Atwasat

علماء يكتشفون أقدم آثار لاستخدام القنب

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 14 يونيو 2019, 03:49 مساء
WTV_Frequency

في مقبرة تقع في جبل بامير في آسيا الوسطى، ترتفع الموسيقى من قيثارة قديمة فيما تنتشر في الأجواء رائحة القنب المحترق وبخور العرعر في إطار مراسم للاتحاد مع الآلهة.. والموتى.

هذه الشعائر كانت تقام قبل 2500 سنة وتشكل أقدم استخدام للماريغوانا لمؤثراتها العقلية، بحسب ما يفيد علماء حللوا بقايا أثرية في شينجيانغ غرب الصين مستخدمين تقنيات الأدلة الجنائية، وفق «فرانس برس».

ونشرت نتائج دراستهم في مجلة «ساينس أدفانسز» وهي تضع القنب بين عدد كبير من المحاصيل التي تراوح بين التفاح والجوز التي يعتبر الباحثون أنها تطورت لتصل إلى شكلها الحديث على امتداد طريق الحرير، كما أوضح روبرت سبنغلر الخبير في الآثار النباتية والمشرف على الدراسة.

وأوضح سبنغلر من معهد ماكس بلانك للعلوم والتاريخ البشري في يينا بألمانيا «طرق التبادل على طريق الحرير في بداياتها كانت متفرعة وليس طريقًا طويلًا مستقيمًا الأمر الذي جعل آسيا الوسطى في قلب العالم القديم».

وزرع الإنسان شكلًا أقدم من القنب في شرق الصين بغرض استخراج الزيت والألياف منه قبل ستة آلاف سنة، إلا أنه لم يكن يملك المؤثرات العقلية نفسها.

والموقع هذا هو مقبرة جيرزانكال قرب الحدود الحالية بين الصين وطاجيكستان.

واكتشف علماء الآثار في ثمانية قبور عشر آنيات خشبية كبيرة تحوي حجارة. وتحمل الحجارة آثار نيران.

وللمقبرة أيضًا مميزات خاصة. فهي تقع على ارتفاع يزيد عن ثلاثة آلاف متر فيما سطحها مغطى بالحصى والحجارة السوداء والبيضاء التي تشكل أحزمة عريضة بيضاء وسوداء متناوبة.

هيرودوت 
وحلل العلماء الآنية الخشبية والحجارة التي تحمل آثار حريق بفضل تقنية الكروماتوغرافيا (أوالاستشراب) التي تستخدمها عادة الشرطة الجنائية لكن بات علماء الآثار يستعينون بها بشكل متزايد. ويقوم مبدأ هذه التقنية على الفصل بين المكوّنات الكيميائية لتحديدها على المستوى الجزيئي.

وقال يمين يانغ من جامعة الأكاديمية الصينية للعلوم والمشارك في الدراسة «سعدنا جدًا عندما عثرنا على الواسم الحيوي للقنب خصوصًا المكونات الكيميائية المرتبطة بمؤثراته العقلية».

والجزئيات التي رصدت كانت خصوصًا الكانابينول. ويتحول المكون الرئيسي المؤثر بالأعصاب في القنب وهو تيتراهيدروكانابينول إلى الكانابينول باحتكاكه بالهواء.

واكتملت الصورة الطقسية مع اكتشاف قيثارات مزوية تستخدم في مراسم التشييع والمكونات الموجودة في الآنية الخشبية: مجموعة من الأشخاص مجتمعة حول غيمة سميكة مسببة للهلوسة في إطار مراسم.

لكن من هم هؤلاء الموتى؟ كانت المقابر تضم شخصا توفي بشكل طبيعي وجثثا أخرى تحمل آثار الضرب أو أخرى تدفع إلى الاعتقاد بوجود أضاح بشرية.

وثمة نظريتان قد تفسران الظهور التدريجي على مر القرون لقنب يحوي المزيد من تيتراهيدروكانابينول. فإما أن يكون المزارعون اختاروا بعناية القنب ساعين إلى زيادة تركز تيتراهيدروكانابينول. وربما تكون الزراعة على ارتفاع كبير ساهمت في ذلك إذ أن العلو يؤدي في ارتفاع هذا المعدل بشكل طبيعي.

وإما أنه حصلت عملية تهجين. فقد تكون النبتة تطورت مع نقلها وتبادلها بين البشر ما سمح بالتهجين بين أنواع مختلفة.

وتستكمل هذه الأعمال بشكل أوسع أحجية قديمة حول الاستخدام الغابر للمخدرات.

ففي القرن الخامس قبل الميلاد، وصف المؤرخ الإغريقي هيرودوت سكان السهوب في منطقة بحر قزوين وهم يجتمعون تحت خيمة حيث يحرقون نبتات في إناء مع حجارة ساخنة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الأول من نوعه في العالم: قانون لحماية سرية «البيانات العصبية»
الأول من نوعه في العالم: قانون لحماية سرية «البيانات العصبية»
قرغيزستان تحجب «تيك توك» بدافع «حماية الأطفال»
قرغيزستان تحجب «تيك توك» بدافع «حماية الأطفال»
«تيك توك لايت»... خدمة جديدة تثير مخاوف من سلوك «إدماني» لدى الشباب
«تيك توك لايت»... خدمة جديدة تثير مخاوف من سلوك «إدماني» لدى ...
«أبل» تسحب «واتساب» و«ثريدز» من متجرها الإلكتروني في الصين بطلب من بكين
«أبل» تسحب «واتساب» و«ثريدز» من متجرها الإلكتروني في الصين بطلب ...
«ميتا» تطلق نسخة محسنة من مساعدها المستند إلى الذكاء الصناعي
«ميتا» تطلق نسخة محسنة من مساعدها المستند إلى الذكاء الصناعي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم