تتفاقم مشكلات «فيسبوك» يومًا بعد يوم مع تعرّض الشبكة لعطل واسع النطاق ليل الأربعاء - الخميس، وخضوع المجموعة لتحقيق جنائي في نيويورك على خلفية تشارك البيانات الشخصية.
وليس هذا العطل الذي قد يكون الأكبر من نوعه على الإطلاق في تاريخ المجموعة سوى جزء من مشكلات «فيسبوك» الحديثة. فقد كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» مساء الأربعاء، أن مدّعين فيدراليين في نيويورك أطلقوا تحقيقًا جنائيًا يستهدف الشركة على خلفية تشاركها بيانات شخصية مع مجموعات تكنولوجية أخرى، وفق «فرانس برس».
وتتعرّض «فيسبوك» منذ أكثر من سنتين لانتقادات لاذعة بشأن مسائل عدّة، كالبيانات الشخصية والمحتويات المشحونة بالكراهية وعمليات القرصنة والتلاعب بالمعطيات لأغراض السياسة.
وأثار العطل الذي أصابها موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. وغرّد أحدهم أن «كلّ ما تملكه فيسبوك يتعطّل»، في حين هزئ آخرون من شدّة تعلّقهم بالشبكة وقال أحدهم إن «العمل بات مملاً» بسبب العطل الذي أجبر آخر على «إمضاء مزيد من الوقت مع العائلة».
ولم يخف مستخدمون كثيرون استياءهم من المشكلة، داعين المجموعة إلى بذل مزيد من الجهود لحلّها بشكل أسرع، بكلام ناب أحيانًا.
وكتبت صحيفة «ذي ميركوري نيوز» المحلية بسان خوسيه في سيليكون فالي مهد التكنولوجيا العالمية، على سبيل السخرية «فيسبوك تعطّلت، فهل سيصمد العالم؟». وبحسب موقع «دوانديتكتر.كوم»، تركّزت المشكلات خصوصًا في الولايات المتحدة واليابان، لكنها طالت أيضًا جزءًا من أوروبا وأميركا الجنوبية وأستراليا.
وأفاد مستخدمون أميركيون عبر «تويتر» بأن خللاً مماثلاً أصاب تطبيقات أخرى، من دون معرفة إن كانت كلّ هذه المشكلات على صلة.
واكتفت «فيسبوك» التي تضمّ 2,3 مليار مستخدم بالإشارة إلى أن العطل غير ناجم عن «هجوم لقطع الخدمة» مردّه وابل من محاولات النفاذ إلى الشبكة.
جبهة قضائية
وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بتكثيف التحقيقات التي تطال «فيسبوك» على خلفية إدارتها البيانات الشخصية، مع تحقيق جنائي فتحه مدّعون فيدراليون في نيويورك.
وطلبت هيئة محلّفين كبرى في نيويورك رسميًّا «من مصنّعين كبيرين اثنين للهواتف الذكية على الأقلّ» التقدّم بالمعلومات التي في حوزتهما عن هذه المسألة التي من المرجّح أنها تطال مئات ملايين المستخدمين، وفق ما أوردت الصحيفة.
وتشاركت «فيسبوك» بيانات شخصية كثيرة مع شركات تكنولوجية خارجية، مثل مصنّعي الهواتف الذكية، أو أنها ما زالت تقوم بذلك، كي تكون خدماتها متماشية مع أنظمة المصنّعين التشغيلية أو تطبيقات عدّة أو مواقع. وهي تنقل هذه البيانات بموجب «اتفاقات شراكة» أبرمتها مع هذه المجموعات التي انسحب عدد منها من السوق.
وأوضحت «فيسبوك» في اتصال مع وكالة «فرانس برس» أنه «من المعلوم أن تحقيقات فيدرالية، بما فيها تحقيقات أطلقتها وزارة العدل، هي قيد الإجراء». وهي «تتعاون» مع كلّ المحققين.
وأكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم هي على المحكّ منذ فضيحة «كامبريدج أناليتيكا» قبل سنة. ويسعى سياسيون ومحققون ومسؤولون في هيئات ناظمة من أنحاء العالم إلى معرفة إن كانت «فيسبوك» قد تستّرت بشكل أو بآخر على ممارسات تشارك هذه المعطيات.
تعليقات