال سبع مباريات بمرحلة الذهاب، ليزداد طموحه مع الفريق الليبي نحو الحفاظ على اللقب.

""بوابة الوسط" " حرصت على التوجه إلى عبدالله سيسيه لمحاورته قبل انطلاق مرحلة العودة أو الدور الثاني من مسابقة الدوري الليبي لكرة القدم، والمنتظر أن يتألق فيه أكثر، خصوصًا مع تزايد أسهمه داخل كبار الأندية الأفريقية والعربية، وأصبح الاختيار الأول لأي فريق يرغب في تدعيم صفوفه الهجومية، كان آخرها وأبرزها فريق الأهلي المصري، الذي بدأ يراقب اللاعب تمهيدًا لخطفه، وإعادته مجددًا للدوري المصري، أسئلة كثيرة توجهنا بها إلى عبدالله سيسيه في هذا الحوار، ليكشف لنا طموحاته وأهدافه مع الاتحاد الليبي في المرحلة المقبلة، وحقيقة موقفه من العروض الخارجية.

- عبدالله سيسيه قدم نفسه بقوة في الدوري الليبي وعكس خبرات عريضة، كيف تكونت هذه الخبرات ومع أي الأندية؟

- في حقيقة الأمر أنها أول مغامرة لي، وأول تجربة احتراف في الملاعب الليبية، وأنا سعيد بذلك جدًّا لخوض مغامرة بهذا الشكل مع فريق بحجم الاتحاد صاحب الألقاب والبطولات، وأسعى أن أضع بصمة قوية هذا الموسم، كما اعتدت في السابق مع كثير من الأندية العربية والفرنسية، التي اكتسبت منها خبرات كبيرة، جعلت مني هدفًا رئيسًا لكثير من الأندية؛ حيث سبق أن دافعت عن ألوان فريق مونبيليه الفرنسي والفيصلي السعودي والخور والسيلية القطريين، وكذلك الظفرة الإماراتي وكبار ثلاثي الأندية المصري (الإسماعيلي والمصري البورسعيدي والزمالك) كلها أندية أضافت لي خبرات كثيرة ومهمة.

- كيف رأيت مرحلة الذهاب في الدوري الليبي لهذا الموسم؟

- الدوري الليبي لكرة القدم هذا الموسم يمر بمرحلة استثنائية، بسبب الأحداث السياسية الجارية في البلاد، وأعتقد أن هذا هو نفس حال كثير من الدول العربية، التي تعرضت إلى ثورات الربيع العربي، فعندما كنت في مصر، كانت مسابقة الدوري المحلى تتوقف كثيرًا، بسبب الأحداث نفسها تقريبًا، وعلى الرغم من أنني حديث العهد بالبطولة الليبية، إلا أنني نجحت في سرعة الاندماج، لسابق معرفتي بالكثير من اللاعبين، وأعلم جيدًا أنهم عازمون النية لتقديم أداء ومستوى فني أفضل في الدور الثاني أو مرحلة العودة، على عكس ما تم تقديمه في مرحلة الذهاب التي تعرضت لكثير من التوقفات، مما أضر بالمسابقة فنيًا، وكذلك بدنيًا بالنسبة إلى اللاعبين، وأفقد بطولة الدوري عنصري الإثارة والتشويق من حيث سخونة المنافسات في المجموعتين، وعمومًا ستشهد المرحلة المقبلة انطلاقة مختلفة ليس في الاتحاد الليبي فقط، وإنما أعتقد في باقي الأندية المنافسة، لتعطش جميع اللاعبين، وكذلك المدربين إلى اللعب والمنافسة بقوة وتقديم أداء أفضل في هذا الموسم "الاستثنائي".

- ما تقييمك لفريق الاتحاد في حد ذاته؟

- يعد فريق الاتحاد من الأندية الكبيرة في ليبيا، وتصنيفه متقدم في أفريقيا وكذلك وسط العرب، وفي خزائنه بطولات كثيرة في كل الألعاب، لا سيَّما وأن كرة القدم التي حقق فيها بطولات كثيرة هي الأكثر شعبية، ومصدر التتويج بشكل دائم، والأهم من كل ذلك أنه نادٍ يمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة، عادة ما تكون مساندة للفريق في كل مكان، لكن يبدو أن التوقف الاضطراري للمسابقة انعكس بالسلب على الفريق؛ حيث بدأ الموسم ببطء، ولم يبدأ بقوة كما فعل في المواسم الماضية، وربما يكون السبب أيضًا الدفع بالوجوه الشابة؛ لذا أعتقد أن استمرار المسابقة وانتظامها سيُكسب البطولة ونادى الاتحاد تحديدًا قوة وإيجابية في المردود الفني والبدني خصوصًا للعناصر الشابة الصاعدة التي ستؤمن مستقبل الفريق في القريب العاجل.

- ماذا ينقص الاتحاد لكي يعود عميدًا وزعيمًا لكرة القدم الليبية؟

- أعتقد أن الاتحاد بالفعل كبير وزعيم للكرة الليبية بفضل فكر إدارته وتخطيط مسؤوليه الذين ينظرون دائمًا إلى الأمام، بدليل استغلال توقف النشاط هذا الموسم بشكل استثنائي في تصعيد مجموعة من الشباب لتجديد الدماء في صفوف الفريق خلال المرحلة المقبلة، وهي بالمناسبة خطة حضارية تواكب العصر، تلك التي تعتمد على مزج عناصر الخبرة بالعناصر الشابة، وأنا أراهن من الآن إذا تعاونت الأطراف الثلاثة (لاعبون وجهاز فني وجماهير) أعتقد أن الاتحاد الليبي سيكون على منصة التتويج هذا الموسم.

- ما السلبيات التي تعوق المحترف في الدوري الليبي؟

- توقف المسابقات هو العدو الأول لكرة القدم بجميع عناصرها على جميع الأصعدة، لأن استمرار إقامة البطولات يضمن تصاعد المستوى فنيًا وبدينًا بشكل دائم، فضلاً عن إنقاذ الأندية من الإفلاس بعد تعرضها لخسائر مالية ضخمة من جرَّاء توقف مسابقة الدوري لمدة قاربت ثلاثة أعوام، وهي فترة ليست بالقصيرة، وكذلك توقف البطولة بعد مرحلة الذهاب ثلاثة أشهر هذا الموسم، أعتقد أنها أكبر السلبيات وأخطرها على الإطلاق، خصوصًا إذا كان هناك منتخب في حجم المنتخب الليبي يسير بخطى ثابتة وقوية فهو يحتاج دائمًا إلى دعم بعناصر نشطة، بخلاف ذلك سيتأثر سلبيًا وسيتراجع كثيرًا.

- كيف ترى مرحلة الإياب للدوري الليبي؟

- بكل تأكيد مرحلة مهمة جدًا، وفاصلة نحو لقب الموسم الجاري، فجميع الفرق تطمح للأفضل وتحسين موقعها بجدول المسابقة، أما بالنسبة للاتحاد فنحن مدركون تمامًا أهمية وصعوبة مرحلة الإياب، لأننا ننافس على لقب البطولة، وليس طموحنا مجرد تحسين مركز هنا أو مركز آخر هناك، ونحن كلاعبين وطاقم فني وإداري وجماهير ندرك ذلك جيدًا، وعاقدون العزم على التتويج باللقب، وسنكثف جهودنا جميعًا لتحقيق الهدف في مرحلة الإياب لإسعاد جماهير الاتحاد العاشقة للبطولات دائمًا.

- كيف ترى عمل مدير الكرة رياض جمعة، مع اللاعبين؟

- أنا لاعب كرة محترف، وليس لي حق التعليق على عمل الآخرين، لكن هذا لا يمنع الاعتراف بأن مدير الكرة بالنادي رياض جمعة لديه فكر عالٍ ونظرة وخطة مستقبلية متطورة بأسلوب حضاري، زد على ذلك أن الإدارة مهتمة باللاعبين المحترفين وغير المحترفين، وهذا شيء يبعث الطمأنينة في النفس، ويدل على ترابط جميع خطوط النادي مع بعضها البعض من أجل مصلحة المؤسسة.

- ما الفرق بين المدرب البرتغالي بلتيمار والمدرب الصربي برانكو؟

- بكل تأكيد أن المدرسة البرتغالية تختلف تمامًا عن المدرسة الصربية، وأنا أحترم كثيرًا كلا المدربين، لا سيَّما وأني استفدت منهما كثيرًا، بلتيمار وبرانكو مدربان جيدان، ولهما سمعة طيبة، ويمتلكان رصيدًا كبيرًا من النجاحات، وفي رأيي الشخصي أن كل مدرب له طريقة خاصة في مجال التدريب، بحكم معاشرتي لكلا المدربين، صحيح أن الفريق لم يظهر بالصورة المطلوبة في الأسابيع الأولى من البطولة، لكن بعدها تم اجتياز المرحلة الصعبة، ونجح في العودة بقوة، وسيكون هناك المزيد فور عودة المسابقة للانتظام.