يعد نادي القرضابية بسبها من الأندية العريقة على صعيد الرياضة الليبية، غير أن ظهور الفريق الأول لكرة القدم بمسرح دوري الأضواء يعود إلى منتصف السبعينات، عندما كانت أدواره النهائية تقام بنظام المناطق، بحيث يلتقي أبطال المناطق الثلاث في دورة ثلاثية لتحديد هوية بطل الموسم.

أقوى المفاجآت

شهد موسم 75 – 76 أول ظهور للقرضابية عندما جمعته دورة ثلاثية بفريقي الأهلي ببنغازي والمدينة، فيما اعتقد الجميع منذ الوهلة الأولى أن القرضابية سيكون لقمة سائغة وصيدًا سهلاً وفي متناول منافسيه، غير أن الفريق القادم من الجنوب الحبيب كان كلمة السر واستطاع أن يخالف كافة التوقعات ويقلب الموازين ويكون ندًا وصنوًا لفريقي المدينة والأهلى «ب»، فتمكن من فرض التعادل بهدفين لهدفين على منافسه وحامل اللقب فريق المدينة ثم نجح في فرض نتيجة التعادل بهدف لهدف على فريق الأهلي ببنغازي ليتوج المدينة بطلاً للموسم الرياضي 75– 76 في ختام الدورة الثلاثية بعد خوضه حوارًا نهائيًا مثيرًا جمعه بفريق أهلي بنغازي بملعب طرابلس الدولي بهدفين لهدف.

موسم التحدي

وفي الموسم الرياضي الذي يليه مباشرة وهو 76 – 77 نجح القرضابية وللمرة الثانية على التوالي، بقيادة مدربه وعدائه الدولي السابق محمد موسى، في تحديد هوية بطل الموسم في الدورة الثلاثية، عندما نجح في فرض نتيجة التعادل السلبي دون أهداف على فريق الاتحاد ليفسح المجال والطريق أمام التحدي للتتويج باللقب المستحق.

موسم 77 - 78 شهد تأهل القرضابية للموسم الثالث على التوالي للدورة الثلاثية لتحديد حامل اللقب والتي جمعت أهلي طرابلس والنصر، وتمكن القرضابية للموسم الثالث على التوالي من لعب دور رئيسي وكبير في تحديد وجهة البطولة وتغيير مسارها عندما فرض التعادل الإيجابي بهدف لهدف على منافسه فريق النصر ليكون فريق أهلي طرابلس هو المستفيد الأكبر من التعثر ليتوج بلقب الموسم.

وهكذا نجح فريق القرضابية خلال ثلاث مواسم متتالية في تحديد هوية بطل الدوري الليبي لكرة القدم دون أن يحقق أى فوز بتعادله أمام فرق المدينة والأهلي بنغازي والاتحاد والنصر، حيث كان لنتائج تعادلاته دور في حسم البطولات الثلاث للمدينة ثم التحدي والأهلي طرابلس.

نصف الفريق أبطال وعدائين دوليين

تميز فريق القرضابية خلال مشاركاته في تلك المرحلة بارتفاع معدل اللياقة البدنية والاستعداد البدني الكبير الذي كان يميز لاعبيه وجعلهم يصنعون الفارق ويقارعون فرقًا تفوقهم خبرة وتجربة فى الملاعب الكروية، ومن المفارقات أن أغلب لاعبي الفريق بل أكثر من نصف الفريق هم عدائون متميزون وأبطال في مجال ألعاب القوى، حيث كانوا يجمعون بين ممارسة ألعاب القوى وكذلك كانوا ضمن التشكيلة الأساسية لفريق كرة القدم ومن هؤلاء العداء الدولي عثمان الصبي عدّاء الوثب الثلاثي، ورمضان ناسامو بطل الوثب الطويل، والثلاثي ومحمد عبدالله سالم وسليمان عيسى وبطل الوثب العالي عبدالكريم مسعود وجمال يوسف حطية، إلى جانب باقي لاعبيه المميزين من أبناء سبها. وقد يكون لتواجد هذه الكوكبة من الأبطال بالفريق الأول لكرة القدم سر من أسرار نجاح الفريق وتفوقه البدني الواضح على منافسيه.