Atwasat

كيف تساهم ملابسنا في تلويث المحيطات؟

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 03 فبراير 2020, 11:34 صباحا
WTV_Frequency

تشكل الملابس بما تخلفه من ألياف مجهرية صناعية، تخرج من الغسّالات، مصدراً رئيسياً لتلوّث المحيطات بالبلاستيك، مما يستوجب التصدي.

وبدأت عملية التخلّص من المواد البلاستيكية من أكياس وزجاجات وقش وعبوات مختلفة في أنحاء العالم، بهدف خفض كمّيات البلاستيك، التي ينتهي بها المطاف على شكل قطع كبيرة أو مجهرية غير مرئية وتقدّر بحوالي ثمانية ملايين طن سنوياً، وفق «فرانس برس».

لكن غالباً ما يتناسى المسؤول الأول عن هذا التلوّث البحري بالبلاستيك، وهو المنسوجات الصناعية من البوليستر والنايلون والأكريليك.

وتقول الباحثة في جامعة بليموث إيموجين نابير إن «معظم ملابسنا تحتوي على البلاستيك. ونعتقد أن غسل الملابس قد يكون أحد المصادر الرئيسية لتلوّث البيئة بالبلاستيك». وتصف نابير هذا التلوّث البلاستيكي بـ«غير المرئي» و«المخيف» كونه «سيستمرّ على الأقل طيلة حياتنا».

وتختلف الأرقام من دراسة إلى أخرى ومن مادة إلى أخرى، إلا أن العلماء يؤكدون أن كل عملية غسل ملابس تنتج مئات الآلاف وحتى الملايين من الألياف المجهرية، التي تحملها مياه الغسيل ويصبّ جزء منها في البحر.

طالع: محافظة البحر الأحمر المصرية تستغني عن منتجات البلاستيك حماية للبيئة

وتشير مؤسسة «إيلين ماك آرثر» في دراسة أصدرتها في العام 2015، إلى تسرّب 500 ألف طن سنوياً من الألياف المجهرية التي تأتي من 53 مليون طن من المنسوجات.

ووفقاً لدراسة صادرة عن منظّمة «أوشن وايز» في العام الماضي، يصدر عن كلّ أسرة متوسطة في الولايات المتّحدة وكندا 533 مليون جزئية من الألياف المجهرية سنوياً. وتتم معالجة 95% منها في محطّات تكرير الصرف الصحّي في هذين البلدين، لكن رغم ذلك، ينتهي 878 طناً من الألياف في البحر.

ومع اختلاف الممارسات بين قارة وأخرى ووجود عدد قليل من محطات التكرير القادرة على وقف تسرب هذه المواد الصغيرة، من الصعب الحصول على تقدير لعدد هذه الألياف المجهرية على الصعيد العالمي، وفق ما قال بيتر روس وهو أحد معدّي الدراسة.

بغض النظر عن حجم هذه الألياف المجهرية، فهي كما غيرها من جزئيات البلاستيك الدقيقة، مؤذية وتضرّ بالكائنات الحيّة الصغيرة التي تظنها طعاماً وتأكلها. لكن من الصعب تأكيد هذه الآلية في الطبيعة، كون الأدلة تختفي بسرعة خصوصاً أن الكائنات الحيّة الصغيرة تنفق أو تلتهمها أنواع أخرى.

وفي هذا السياق، يحاول الباحثون تحديد الظروف التي يمكن من خلالها فرز كمّيات أقل من الألياف المجهرية خلال غسل الملابس.

الموضة السريعة
توضح لورا دياز سانشيز من مؤسسة «بلاستيك سوب» أن «تقليل التأثيرات الناجمة عن غسل الملابس أمر ممكن من خلال غسل الملابس على حرارة 30 درجة مئوية كحد أقصى، واستعمال مواد التنظيف السائلة بدلاً من المساحيق وعدم استخدام منشف الملابس، فضلاً عن التقليل من غسل الملابس وعدم شراء الكثير منها».

وتعدّ صناعة المنسوجات ملوّثة للغاية، وقد بيّنت بعض الدراسات أن عملية الغسل الأولى تنتج الكمّيات الأكبر من الألياف المجهرية، حسب «فرانس برس».

تقول مويكا زوبان، مؤسسة شركة «بلانيت كير» السلوفينية التي تنتج فلاتر للغسّالات والمدعومة من منظّمة «بلاستيك سوب»، إن «ثمة إمكانا لوقف كل ذلك من خلال تجهيز الغسّالات بهذه الفلاتر لحماية البيئة».

وتقدّم شركات أخرى حلولاً مختلفة مثل الكرات أو الأكياس المزوّدة بمسامير التي توضع في أجران الغسّالات وتكون قادرة على التقاط الجزيئات.

طالع أيضا: ابتكار لتنظيف أكثر أنهر العالم تلوثا

تقول الباحثة في معهد إيطالي للبوليمير ومركبات المواد الحيوية إن «هذه الحلول قد تكون مفيدة للجزيئات الكبيرة وليس للألياف الصغيرة».

وتشير لورا ضاحكة إلى أنه «لا يوجد حل عجائبي في الأفق، باستثناء التوقّف عن ارتداء الملابس» أو «العمل على مستويات مختلفة بطريقة متوازية للتخلّص من الألياف المجهرية»، بدءاً من صناعة المنسوجات إلى معالجة المياه الآسنة.

وعلى صعيد التصنيع، لكلّ مادة صناعية خصائصها وطريقة نسج مختلفة، وحالياً، تسعى بعض العلامات التجارية إلى التعامل مع علماء لتقويم أدائها التصنيعي، فهل يكون الحلّ بالعودة إلى المنسوجات الطبيعية؟

هو خيار يستبعده الخبراء، خصوصاً أن الأمر ليس بهذه البساطة. ويستند هؤلاء إلى القطن الذي يستهلك الكثير من المياه والمبيدات الحشرية، فضلاً عن كون البدائل الطبيعية أغلى بكثير وقد تنطوي على مشكلات بيئية أخرى.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«تيك توك لايت»... خدمة جديدة تثير مخاوف من سلوك «إدماني» لدى الشباب
«تيك توك لايت»... خدمة جديدة تثير مخاوف من سلوك «إدماني» لدى ...
«أبل» تسحب «واتساب» و«ثريدز» من متجرها الإلكتروني في الصين بطلب من بكين
«أبل» تسحب «واتساب» و«ثريدز» من متجرها الإلكتروني في الصين بطلب ...
«ميتا» تطلق نسخة محسنة من مساعدها المستند إلى الذكاء الصناعي
«ميتا» تطلق نسخة محسنة من مساعدها المستند إلى الذكاء الصناعي
«نتفليكس» لا تزال تتربع على عرش منصات البث التدفقي مع نحو 270 مليون مشترك
«نتفليكس» لا تزال تتربع على عرش منصات البث التدفقي مع نحو 270 ...
باحثون يابانيون يبتكرون أداة ذكاء صناعي تتنبأ بموعد استقالة الموظفين
باحثون يابانيون يبتكرون أداة ذكاء صناعي تتنبأ بموعد استقالة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم