تسلط معلومات وراثية مستقاة من عظام ذئب عمرها 35 ألف عام عثر عليها أسفل صخرة متجمدة في سيبيريا الضوء على العلاقة القديمة التي تربط بين الإنسان والكلاب، وتبين أن استئناس هذه الحيوانات الوفية ربما يكون قد حدث قبل وقت طويل مما كان يعتقد من قبل.
ويعتقد أن كلاب اليوم تنحدر من نسل ذئاب برية استأنسها الإنسان في عصور ما قبل التاريخ، لكن الجدل لا يزال دائرًا عن موعد حدوث ذلك، حسب وكالة «رويترز».
وأوضح العلماء الخميس الماضي -في دورية (كارانت بيولوجي)- أنهم جمعوا الطاقم الوراثي (الجينوم) للذئب الذي كان يعيش بشبه جزيرة تايمير في روسيا ووجدوا أنه ربما ينتمي لأسلاف مشتركة حديثة بين الكلاب والذئاب.
وبالاستعانة بهذه المعلومات الوراثية أشارت تقديراتهم إلى أن استئناس الكلب حدث منذ 27 إلى 40 ألف عام.
وأشارت أبحاث سابقة -تستند إلى معلومات وراثية من الكلاب والذئاب الحديثة- إلى أن أول مرة تم فيها استئناس الكلاب كانت منذ 11 إلى 16 ألف سنة، وذلك بناء على تقدير مدى سرعة حدوث الطفرات عبر الجينوم.
وأكدت دراسات سابقة أيضًا إلى أن البشر جعلوا من الكلاب حيوانات أليفة لأول مرة في أوروبا خلال حقبة ما قبل التاريخ عندما تعلم الصيادون آنئذ كيف يمكن استئناس الذئاب المفترسة في الفترة بين 19000 عام إلى 32000 ألف عام مضت.
وتتعارض نتائج هذه الدراسات مع نظريات قديمة تقول إن الكلاب استأنسها الإنسان أول مرة في منطقتى الشرق الأوسط وشرق آسيا، وفق «رويترز».
ويجمع الخبراء على أن تحول الكلاب من الحالة البرية إلى الأليفة بدأ عندما كانت الذئاب السنجابية -التي تمثل آباء الكلاب حسب نظرية تطور الكائنات- تحوم حول التجمعات البشرية على أمل افتراس ما قد تصل إليه مخالبها.
ومع مرور الزمن تقبل البشر الكلاب في بادئ الأمر على أنها يمكن أن تشارك في أنشطة الحراسة والصيد ودربوها على أن تكون رفيقًا أليفًا.
تعليقات