بحثت منظمات عالمية استخدام تقنية التعقيم أو سلب قدرة الحشرات على الإنجاب، وهذه الوسيلة قد تصبح الأحدث للسيطرة على أمراض مميتة، مثل حمى الضنك والحمى الصفراء وزيكا وشيكونغونيا، وجميعها أمراض تنقل عبر البعوض ويعاني الملايين حول العالم من مخاطرها.
هذه التقنية تعتمد على تعقيم ذكور البعوض عبر استخدام الإشعاع، وسيتم اختبارها قريبا ضمن الجهود الصحية الدولية للسيطرة على الأمراض المنقولة عبر البعوض أو الناموس، حسب ما ذكر الموقع الرسمي للأمم المتحدة، أمس الخميس.
وتعد هذه التقنية بمثابة تحديد النسل للحشرة، ولاختبار العملية، يتم تعقيم أعداد كبيرة من ذكور البعوض في مرافق مخصصة، ومن ثم إطلاقها في البراري للتزاوج مع الإناث، وبهذا تنخفض أعداد هذه الحشرات مع مرور الزمن.
ووضع كل من «البرنامج الخاص للبحوث والتدريب بشأن الأمراض الاستوائية» والوكالة الدولية للطاقة الذرية بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة (فاو) ومنظمة الصحة العالمية إرشادات للدول المعنية بإجراء الاختبارات لتعقيم بعوضة «الزاعجة»، وهي حشرة تنتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية وتتسبب بأمراض خطيرة، مثل حمى الضنك والحمى الصفراء وشيكونغونيا.
وقالت الدكتورة في منظمة الصحة العالمية، سمية سوامينيثن، إن نصف سكان العالم يعانون من خطر الإصابة بحمى الضنك، مضيفة: «رغم أقصى الجهود التي نبذلها، إلا أنه يوجد قصور في الجهود الحالية للسيطرة على الحمى. نريد أساليب جديدة وهذه المبادرة واعدة ومثيرة للاهتمام».
وقد ارتفع خلال العقود الماضية عدد الإصابات بحمى الضنك بشكل كبير بسبب التغيرات المناخية، والعمران غير المنظم والتنقل والسفر وعدم وجود أدوات كافية للتحكم بناقل الجراثيم أو معرفة كيفية استخدام تلك الأدوات.
وتنتشر حمى الضنك في بلدان عديدة وتؤدي إلى حمى شديدة وألم في المفاصل والعضلات وطفح جلدي، ويمكن أن تؤدي إلى النزيف وانخفاض ضغط الدم والوفاة.
وتشكل الأمراض التي ينقلها البعوض مثل الملاريا والضنك وزيكا وشيكونغونيا والحمى الصفراء ما نسبته نحو 17% من بين جميع الأمراض المعدية في العالم، وتحصد أرواح أكثر من 700.000 شخص كل عام وعدد من يعاني منها أكثر من ذلك بكثير.
تعليقات