في واحدة من الرسائل الصريحة للرياضة عمومًا وكرة القدم بشكل خاص، توج مجموعة من الأفارقة في ليبيا فكرة الإخاء والتآلف بين أفراد المجتمع الواحد حتى لو كانت التجربة في بلاد الغربة؛ حيث اعتاد عدد غير قليل من الأفارقة على التجمع كل يوم جمعة في حي العمروص بمنطقة سوق الجمعة في العاصمة طرابلس، للمشاركة في مباريات لكرة القدم على غرار الدورات الرمضانية، بعيدًا عن الشد والجذب حول النقطة والصراع الكروي المعتاد.

جذبت التجربة أنظار الجميع وبات هناك عدد غير قليل أيضًا من الليبيين حريصين على مشاهدة هؤلاء في انعكاس واضح وصريح للحالة الإنسانية التي يعشها هؤلاء الأفارقة في ليبيا، وكأنهم يبعثون برسالة سلام إلى العالم، ويذكرون جمهور كرة القدم بالرسالة الحقيقية من وراء هذه اللعبة.

هؤلاء الأفارقة الموجودون في ليبيا لأسباب مختلفة، إما لغرض العمل وإما سعيًا للهجرة نحو الشمال، تعددت أسباب وجودهم في ليبيا، لكن بات عصر كل يوم جمعة موعدًا لرسالة إنسانيّة بمبادرة أهليّة غايتها نشر ثقافة السلام ونبذ العنصرية والكراهية.