كشفت دراسة جديدة أن أحداث الانقراض الجماعي التي تزامنت مع فترتين من الاحترار العالمي في تاريخ الأرض، قضت على كميات هائلة من حياة المحيطات ودمرت النظم البيئية للشعاب المرجانية.
وقيل في السابق إن الانقراض الجماعي في أواخر العصر الترياسي (Triassic) وأوائل الحقبة التورسية، يرتبط بالأنشطة البركانية الهائلة وما ينتج عنها من تغيرات مناخية، تسببت بتكثيف معدلات الانقراض التي بدأت بالفعل، وفق «روسيا اليوم».
ولكن وفقًا لدراسة جديدة، لم يكن هذا هو الحال، حيث يشير تحليل معدلات الانقراض خلال الحدثين المناخيين، إلى أن أنماط الانقراض قد تغيرت بشكل كبير في كل مرة، بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات، والتحمض والمياه المتعطشة للأوكسيجين.
وتظهر الدراسة المنشورة في مجلة «Proceedings of the Royal Society B»، اختلافات واضحة في حجم الانقراض والانتقائية بين درجات الحرارة العالية، وفقًا للباحثين.
وحدث الانقراض الجماعي الترياسي المتأخر (LTE) والانقراض التورسي المبكر منذ حوالي 201 مليون سنة، وقبل 187 مليون سنة على التوالي. ويعتبر هذا الأخير ثاني أكبر حدث انقراض للتنوع البيولوجي البحري في تاريخ الأرض.
وتشير الدراسة إلى أن فترات الاحترار السابقة والانقراض الناجم عنها، تقدم لمحة عن التهديدات التي يشكلها تغير المناخ بفعل الإنسان اليوم.
وطور فريق البحث نموذجًا يحاكي الانقراض عبر أواخر العصر الترياسي وأوائل العصر الجوراسي، باستخدام قاعدة بيانات عالمية للكائنات البحرية. وكشف الباحثون التغييرات العميقة التي تفاوتت بين أحداث الانقراض.
وشهدت الفترتان تغيرات في انتقائية الانقراض، أو الأنواع المنقرضة خلال ذلك الوقت، ولكن التأثير كان أكثر حدة خلال أواخر العصر الترياسي.
ووجد الباحثون أيضًا بعض الأنماط التي نشأت بين الحدثين المنفصلين، المسؤولين عن ارتفاع درجات الحرارة بسرعة، ونقص الأوكسيجين في المحيطات والتحمض. وهذا بدوره أدى إلى انهيار النظم البيئية للشعاب المرجانية.
ويمكن القول إن النتائج الأخيرة توفر «تحذيرًا واسعًا» حول ما يمكن أن ينشأ نتيجة الاتجاهات الحالية لتغير المناخ.
تعليقات