Atwasat

القصة الكاملة لتتويج ميسي وقضية الخطة التسويقية

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 16 يوليو 2014, 12:04 صباحا
WTV_Frequency

أثار منح النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الكرة الذهبية المخصصة لأفضل لاعب في مونديال البرازيل 2014 موجة من الاعتراضات في عالم كرة القدم. ومن بين المعترضين كان الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا الذي ألمح إلى خطة "تسويقية" مدبرة من "أديداس"، الشريكة في الجائزة وذلك بحسب تقرير مطول لوكالة الأنباء الفرنسية.

ورأى مارادونا أن نجم برشلونة الإسباني لم يكن يستحق جائزة أفضل لاعب في مونديال البرازيل التي منحت له الأحد الماضي على رغم خسارة الأرجنتين أمام ألمانيا في النهائي 0-1 في الوقت الإضافي، وإهدارها فرصة الفوز باللقب العالمي الثالث.

وأكد مارادونا لمحطة "تيليسور" الفنزويلية أن ميسي لم يستحق الفوز بجائزة الكرة الذهبية لمونديال البرازيل، وقال: "لو استطعت لأعطيته الجنة إنما من غير الطبيعي أن يفوز لاعب بأمر ما بسبب خطة تسويقية".

وتفاجأ الكثير من المراقبين بمنح ميسي الجائزة التي تقدمها شركة أديداس الألمانية للتجهيزات الرياضية، على حساب لاعبين آخرين مثل الألماني توماس مولر والهولندي أريين روبن والكولومبي خاميس رودريغيز.

ومن خلاله تصريحه، وذكره بالتحديد عبارة "خطة تسويقية"، ألمح بطل كأس العالم 1986 إلى دور مزعوم لأديداس في منح ميسي الجائزة.

ومن المعروف أن الجوائز الأربع الأخيرة في المونديال منحت لأربعة لاعبين متعاقدين مع أديداس: الألماني أوليفر كان (2002) والفرنسي زين الدين زيدان (2006)، والأوروغواياني دييغو فورلان (2010) وميسي (2014).

وفي الواقع، فإن مجموعة الدراسات الفنية في فيفا والتي تضم 13 من الخبراء المتخصصين الذين تابعوا عن كثب كل مباريات المونديال، هي التي قامت باختيار اللاعبين العشرة المرشحين، قبل منح الكرة الذهبية لميسي.

غير أن الفصل 46 في نظام فيفا لمونديال 2014، وتحديدًا الفقرة 11 ج، تنص على أن "الكرة الذهبية ستمنح لأفضل لاعب في المنافسة النهائية على قاعدة تصويت الصحفيين المعتمدين للحدث والمشجعين. وكرة فضية وأخرى برونزية ستمنحان أيضًا لثاني وثالث أفضل لاعب"، وهما اللتان آلتا إلى الألماني توماس مولر والهولندي أريين روبن على التوالي. وعندما سألت وكالة فرانس برس الفيفا عن التعديل الذي طرأ على شروط منح الكرات الذهبية والفضية والبرونزية، كان الجواب أن الاتحاد الدولي كان يريد مساواة أسلوب تصويت هذه الجائزة بذلك المخصص لجائزتي القفاز الذهبي وأفضل لاعب شاب في المونديال الممنوحتين من مجموعة الدراسات الفنية.

حتى أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر لم يخف دهشته من منح ميسي الكرة الذهبية، وقال: "هل أكون دبلوماسيًا أم أقول الحقيقة؟ فأنا تفاجأت شخصيًا لاختيار ميسي أفضل لاعب"، ليعود ويحاول التخفيف بعض الشيء من وطأة تصريحه: "ولكن إذا تابعتم جيدًا بداية البطولة، كان دوره (ميسي) مصيريًا والأرجنتين وصلت إلى النهائي بفضل أهدافه".

غير أن الأهداف الأربعة التي سجلها الرقم 10 في الواقع جاءت كلها في الدور الأول، وكان ميسي مساهمًا في فوز الأرجنتين على سويسرا في الدور الثاني من خلال تمريرته الحاسمة لأنخيل دي ماريا التي سجل منها هدف الفوز (1-0) في الوقت الإضافي. وبعد ذلك لم يكن وقعه جليًا في مباراتي ربع النهائي مع بلجيكا (1-0) ونصف النهائي مع هولندا (4-2) بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي)، وخصوصًا في النهائي حيث أهدر فرصة محققة للتسجيل.

ولكن إذا كانت نظرية مارادونا صحيحة، كان بالإمكان منح الكرة الذهبية إلى لاعبين آخرين ترعاهما أديداس، ولا يقلون شأنًا عن الأرجنتيني، مثل مولر الذي نال الكرة الفضية، أو لاعب آخر من أبطال العالم مثل الحارس العملاق مانويل نوير، من دون أن ننسى الكولومبي خاميس رودريغز الذي لمع في المونديال حتى ربع النهائي.

غير أن نوير منح القفاز الذهبي لأفضل حارس مرمى، ورودريغيز نال الحذاء الذهبي لأهدافه الستة التي جعلت منها هداف المونديال.

ويبدو في المحصلة أن الكرة الذهبية كانت بمثابة جائزة ترضية لميسي، على رغم أنه بدا ممتعضًا لتلقي هذه الجائزة، لإدراكه ربما أنه لم يكن اللاعب الأفضل في المونديال، خصوصًا بعد فشله في انتزاع اللقب الوحيد الذي ينقص في سجل إنجازاته العظيمة.

وربما كانت كلمات ميسي الأكثر تعبيرًا: "في حقيقة الأمر، لست مهتمًا بهذا (الجائزة) في هذا الوقت بالتحديد". ربما هذا الإحراج قد يدفع الفيفا مستقبلاً إلى مراجعة شروط منح الكرة الذهبية، بما يضمن مزيدًا من الشفافية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات