Atwasat

عصافير المناطق الاستوائية ملونة أكثر من مثيلاتها في المناطق المعتدلة

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 11 أبريل 2022, 10:10 صباحا
WTV_Frequency

أكدت دراسة حديثة ما كان يتوقعه علماء الأحياء في القرن التاسع عشر، إذ خلصت نتائجها إلى أن العصافير المنتشرة في المناطق المدارية ملونة أكثر من مثيلاتها في المناطق المعتدلة.

وخلال مهماتهم العلمية في المناطق المدارية، قدم علماء الأحياء الأوروبيون تشارلز داروين وألكسندر فون همبولت وألفريد راسل والاس توصيفًا لهذه الثروة النباتية والحيوانية الملونة كثيرًا مقارنة بالأنواع الموجودة في المناطق الواقعة شمال خط الاستواء، وفق «فرانس برس».

وكان عالم الطبيعة الألماني الراحل ألكسندر فون همبولت (1769-1859) الذي اكتشف غابة الأمازون يقول: «كلما اقتربنا من المناطق المدارية ازداد تنوع النباتات والحيوانات وأشكالها ومزيج الألوان».

ومنذ تصريح العالم الألماني، اشتبه علماء عدة في وجود لتلون نوع من الخريطة الجغرافية الأنواع تختلف بحسب خطوط العرض، لكنهم لم يتمكنوا من تقديم دليل على ذلك.

أكثر إشراقًا
وبهدف إثبات هذه الفرضية، أجرى علماء الأحياء من جامعة «شيفيلد» البريطانية دراسة شملت أكثر من 4500 نوع من الجواثم، وهي أكبر عائلة من الطيور المغردة (السنونو، العقعق، قبرة الغيط، العندليب، الشحرور، القرقفيات، تناجر الجنة..)، منتشرة في العالم كله.

وفحص العلماء ريش العصافير البالغة (ذكور وإناث) المتحدرة من مجموعات معروضة في متحف التاريخ الطبيعي في ترينغ بإنجلترا، إذ صُورت كل ريشة على خلفية سوداء ومن ثلاث زوايا مختلفة، والتُقطت الصور مرة مع مرشح الأشعة فوق البنفسجية ومرة من دونه.

وبفضل منهجية التعلم العميق (أحد مجالات الذكاء الصناعي)، استخرجوا من جلسات التصوير هذه 1500 بكسل لكل ريش. وعلى هذا الأساس، تمكنوا من قياس «معدل» التلوين لكل نوع ثم مقارنته بالموقع الجغرافي للطائر من خلال نظام النقاط.

وأثبتت النتائج أن ألوان العصافير تكون أكثر إشراقًا كلما كانت هذه الطيور قريبة من خط الاستواء، فيما تصبح باهتة كلما كان العصفور بعيدًا من هذا الخط، مشيرة إلى أن الأمر يمثل نوعًا من «القاعدة الجغرافية الحيوية» تطبق عالميًا على الجنسين مع تسجيل اختلافات طفيفة بينهما.

تكييف الريش مع ألوان الشجر
وطُرحت شروحات عدة لتفسير السبب الكامن وراء الاختلاف في كثافة ألوان العصافير، من بينها تفسير لألفريد راسل والاس الذي رأى في غطاء الغابات الاستوائية النباتي الغني تخفيًا طبيعيًا يتيح لألوان الطيور الزاهية أن تبرز طيلة السنة، فيما تكيف متجانساتها المنتشرة في الغابات المعتدلة ريشها مع ألوان الأشجار المجردة من الأوراق في الشتاء. وتمكنت الدراسة من إثبات هذه الفرضية.

ويقول كريستوفر كوني لوكالة «فرانس برس»، «وجدنا أن اللون كان أغنى لدى الطيور التي تعيش في أماكن كثيفة كالغابات الاستوائية». بالإضافة إلى ذلك، يؤثر عامل الطعام في كثافة ألوان العصافير، إذ تتغذى الأخيرة على أنواع الفاكهة والرحيق الموجودة بشكل أكبر في المناطق الاستوائية، ما يسهم في جعل ألوان ريشها أكثر إشراقًا، بحسب كوني.

وخلصت أبحاث كوني كذلك إلى وجود رابط بين التنوع في أنواع الطيور وتعدد الألوان، ما يشير إلى أن هذا الرابط من شأنه أن يساعد الطيور على «تمييز نفسها بشكل أفضل في محيط مليءا بالأنواع».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
اللغز وراء نقاء الهواء في القطب الجنوبي
اللغز وراء نقاء الهواء في القطب الجنوبي
الأول من نوعه في العالم: قانون لحماية سرية «البيانات العصبية»
الأول من نوعه في العالم: قانون لحماية سرية «البيانات العصبية»
قرغيزستان تحجب «تيك توك» بدافع «حماية الأطفال»
قرغيزستان تحجب «تيك توك» بدافع «حماية الأطفال»
«تيك توك لايت»... خدمة جديدة تثير مخاوف من سلوك «إدماني» لدى الشباب
«تيك توك لايت»... خدمة جديدة تثير مخاوف من سلوك «إدماني» لدى ...
«أبل» تسحب «واتساب» و«ثريدز» من متجرها الإلكتروني في الصين بطلب من بكين
«أبل» تسحب «واتساب» و«ثريدز» من متجرها الإلكتروني في الصين بطلب ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم