Atwasat

جدل بيئي في فنلندا بسبب معادن بطاريات السيارات الكهربائية

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 15 نوفمبر 2020, 02:05 مساء
WTV_Frequency

يتناقض الهدير المنتظم للشاحنات المحملة بالمعادن مع سكون الليل في سوتكامو الفنلندية، فهذه البلدة تضم منجما يعتبر أكبر مصدر للنيكل في أوروبا لبطاريات السيارات الكهربائية.

وفنلندا التي أطلقت أخيرًا خطة ضخمة لتصبح بطلة أوروبا في هذا القطاع، هي الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي أثبتت تربتها احتواءها على المعادن الأساسية اللازمة في صناعة البطاريات بما فيها الكوبالت والليثيوم والنيكل، وفق «فرانس برس».

في موقع تبلغ مساحته 60 كيلومترا مربعا في وسط البلاد، تفتت الصخور المقتلعة قبل تكويمها وتزويدها الأكسجين والماء لاستخراج المعادن الأساسية للبطاريات.

وقال جوني لوكاروينين، الرئيس التنفيذي لشركة «تيرافام» مالكة المنجم: «أكثر من 50% من حجم مبيعاتنا يأتي من قطاع السيارات الكهربائية».

تعتزم فنلندا أن تصبح لاعبا رئيسيا في هذه الصناعة المربحة والمتنامية، بعدما أطلقت أوروبا خططا ضخمة لتقليل اعتمادها على الصين.

لكن تكثيف التعدين يثير جدلا في بلد تشكل فيه ملايين الهكتارات من الغابات والحياة البرية والمسطحات المائية جزءا من تراث طبيعي مهم للسكان.

خطر تسرب الأحماض
ليس للبطاريات الكهربائية أثر بيئي ظاهر وبعد نفادها تعالج معادنها بإعادة التدوير.

وفيما تسير سبعة مواقع حفر جديدة على المسار الصحيح، وعدت الحكومة الفنلندية بتقديم مساعدات بقيمة 300 مليون يورو لهذا القطاع للعام 2020.

وأكد ميكا نيكانن المسؤول عن «استراتيجية البطاريات» الحكومية أن نهج الدولة «سيرتكز بقوة على الاستدامة وأهداف سياسة المناخ في فنلندا».

لكن هذا لا يكفي لطمأنة الناشطين البيئيين الذين يخشون أن يؤدي تطوير التعدين إلى تدمير النظم البيئية الحساسة.

وقال أنتي لانكينين، أحد هؤلاء الناشطين، أمام كومة ضخمة من النفايات الصخرية على حافة المنجم: «لا يمكنك إنتاج هذه المعادن بطريقة صديقة للبيئة».

وأوضح أن هذه النفايات إذا لم تخزن بشكل جيد بما فيه الكفاية، قد تتسبب في تسرب الأحماض أثناء هطول المطر.

تمت مقاضاة شركة «تالفيفارا» المالكة السابقة لمنجم سوتكامو بعد كارثة بيئية العام 2012 عندما تسرب اليورانيوم ومعادن سامة أخرى إلى الأنهار القريبة.

وأكدت «تيرافام» أن أي مشكلة بيئية لم تحصل منذ شرائها المنجم قبل خمس سنوات. وأوضح الرئيس التنفيذي لـ«تالفيفارا» أن التأثيرات البيئية تتوافق مع تراخيص الشركة.

وفي أماكن أخرى في فنلندا، أطلقت حملات ضد المزيد من التعدين في لابلاند ومنطقة بحيرة سايما المعروفة بالحياة البرية الفريدة قرب الحدود الروسية الفنلندية.

وشددت الناشطة البيئية ميسا مينك على أن «بحيرة سايما هي رابع أكبر نظام للمياه العذبة في أوروبا وهي ليست منطقة مناسبة» لاستخراج المعادن.

وتابعت: «إذا لم نتوخَّ الحذر، ستكون لدينا سيارات كهربائية لكن لن تكون لدينا مياه عذبة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
باحثون يابانيون يبتكرون أداة ذكاء صناعي تتنبأ بموعد استقالة الموظفين
باحثون يابانيون يبتكرون أداة ذكاء صناعي تتنبأ بموعد استقالة ...
ثلث أطفال بريطانيا بين سن الخامسة والسابعة يستخدمون الشبكات التواصل الاجتماعية
ثلث أطفال بريطانيا بين سن الخامسة والسابعة يستخدمون الشبكات ...
أداة ذكاء صناعي تحول صورة ومقطع صوتي إلى «وجه ناطق»
أداة ذكاء صناعي تحول صورة ومقطع صوتي إلى «وجه ناطق»
«إكس» تعارض سحب محتوى عن الاعتداء على الأسقف الأشوري في سيدني
«إكس» تعارض سحب محتوى عن الاعتداء على الأسقف الأشوري في سيدني
الصين سترسل طاقما جديدا إلى محطتها الفضائية غدا
الصين سترسل طاقما جديدا إلى محطتها الفضائية غدا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم