Atwasat

دراسة: الفيلة اليتيمة تواسي بعضها

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 17 يوليو 2022, 01:35 مساء
WTV_Frequency

تواسي الفيلة صغيرة بعضها إثر نفوق والدتها، بفضل عيشها ضمن قطعان، حسب دراسة حديثة تؤكد القدرة الكبيرة التي تتمتع بها هذه الحيوانات، في شأن التواصل اجتماعيًا.

وأجريت هذه الدراسة على مجموعة من الفيلة، تعيش في البرية بكينيا، حيث استند العلماء إلى هرمونات خاصة بالتوتر موجودة في براز الفيلة لدراسة التبعات الناجمة من نفوق فيلة على صغارها التي يجمعها بها رابط قوي يستمر حتى بعد فطام الصغار، حسب «فرانس برس».

وطُرحت فكرة الدراسة من جينا باركر، وهي طالبة دكتوراه شابة من جامعة ولاية كولورادو الأميركية شغوفة بالعمل على الفيلة الخاصة بسهول السافانا الأفريقية المصنفة ضمن الأنواع المهددة بالانقراض في القائمة الحمراء التي وضعها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وذلك بسبب تعرضها للصيد الجائر وتدمير موائلها.

- نفوق فيلة سومطرية حامل.. واشتباه بتسمم

وتوضح الباحثة في علم البيئة والمعدة الرئيسية للدراسة التي نُشرت هذا الأسبوع في مجلة «كومونيكايشنز بايولوجي» لوكالة فرانس برس أن «التأثير العالمي للصيد الجائر غير معروف بشكل جيد على هذه الحيوانات الاجتماعية جدًا».

وتضيف «عندما نراقب قطيعًا من الفيلة ندرك مدى أهمية الأسرة. فالحيوانات تكون بجانب بعضها فيما نادرًا ما تسير الصغار على بعد عشرة أمتار من أمهاتها، بالإضافة إلى انها تلمس بعضها عندما تأكل ثم تستريح وتراقب الأخرى وهي تتجول في المكان... أما طريقة احتفالها بلم الشمل بعد انفصال بعضها عن القطيع لساعات محدودة فقط، فهي مذهلة».

ويؤدي قتل أحد الصيادين غير الشرعيين فيلًا من القطيع إلى انهيار هذا التماسك، ما يشكل تهديدًا على «صحة الفيلة وتحديدًا الصغار منها عندما تُقتل امها».

الاستجابة للتوتر
وسعت جينا باركر وزملاؤها إلى معرفة كيف ينعكس الحزن الذي تشعر به الصغار التي تفقد أمها فسيولوجيًا، من خلال دراسة استجابة هذه الحيوانات للتوتر وتحديدًا عبر قياس مستوى الهرمونات القشرية السكرية التي تفرزها الغدد الكظرية الموجودة لدى الفقاريات (بما فيها البشر) استجابةً لعامل توتر ما تتعرض له، كأن يشعر الحيوان أن صحته بخطر في ظل غياب البيئة الآمنة.

وهذه الإفرازات موجودة في الدم واللعاب والبول... والبراز. وتقول الباحثة إن «الهرمونات القشرية السكرية المستخرجة من البراز تشكل وسيلة واسعة الانتشار وموثوقًا بها لقياس التوتر لدى الحيوانات البرية لأنها غير غازية».

وبين سنتي 2015 و2016، تولت إلى جانب فريقها جمع براز الفيلة الصغيرة أثناء مرور قطعان في محميتي سامبورو وبوفالو سبرينغز الوطنيتين في شمال كينيا.

وأسفر هذا العمل عن جمع 496 عينة من براز 37 فيلًا صغيرًا فقدت 25 منها أمها، وتشمل أنثى فيلة حصرًا (في ظل صعوبة تعقب الفيلة الذكور لأنها أقل إخلاصًا لقطعانها الأساسية)، تتراوح أعمارها بين سنتين وعشرين سنة (سن الولادة الأولى).

وخسرت الفيلة أمها منذ فترة تتراوح بين سنة و19 عامًا نتيجة الصيد الجائر أو الجفاف، وهما عاملان كانا شائعين جدًا بين 2009 و2014. وبقيت عشرون من بين الفيلة في الوحدة الأسرية نفسها بعد وفاة الأم، فيما انضمت خمسة منها إلى وحدة من أسرة مختلفة.

رفيقة في اللعب
وتوصل معدو الدراسة إلى أن مستويات الهرمونات القشرية السكرية كانت متشابهة على المدى البعيد بين الفيلة اليتيمة وتلك التي لم تخسر أمها، وفق «فرانس برس»..

وتقول الباحثة إن النتائج شكلت «مفاجأة سارة»، إذ كانت تتوقع أن الفيلة اليتيمة ستشعر بمزيد من التوتر في ظل غياب الرعاية التي توفرها لها أمها.

وتوضح باركر أن ذلك لا يتعارض مع فكرة أن الفيلة تشعر بالتوتر على المدى القصير، على غرار ما اكتُشف لدى قرود من نوع شمبانزي في العامين التاليين على نفوق أمها، وكذلك لدى الجرذان وخنازير من نوع كابياء خنزيرية وبعض أنواع الطيور. وتضيف «لكن هذه التأثيرات أقله لا تستمر، ما يدل على قدرة الفيلة على التكيف».

السبب الكامن
ويتمثل السبب الكامن وراء النتائج بالدور المسؤول عنه الدعم الاجتماعي القوي لدى قطيع الفيلة بالتحكم بالمشاعر والمسمى «التأثير العازل».

وتوصل العلماء كذلك إلى أن الصغار التي نشأت ضمن قطعان تضم فيلة من العمر نفسه سواء كانت يتيمة أم لا، شعرت بتوتر أقل.

وتؤكد الدراسة أن «الفيلة التي تكون بمثابة رفيقة في اللعب»، خاصة من العائلة نفسها وجودها ضروري في حياة الفيلة.

وتقدم هذه النتائج فائدة لإدارة المحميات التي تضم فيلة يتيمة، إذ خلصت الدراسة إلى أن دمج فيلة يتيمة مع أخرى من العمر نفسه قد يوفر مساعدة لتلك التي خسرت أمها، كما أن إطلاق مجموعات من الفيلة اليتيمة التي يجمعها رابط معًا أثناء أسرها قد يسهل عملية دمجها مجددًا في البرية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
اللغز وراء نقاء الهواء في القطب الجنوبي
اللغز وراء نقاء الهواء في القطب الجنوبي
الأول من نوعه في العالم: قانون لحماية سرية «البيانات العصبية»
الأول من نوعه في العالم: قانون لحماية سرية «البيانات العصبية»
قرغيزستان تحجب «تيك توك» بدافع «حماية الأطفال»
قرغيزستان تحجب «تيك توك» بدافع «حماية الأطفال»
«تيك توك لايت»... خدمة جديدة تثير مخاوف من سلوك «إدماني» لدى الشباب
«تيك توك لايت»... خدمة جديدة تثير مخاوف من سلوك «إدماني» لدى ...
«أبل» تسحب «واتساب» و«ثريدز» من متجرها الإلكتروني في الصين بطلب من بكين
«أبل» تسحب «واتساب» و«ثريدز» من متجرها الإلكتروني في الصين بطلب ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم