Atwasat

جنوب أفريقيا جنة الباحثين عن ديناصورات متحجرة

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 26 أكتوبر 2018, 08:00 صباحا
WTV_Frequency

مع بزوغ الفجر يلهث باحثون في أحد مروج جنوب أفريقيا وراء آثار ديناصور اندثر قبل 200 مليون سنة. ويصل الباحثون إلى مقصدهم حيث يغطي ركام من الحصى كتلتين صخريتين تحويان أسرار سلف مخيف للتماسيح الحالية.

ويعمل البروفسور جونا شوانيير وفريق من جامعة فيتفاترسراند في جوهانسبورغ على تعقب هذا الحيوان القديم، منذ ثلاث سنوات، وفق «فرانس برس».

وحطوا رحالهم اليوم في مزرعة في روزندال في وسط جنوب أفريقيا تعنى بحيوانات الزيبو والإمبالة، شكلت نقطة البداية لهذه المغامرة.

ويروي عالم الإحاثة الأميركي «في العام 2015 وقع أحد تلاميذي مصادفة على عظام ناتئة من الأرض». ويضيف «قمنا بحفريات وانتشلناها ونقلناها إلى المختبر. وتبين لنا لاحقًا أنها ورك نوع غير معروف بتاتًا. وبعد ثلاث سنوات نعود إلى هنا لنكشف عن بقية هذا النموذج».

وهذه العملية هي في غاية الدقة. فقبل نزع الصخرة التي تحتجز المتحجرات يتم لفها بطبقة رقيقة من الجص لحمايتها. ويحتاج الجص إلى خمس ساعات على الأقل ليجف قبل أن يقدم ثلاثة أشخاص مسلحين بمعاول على انتزاع الكتلة من دون إلحاق أي ضرر بها.

كائن مخيف
ونقلت الكتلة الصخرية إلى مختبر الجامعة الواقع على بعد 300 كيلومتر حيث سلمت إلى الخبير ويلفرد بيلانكولو. ويوضح الطالب السابق في الفنون الجميلة «تقوم مهمتي على إخراج المتحجرات. فأزيل الطبقة الواقية التي تغطيها وأنتزعها ببطء عن الصخر مستعينًا بمعدات طبيب أسنان».

وتحتاج هذه المهمة إلى ثمانية أشهر إلى اثني عشر شهرًا من العمل الصبور والدؤوب. ولم يطلع جونا شوانيير على النتيجة بعد لكنه يتوقع حصادًا وفيرًا. ويقول «إنه موسم حصاد وفير لنا. كنا نجهل ما ينتظرنا عندما أتينا إلى هنا.. ويمكنني القول الآن إن النتيجة تتجاوز توقعاتنا».

ولا يخفي ريك تلوشارد الطالب في علم الإحاثة حماسته لرؤية العظام التي استخرجت، فهو يدرك أنه أمام نموذج لم يسبق أن اكتشف مثله، وقد يكون سلفًا لتماسيح تستوطن بحيرات أفريقية.

ويوضح الطالب الذي يعد شهادة ماجستير «قبل 250 إلى 200 مليون سنة كانت هذه الحيوانات لاحمة ومهيمنة. وسبق أن عثر على نماذج منها في أماكن مختلفة في العالم لكن ليس في جنوب أفريقيا».

ويضيف بحماسة «بعضها كان يشبه على ما أتصور مزيجًا من تمساح وأسد. كان حيوانًا بأربع قوائم مع فكين هائلين وكان مخيفًا. أما الذي بين أيدينا فهو كان يتحرك على قائمتين ويميل بشبهه إلى الديناصورات».

بلد الديناصورات
خلال السنوات الأخيرة، نجحت جنوب أفريقيا في فرض نفسها كأحد أبرز المواقع للبحث عن آثار الديناصورات. وعلى بعد ساعة بالسيارة من مزرعة هيلبو، نبش جونا شوانيير وفريقه متحجرات لنوع آخر من الديناصورات لم يكن معروفًا بدوره يعود لمئتي مليون سنة.

وهذا العملاق العاشب البالغ وزنه 14 طنًا الذي يوازي حجمه ضعفي حجم فيل والملقّب «ليدوماهادي مافوبه» (ما يعني رعدًا شديدًا عند الفجر باللغة المحلية) يقلب المعادلة في شجرة النسب المتّفق عليها لهذه الحيوانات المندثرة.

فهو قد يكون «أوّل العمالقة»، بحسب شوانيير أو أحد أنسباء الصوروبوديات البالغ وزنها 60 طنًا التي عمّت الأرض بعد مئة مليون سنة واشتهرت بفضل سلسلة «جوراسيك بارك» لستيفن سبيلبرغ.

وبحسب الخبراء، يعدّ الجزء الجنوبي من القارة الأفريقية الموقع المثالي لدراسة الفترة الانتقالية بين العصرين الترياسي والجوراسي التي شهدت موجات اندثار شديد أثّرت على تطوّر كوكبنا.

ويوضح جونا شوانيير أن «أكثر من 66% من مساحة جنوب أفريقيا يضمّ متحجرات، كما أن كمية المتساقطات قليلة، مما يؤدي إلى تآكل بعض المساحات بسرعة ويصبح من السهل كشف النقاب عن المتحجرات».

وتقول سيبيزا مديكازي، وهي طالبة من الجيل الجديد لعلماء الإحاثة في جنوب أفريقيا «إنه لأمر رائع بالفعل. وأنا أفتخر بوجود كلّ هذه الكنوز في بلدي وعرضها على العالم أجمع».

ويوافقها أستاذها الرأي، فهو أيضًا لا يزال في بداية مشواره في أفريقيا الجنوبية. ويقول «كلّ مرة نحفر فيها هنا، نقع على شيء مثير للاهتمام. إنه بلد الديناصورات».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
باحثون يابانيون يبتكرون أداة ذكاء صناعي تتنبأ بموعد استقالة الموظفين
باحثون يابانيون يبتكرون أداة ذكاء صناعي تتنبأ بموعد استقالة ...
ثلث أطفال بريطانيا بين سن الخامسة والسابعة يستخدمون الشبكات التواصل الاجتماعية
ثلث أطفال بريطانيا بين سن الخامسة والسابعة يستخدمون الشبكات ...
أداة ذكاء صناعي تحول صورة ومقطع صوتي إلى «وجه ناطق»
أداة ذكاء صناعي تحول صورة ومقطع صوتي إلى «وجه ناطق»
«إكس» تعارض سحب محتوى عن الاعتداء على الأسقف الأشوري في سيدني
«إكس» تعارض سحب محتوى عن الاعتداء على الأسقف الأشوري في سيدني
الصين سترسل طاقما جديدا إلى محطتها الفضائية غدا
الصين سترسل طاقما جديدا إلى محطتها الفضائية غدا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم