اكتشفت دراسة جديدة قدرة النحل على إنتاج لقاحات طبيعية لتحصين صغارها من الأمراض.

توصَّل العلماء إلى هذا الاكتشاف عند دراستهم البروتين في دم النحل، ويعتقدون بأنَّ هذا الاكتشاف سيساعد في تطوير طريقة تصنيعها للمواد الغذائية وللقاحات.

فوفقًا لجريدة «واشنطن بوست»، وجدت الدراسة أنَّ الطريقة التي تلقَّح بها النحل صغارها مشابه لما يحدث مع الإنسان من حيث إدخال قطرات بسيطة من مسبب المرض داخل الجسم فيعمل الجهاز المناعي على تطوير الدواء المناسب للقضاء على مسببات المرض.

وفي مستعمرة النحل، تضع الملكة بيض النحل، ولكنها لا تخرج من الخلية ولهذا يقوم عمال النحل بإحضار غذاء ملكات النحل من حبوب اللقاح أو الرحيق، وعادة ما يمزج هذا الغذاء مع مسببات المرض ثم تأكله الملكة.

وبعد ذلك تنتقل مسببات المرض إلى عضو في جسم النحل شبيه بالكبد يتم فيه تحويله إلى بروتين يسمى «vitellogenin» ثم يصل إلى البيض عن طريق مجرى الدم. وعند خروج يرقات النحل تكون ملقحة طبيعيًّا ضد الجراثيم التي قد تصيب الخلية.

ووجد فريق الدراسة أنَّ هذا النمط من التطعيم تمارسه أنواع النحل المختلفة، لكنهم أشاروا إلى أنَّ هذا التطعيم لا يحمي النحل من جميع الأمراض أو الفيروسات التي قد تصيب الخلية مثل مرض «تعفن الحضنة الأميركي» وفيروس «الجناح المشوه»، أو الوقاية من ظاهرة تسمى «انهيار الخلية»، حيث يختفي عمال النحل بشكل غامض تاركين الملكة وحدها، وفق «واشنطن بوست».

ويأمل الفريق عن طريق الدراسة التوصُّل إلى لقاحات قابلة للأكل لمساعدة النحل، وتطوير أنظمة صنع اللقاحات البشرية.

وقال الأستاذ المساعد في جامعة أريزونا الأميركية والمشارك في التجربة: «عملية التلقيح عند النحل تحدث طبيعيًّا، لهذا سيكون من السهل تطبيقها، ويمكننا من خلالها تحسين وتأمين إنتاج الغذاء للبشرية».

ويعتقد فريق الدراسة بأنَّ هذا النمط من التلقيح الطبيعي قد يمتد لكائنات أخرى التي تمتلك بروتين «vitellogenin» في أجسامها مثل السمك والزواحف والدواجن والبرمائيات.