Atwasat

مساعٍ لإنقاذ كوكبنا من «الاحتراق»

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 03 ديسمبر 2018, 04:13 مساء
WTV_Frequency

وسط مخاوف ومساعٍ كبيرة، يتواصل اجتماع ممثلي 200 دولة في مؤتمر الأطراف الرابع والعشرين، الذي يستمر أسبوعين، بغية إعطاء زخم لاتفاق باريس.

وبعد ساعتين ونصف الساعة من التأخير، بدأت أعمال المؤتمر في مدينة كاتوفيتسه البولندية على وقع ناقوس الخطر الذي دقته هيئة المناخ مؤخرًا، وفق «فرانس برس».

وسلم رئيس مؤتمر الأطراف الثالث والعشرين المنتهية ولايته، رئيس وزراء فيجي، فرنك باينيماراما، رئاسة الدورة الرابعة والعشرين للمؤتمر لخلفه البولندي ميخال كورتيكا.

ويسعى ممثلو الدول المشارِكة، في هذه القمة المناخية، إلى التوافق على سبل تطبيق آليات اتفاق باريس المبرم سنة 2015 للحد من ارتفاع حرارة الأرض.

والهدف من اتفاق باريس هو احتواء احترار الأرض دون درجتين مئويتين وإن أمكن 1.5 درجة مئوية بالمقارنة مع العصر ما قبل الصناعي. غير أن الحرارة سبق أن ارتفعت بدرجة مئوية واحدة وإن بقيت الالتزامات الوطنية لخفض انبعاثات غازات الدفيئة على حالها، فمن المتوقع أن تزداد الحرارة ثلاث درجات.

وبين خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقريرهم الأخير، الصادر في أكتوبر، الفارق الكبير بين ارتفاع الحرارة درجتين أو 1.5 درجة، وذلك في أنحاء العالم أجمع.

وللبقاء دون 1.5 درجة مئوية، لا بد من أن تنحسر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمعدل 50 % تقريبًا بحلول 2030 نسبة إلى مستويات العام 2010، وفق هيئة المناخ.

والمؤشرات واضحة لا لبس فيها، فحرارة الكوكب ترتفع والكوارث تتوالى. و«أظهرت المعطيات العلمية بوضوح أنه لم يعد أمامنا سوى عقد لاحتواء انبعاثات غازات الدفيئة»، بحسب ما قال يوهان روكشتروم من معهد بوتسدام للأبحاث حول التداعيات المناخية (بي آي كاي).

وفي مبادرة نادرة، نشر رؤساء الدورات السابقة من مؤتمر الأطراف بيانًا مشتركًا، لدى بدء المحادثات في كاتوفيتسه، دعوا فيه الدول إلى «اتخاذ تدابير حاسمة؛ لمواجهة هذه التهديدات الخطرة».

وجاء في البيان الذي حصلت وكالة «فرانس برس» على نسخة منه: «بات من الصعب تجاهل تداعيات التغير المناخي. ونحن نطالب بتغييرات عميقة في اقتصاداتنا ومجتمعاتنا».

وأكدت منظمة «غرينبيس» من جهتها: «لا مجال للأعذار، فالكوكب يحترق وحان الوقت لنتحرك». ولكن، هل الدول مستعدة فعلاً للتحرك في مؤتمر الأطراف الرابع والعشرين؟

صحيح أن دول مجموعة العشرين، ما خلا الولايات المتحدة، أعادت التأكيد السبت دعمها اتفاق باريس، لكن «لا يمكن القول إن الرياح جد مواتية»، بحسب ما صرح ميشال كولومبييه المدير العلمي لمعهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية، في إشارة إلى الوضع الجيوسياسي.

وأعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال قمة مجموعة العشرين تأكيد رفضه اتفاق باريس، في حين لمح الرئيس البرازيلي الجديد جاير بولسونارو إلى احتمال سحب بلده من هذا الاتفاق. واعتبر سيني نافو الناطق باسم المجموعة الأفريقية أن «الأجواء الفلكية ليست مواتية على ما يبدو».

نقاشات محمومة
لكن أيًّا تكن التطورات الجيوسياسية، «لا خيار أمام أفريقيا، حيث بات التغير المناخي واقعًا نلمسه كل يوم. وسنكثف الجهود لمواجهته»، بحسب ما قال نافو في تصريحات إلى وكالة «فرانس برس».

وقد يعرب رؤساء الدول والحكومات المدعوون لحفل الافتتاح الرسمي للمؤتمر، الاثنين، عن نواياهم في هذا الصدد. غير أن قلائل أكدوا حضورهم، وأبرزهم رئيسا وزراء إسبانيا وهولندا ورئيسا نيجيريا وبوتوسوانا.

ورغم منصة التحاور السياسي المعتمدة تحت اسم «تالانوا» بهدف تعزيز التزامات الدول، يخشى المراقبون أن تنتظر أغلبية البلدان المدعوة لإعادة النظر في تعهداتها للعام 2020، قمة أخرى ينظمها الأمين العام للأمم المتحدة في سبتمبر 2019 في نيويورك لكشف نواياها.

أما بولندا، البلد المضيف للدورة الحالية من مؤتمر المناخ والمتمسكة جدًّا بقطاع الفحم المصدر الأبرز لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فيبدو أن أولويتها ليست الدفع لتعزيز التعهدات، بل اعتماد قواعد لتطبيق أحكام اتفاق باريس.

وتتمحور هذه القواعد خصوصًا على «الشفافية»، أي الطريقة التي يمكن فيها محاسبة الدول على أفعالها ونتائجها والتمويل المقدم من جانبها، فضلاً عن تقييم المرونة الممنوحة للبلدان الأكثر فقرًا.

وقال مؤخرًا رئيس مؤتمر الأطراف البولندي ميخال كورتيكا: «لا باريس من دون كاتوفيتسه». ودليل الاستخدام هذا «أساسي لإعطاء زخم» لاتفاق باريس، بحسب ما أكدت الأمم المتحدة.

غير أن النقاشات قد تكون جد محمومة بشأن هذه المسائل الحساسة، فضلاً عن مسألة التمويل المقدم من بلدان الشمال إلى الجنوب.

ففي العام 2009، تعهدت البلدان الغنية بمساعدة مالية تصل إلى مئة مليار دولار في السنة بحلول 2020 ليتسنى لتلك الأكثر فقرًا تمويل بنى تحتية لمصادر الطاقة النظيفة والتكيف مع تداعيات التغير المناخي.

وبحسب منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، بلغت التمويلات العامة لأغراض مناخية من بلدان الشمال إلى الجنوب 56.7 مليار دولار سنة 2017، في مقابل 48.5 مليار سنة 2016 (+17 %)، ومن المتوقع أن تصل إلى 67 ملياراً سنة 2020 بحسب التقديرات المستندة إلى الالتزامات المعلنة. وتطالب البلدان النامية من جهتها بوضع «خارطة طريق» واضحة بشأن هذه المساعدة المالية.

وقال جيبرو جيمبر إنداليو، رئيس مجموعة البلدان الأقل نموًّا، «لا يمكن تطبيق اتفاق باريس من دون توفير تمويل للبلدان النامية كي تتخذ التدابير اللازمة، وكلما طال انتظار البلدان الفقيرة، ازدادت الكلفة».

الوضع أخطر من أي وقت مضى
وقالت باتريسيا إسبينوزا، المسؤولة الأممية المكلفة شؤون المناخ في بيان نشر في اليوم الأول من أعمال مؤتمر الأطراف، إنه «يتوقع أن تكون هذه السنة من السنوات الأربع الأشد حرًّا على الإطلاق. وبلغ تركز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي مستويات قياسية. وتواصل الانبعاثات ارتفاعها».

وأردفت أن «تداعيات التغير المناخي لم تكن يومًا بهذه الخطورة. وهذا الواقع يدفعنا إلى فعل المزيد. ولا بد من أن يتيح لنا مؤتمر الأطراف هذه الفرصة».

وباتت التغيرات المناخية تطال «جماعات في الكوكب برمته» والمعاناة الناجمة عنها «تجعل تحركنا أكثر إلحاحًا»، وفق ما جاء في البيان.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أول خسوف قمري للعام 2024 لن يُرى في المنطقة العربية
أول خسوف قمري للعام 2024 لن يُرى في المنطقة العربية
«آبل» تتخلى عن خطط صناعة شاشة «مايكروليد» لساعتها الذكية
«آبل» تتخلى عن خطط صناعة شاشة «مايكروليد» لساعتها الذكية
علماء يقتفون آثار الحيتان الحدباء في مياه أنتركتيكا المتجمدة
علماء يقتفون آثار الحيتان الحدباء في مياه أنتركتيكا المتجمدة
المسبار الأميركي الخاص على القمر يدخل في سبات دائم
المسبار الأميركي الخاص على القمر يدخل في سبات دائم
«نهج مبالغ فيه».. «ميتا» تتجه لرفع الحظر عن كلمة «شهيد» بعد سنوات من الانتقادات
«نهج مبالغ فيه».. «ميتا» تتجه لرفع الحظر عن كلمة «شهيد» بعد سنوات...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم