Atwasat

مستويات مقلقة لتلوث الهواء في بيروت والقاهرة

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 05 نوفمبر 2020, 04:05 مساء
WTV_Frequency

سُجلت مستويات مقلقة من تلوث الهواء في السنوات العشر الأخيرة في كبرى مدن شرق البحر الأبيض المتوسط، خصوصا بيروت والقاهرة، ما يؤدي إلى تبعات صحية جسيمة، وفق نتائج برنامج بحثي بشأن البيئة المتوسطية.

وقالت أنييس بوربون الباحثة في معهد الأرصاد الجوية الفيزيائية التابع للمعهد الوطني للبحث العلمي وجامعة كليرمون أوفيرن في فرنسا إن تلوث الأوزون والجسيمات الدقيقة، وهما العائلتان الرئيستان من ملوثات الغلاف الجوي، سجل معدلات عالية في هذا الجزء من العالم، مع مستويات أعلى في الشرق مقارنة مع تلك المسجلة غربا في هذه المنطقة.

وتندرج هذه البحوث في إطار برنامج «ميسترال» الذي أُطلق في مارس 2010 مع أكثر من ألف عالم من 23 بلدا حللوا وضع البيئة في منطقة البحر المتوسط، وكُشفت نتائج أعمالهم هذا الأسبوع.

الحوض الشرقي للبحر المتوسط

وعلى مدى عشر سنوات، رصدت الفرق الدولية بتنسيق من المعهد الوطني للبحث العلمي في فرنسا، بصورة مستمرة جودة الهواء في الحوض الشرقي للبحر المتوسط، في ظل «النقص» في البيانات المتوافرة في هذا المجال، وفق أنييس بوربون.

وركزت هذه الفرق بحوثها على أكبر مدينتين في هذه المنطقة، أي اسطنبول التركية والعاصمة المصرية القاهرة، إضافة إلى العاصمة اللبنانية بيروت.

وبينت تحليلاتهم وجود مستوى مرتفع من تلوث الغاز، مع ازدياد واضح في كميات المركّبات العضوية المتطايرة، وهي من المركّبات الطليعية لتشكّل الأوزون، كلما اتجهنا شرقا في منطقة المتوسط، فبين الحدود الغربية في مرسيليا الفرنسية، والحدود الشرقية في بيروت اللبنانية، يزداد تركيز المركبات العضوية المتطايرة في الهواء بواقع ثلاث مرات.

ويعود ذلك بجزء أساسي إلى الانبعاثات المتأتية من حركة المرور، بفعل تبخر المحروقات (كما يحصل أيضا مع الوقود المستخدم للتدفئة شتاء في أثينا).

كما أن اعتماد البلدان الواقعة في شرق المتوسط تشريعات «أقل تشددا» على صعيد الانبعاثات الملوثة للبيئة مقارنة مع تلك المعتمدة غربا، قد يفسر الفرق في المستويات وفق الباحثة.

مستويات التركيز

وخلصت البحوث إلى أن مستويات التركيز بالمركّبات العضوية المتطايرة أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات في العاصمة اللبنانية مقارنة مع باريس أو لوس أنجليس، رغم أن هاتين المدينتين الكبريين أكثر تعدادا بالسكان من بيروت.

ويسجل التلوث بالجسيمات الفائقة الدقة، أي بقطر يقل عن عشرة ميكرومتر، مستويات مقلقة أيضا. فقد أظهرت بيانات جمعها الباحثون من 18 محطة لقياس جودة الهواء في القاهرة وجود معدلات تركيز (188 ميكروغراما في المتر المكعب) أعلى بثماني مرات من القيمة الاسترشادية المحددة من منظمة الصحة العالمية والبالغة 20 ميكروغراما في المتر المكعب.

كذلك تتخطى مستويات التركيز بالجسيمات الدقيقة هذه السقف المحدد نفسه في اسطنبول (100 ميكروغرام في المتر المكعب)، وبيروت (51,3 ميكروغرام في المتر المكعب).

ووضع الباحثون تقديرات بشأن معدلات الوفيات المتصلة بالتعرض المزمن لتلوث الهواء. وفي العاصمة المصرية، تنجم 11% من الوفيات غير العرضية لدى الأشخاص فوق سن الثلاثين عن الجسيمات الدقيقة، و8% عن ثاني أكسيد النيتروجين.

وتوازي هذه النسبة 62 وفاة لكل مئة ألف نسمة، في مقابل 25 وفاة لكل مئة ألف نسمة في فرنسا على سبيل المثال، وفق المعهد الوطني للبحث العلمي.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أول خسوف قمري للعام 2024 لن يُرى في المنطقة العربية
أول خسوف قمري للعام 2024 لن يُرى في المنطقة العربية
«آبل» تتخلى عن خطط صناعة شاشة «مايكروليد» لساعتها الذكية
«آبل» تتخلى عن خطط صناعة شاشة «مايكروليد» لساعتها الذكية
علماء يقتفون آثار الحيتان الحدباء في مياه أنتركتيكا المتجمدة
علماء يقتفون آثار الحيتان الحدباء في مياه أنتركتيكا المتجمدة
المسبار الأميركي الخاص على القمر يدخل في سبات دائم
المسبار الأميركي الخاص على القمر يدخل في سبات دائم
«نهج مبالغ فيه».. «ميتا» تتجه لرفع الحظر عن كلمة «شهيد» بعد سنوات من الانتقادات
«نهج مبالغ فيه».. «ميتا» تتجه لرفع الحظر عن كلمة «شهيد» بعد سنوات...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم