Atwasat

استخدام تقنية قساطل المياه الباردة تحت المدن كبديل للمكيفات

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 26 يوليو 2019, 08:35 صباحا
WTV_Frequency

تضخ تجهيزات مياه مجلدة في قساطل ممدودة على ضفتي نهر السين في تقنية قد تشكل بديلا لمكيفات الهواء المضرة بالمناخ في عالم يشهد احترارا متزايدا.

في بولونيه-بيانكور قرب باريس تبرد ستة كيلومترات من القساطل أكثر من 350 ألف متر مربع من المكاتب والتجهيزات في الموقع السابق لمصانع شركة «رينو» لصناعة السيارات، وفقا لوكالة فرانس برس.

ويعتمد هذا النظام بجزء منه على حرارة باطن الأرض على ما توضح كيلمنتين جافريه المسؤولة في شركة «إيديكس» التي بنت محطة تحت الأرض وسط طبقة مياه جوفية ترشح بعض القطرات منها رغم الجدران الإسمنتية.

وتستخدم «المضخات المبردة» هذه مياه الطبقة الجوفية البالغة حرارتها 15 درجة مئوية كإضافة لإنتاج مياه باردة حرارتها 4 درجات مئوية، وتقوم بشكل مواز بإنتاج مياه ساخنة على 80 درجة مئوية للشبكة الصحية والتدفئة في الشتاء.

شبكات التبريد الحضرية هذه لا تزال هامشية جدا في العالم وهي لا تستخدم النظام نفسه لكنها تهدف إلى توفير بديل أكثر مراعاة للبيئة من المكيفات الفردية.

وفي تقرير نشر العام 2018، وصفت الوكالة الدولية للطاقة الحلقة المفرغة لهذه الأجهزة المستهلكة الكهرباء والتي تصدر غازات مبردة مسببة مفعول الدفيئة أقوى من ثاني أكسيد الكربون وهي تنفث هواء ساخنا يفاقم من فقاعات الحر الحضرية، وفي العالم اليوم حوالي 1,6 مليار مكيف هواء لكن عددها قد يصل إلى 5,6 مليار بحلول العام 2050.

تقول ليلي رياحي الخبيرة من برنامج الأمم المتحدة للبيئة «هذا يعني أنه في كل ثانية ستباع 10 مكيفات في السنوات الثلاثين المقبلة وستستهلك ما يوازي استهلاك الصين والهند للطاقة اليوم».

والقضاء على غازات هيدروفلوروكربون التي تستخدم في هذه المكيفات ستسمح لوحدها بتجنب ارتفاع الحرارة 0,5 درجة على ما تؤكد المسؤولة الأممية، وتتابع قائلة «إذا أردنا مستقبلا أفضل علينا أن نعيد النظر بطريقة تبريد الهواء وشبكات التبريد هي خيار جيد، ولا سيما في المدن ذات الكثافة السكانية الكبيرة».

إلا أن الوكالة الدولية للطاقة لا تشاركها الحماسة نفسها، ويقول المحلل جون دولاك «غالبية شبكات التبريد في العالم راهنا ليست أكثر فاعلية من المبردات أو المكيفات في المباني». مشيرا إلى تبديد للطاقة خلال المرور في قساطل غير معزولة تماما.

ويؤكد «نظريا يمكن لهذا النظام أن يكون أكثر فاعلية بكثير، هذا يعتمد بشكل كبير على طريقة تصميم النظام» ضاربا مثل شبكة التبريد الباريسية وهي الأكبر في أوروبا التي تخزن الثلج في ساعات الراحة لتوفير المياه المبردة خلال ذروة الاستهلاك.

ومع 80 كيلومترا من القساطل ذهابا وايابا تحت العاصمة الفرنسية توفر «كلايمسبايس» فرع شركة «أنجي» خدمة لـ700 زبون من بينهم متحف اللوفر والجمعية الوطنية ومقر بلدية باريس ومتاجر كبيرة مثل «غاليري لافييت».

التجهيزات التي تعمل على الكهرباء وتستخدم أيضا مياه نهر السين «تنتج 4 ميغاوات من طاقة التبريد في مقابل 1 كيلوات من الكهرباء» على ما يقول مدير الانتاج جان-سيبستيان ماكريز، وتفيد الشركة أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تتراجع بالنصف.

ويشدد دافيد كانال من الوكالة الفرنسية لاستغلال الطاقة «اديمي» على أن «شبكة التبريد فعالة هذا أمر مفروغ منه، إلا أن نطاقها محدود والمناطق السكنية ليست هي الهدف الرئيس بل قطاع الخدمات والمتاحف والمستشفيات».

ويؤكد غيوم بلانش وهو رئيس جمعية «فيا سيفا» الفرنسية للترويج لشبكات التدفئة والتبريد «هي مربحة على المدى الطويل، وأتوقع أن يشهد هذا القرن الذي يسجل فيه احترار مناخي، بروز أنظمة كهذه، ستفرض نفسها أمام القنابل المناخية الموقوتة التي تشكلها المكيفات.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أول خسوف قمري للعام 2024 لن يُرى في المنطقة العربية
أول خسوف قمري للعام 2024 لن يُرى في المنطقة العربية
«آبل» تتخلى عن خطط صناعة شاشة «مايكروليد» لساعتها الذكية
«آبل» تتخلى عن خطط صناعة شاشة «مايكروليد» لساعتها الذكية
علماء يقتفون آثار الحيتان الحدباء في مياه أنتركتيكا المتجمدة
علماء يقتفون آثار الحيتان الحدباء في مياه أنتركتيكا المتجمدة
المسبار الأميركي الخاص على القمر يدخل في سبات دائم
المسبار الأميركي الخاص على القمر يدخل في سبات دائم
«نهج مبالغ فيه».. «ميتا» تتجه لرفع الحظر عن كلمة «شهيد» بعد سنوات من الانتقادات
«نهج مبالغ فيه».. «ميتا» تتجه لرفع الحظر عن كلمة «شهيد» بعد سنوات...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم