Atwasat

ماذا سيحدث لصاروخ «سبايس إكس» على القمر؟

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 28 يناير 2022, 12:31 مساء
WTV_Frequency

من المنتظر أن يشهد 2022 هبوط «سبايس إكس» على سطح القمر، لكن ليس بصاروخ كامل، بناء على تقديرات العلماء. إذ ستتحطم الطبقة الثانية من «فالكون 9» على سطح القمر في مارس، وفق علماء فلك أعادوا حساب مسار المركبة، التي بقيت في الفضاء بشكل عشوائي منذ إطلاقها قبل سبع سنوات، وفق «فرانس برس».

وأُطلق الصاروخ في العام 2015 وكانت مهمته أن يضع في المدار «مرصد مناخ الفضاء العميق» (Deep Space Climate Observatory)، وهو قمر اصطناعي يراقب المناخ على الأرض.

وقال عالم الفلك بيل غراي، الأربعاء، لوكالة فرانس برس إن الطبقة الثانية من المركبة الفضائية كانت منذ تاريخ الإطلاق تطفو في الفضاء في مدار وصفه علماء الرياضيات بـ«الفوضوي» بسبب صعوبة التكهن بوضعه.

وتمر المركبة قرب القمر منذ أوائل يناير، ما أدى إلى تغيير مدارها، وفق ما شرح مبتكر «مشروع بلوتو»، وهو برنامج يحسب مسارات الكويكبات والأجسام الأخرى وتستخدمه برامج الرصد الممولة من وكالة الفضاء الأميركية «ناسا».

وبعد أسبوع، تمكن الخبير من رؤية قطعة تابعة للصاروخ وأدرك أنها ستصطدم بالجانب المظلم من القمر في 4 مارس. وستصطدم المركبة بسطح القمر بسرعة تزيد على تسعة آلاف كيلومتر في الساعة.

ويمكن أن يتغير توقيت الاصطدام ومكانه بضع دقائق وكيلومترات، وذلك بسبب التأثير غير المتوقع لضوء الشمس والذي يدفع الصاروخ بطريقة ملحوظة. وتشير التقديرات إلى أن طبقة الصاروخ ستُرى مجددا في أوائل فبراير، لكن الاصطدام مؤكد في كل الأحوال.

وقال غراي «أتتبع منذ نحو 15 عاما مخلفات فضائية من هذا النوع، وهذه المرة الأولى التي سيحصل فيها اصطدام غير مخطط له بالقمر».

ضبط المخلفات الفضائية
واعتبر عالم الفلك جوناثان ماكدويل أن حالات اصطدام مماثلة يمكن أن تكون حصلت في الماضي من دون علم الخبراء بها. وقال لوكالة فرانس برس «هنالك ما لا يقل عن خمسين جسما بقي في الفضاء خلال ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي، وتُركت من دون تتبع».

ولم ترصد عمليات المراقبة التي تحصل حاليا هذه الأجسام كلها. ويشير ماكدويل إلى «احتمال أن يكون بعضها اصطدم بالقمر صدفة». وفي مارس المقبل، لن يكون اصطدام الطبقة الصاروخية التي تزن حوالى أربعة أطنان مرصودا من الأرض عند حدوثه.

ويُتوقع أن يتسبب هذا الاصطدام بحفرة يمكن للعلماء رؤيتها في وقت لاحق من خلال مسبار «مستكشف القمر المداري» التابع لـ«ناسا» أو عبر مركبة «شاندريان 2» الهندية، ما سيوفر مزيدا من المعلومات عن جيولوجيا القمر.

وفي الماضي، أُطلقت مركبات للاصطدام بالقمر بهدف إنجاز مهام علمية، من بينها بعثات «أبولو» لاختبار أجهزة قياس الزلازل. وفي العام 2009، أرسلت وكالة «ناسا» طبقة ثانية من صاروخ تحطم في منطقة قريبة من القطب الجنوبي للقمر بهدف دراسة وجود المياه.

ويُطلَق عدد كبير من صواريخ «سبايس إكس» لمسافات أقل، مما يسمح عادة للطبقة الثانية بدخول الغلاف الجوي للأرض مرة أخرى، حيث تتفكك فوق المحيط. أما الطبقة الأولى فتُستعاد وتُستخدم من جديد.

ويرى بيل غراي أن هذه الاصطدامات غير المتوقعة بالقمر من المحتمل أن تتضاعف في المستقبل خصوصا بسبب المخلفات التي تتركها البرامج القمرية الأميركية أو الصينية. وتعمل الولايات المتحدة على بناء محطة في المدار حول القمر.

ويشير ماكدويل إلى أن هذه الأحداث «ستصبح مشكلة عندما يكون هناك مزيد من الحركة» في الفضاء، مضيفا «ليس من مهام أحد حاليا تتبع مسار المخلفات التي نتركها في الفضاء». ويؤكد قائلا «حان الوقت للبدء في ضبط هذه المخلفات».

وتعمل شركة إيلون ماسك حاليا على تطوير المسبار الذي سيسمح لـ«ناسا» بإرسال أميركيين إلى القمر العام 2025 على أقرب تقدير.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أول خسوف قمري للعام 2024 لن يُرى في المنطقة العربية
أول خسوف قمري للعام 2024 لن يُرى في المنطقة العربية
«آبل» تتخلى عن خطط صناعة شاشة «مايكروليد» لساعتها الذكية
«آبل» تتخلى عن خطط صناعة شاشة «مايكروليد» لساعتها الذكية
علماء يقتفون آثار الحيتان الحدباء في مياه أنتركتيكا المتجمدة
علماء يقتفون آثار الحيتان الحدباء في مياه أنتركتيكا المتجمدة
المسبار الأميركي الخاص على القمر يدخل في سبات دائم
المسبار الأميركي الخاص على القمر يدخل في سبات دائم
«نهج مبالغ فيه».. «ميتا» تتجه لرفع الحظر عن كلمة «شهيد» بعد سنوات من الانتقادات
«نهج مبالغ فيه».. «ميتا» تتجه لرفع الحظر عن كلمة «شهيد» بعد سنوات...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم