إذا كان تمساحٌ واحدٌ كفيلاً بأنْ يكون سببًا وجيهًا للابتعاد عن الماء، فما بالك بأنْ تغوص بقدميك في بحيرة بها سبعة أنواع من التماسيح، منها وحوش يصل طول الواحد منها إلى ثمانية أمتار، تعيش جنبًا إلى جنب وتفترس أي كائن تدبُّ فيه الحياة!
وقال الباحثون، الثلاثاء، لوكالة «رويترز»، إنَّ تلك كانت طبيعة الحياة في حوض نهر الأمازون في بيرو، الزاخر بالحياة قبل 13 مليون سنة، إذ كانت تجمع بين مختلف أنواع التماسيح، في تاريخ كوكب الأرض، في المكان والزمان نفسهما.
واكتشف الباحثون حفريات لتلك التماسيح في موقعيْن صغيريْن بقاع النهر، قرب مدينة إيكويتوس بشمال شرق بيرو. ونُشرت نتائج البحث في الدورية العلمية لتقارير الجمعية الملكية.
ومن أغرب هذه التماسيح نوعٌ اسمه العلمي (ناتوسوشوس بيباسينسيس) طوله 1.6 متر، مولع بالتغذي على المحار (الجندوفلي) وذو خرطوم شبيه بالجاروف يتيح له دفن رأسه في قيعان المستنقعات الموحلة لاقتناص فرائسه، فيما تتناسب أسنانه البصلية الشكل مع وظيفة سحق أصداف الرخويات.
وتساعد مثل هذه الاكتشافات العلماء في توفير فهم أفضل لمنشأ التنوع الحيوي الحديث، في حوض نهر الأمازون وتعدُّد صور الحياة القديمة، قبل تكوُّن النهر منذ 10.5 ملايين سنة.
ومنذ 13 مليون سنة كانت هذه المنطقة عامرة بأعداد هائلة من المستنقعات والبحيرات والأنهار.
تعليقات