يشوب العلاقات الأميركية - الروسية توترٌ كبيرٌ حول قضايا عدة في العالم، لكن هذه التوترات سرعان ما تتبدد في الفضاء، حيث يتعاون البلدان بشكل وثيق.
في التاسع والعشرين من يناير من العام 1998 وُضعت محطة الفضاء الدولية في مدار الأرض، هذه المحطة هي مختبر علمي يقيم فيه رواد فضاء بشكل دائم، حيث يجرون اختبارات في شتى أنواع العلوم في ظل انعدام الجاذبية، وتشترك فيها 16 دولة، وبلغت تكاليفها مئة مليار دولار، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
ومنذ بدء العمل بالمحطة، كانت روسيا والولايات المتحدة في طليعة الدول المشاركة فيها، والمساهمَيْن الأكبر في نفقاتها وتلبية احتياجاتها.
ويقول المدير السابق لمعهد سياسات الفضاء في واشنطن، جون لوغسدون، «أعتقد بأنَّ الشراكة الأميركية - الروسية في محطة الفضاء الدولية على قدر كل التوقعات، وقدما للمحطة 80 % من تجهيزاتها».
ولولا صواريخ «سويوز» الروسية، لم يكن ممكنًا إبقاء المحطة قيد التشغيل، فمنذ خروج مكوكات الفضاء الأميركية صيف العام 2011 صارت هذه الصواريخ الروسية هي المركبات الوحيدة في العالم القادرة على نقل الرواد إلى الفضاء، وسيبقى الحال هكذا حتى دخول الجيل الجديد من المركبات الأميركية الخدمة في العام 2019.
ويقول لوغسدون: «كل ذلك يجعل من الشراكة بين موسكو وواشنطن أمرًا ضروريًّا»،ويقول المؤرخ في وكالة الفضاء الأميركية بيل باري: «علاقة العمل في المحطة إيجابية بين الأميركيين والروس».
ويذكر باري أن التعاون بين البلدين لم يبدأ مع المحطة، بل هو يعود إلى زمن الحرب الباردة، ففي العام 1972 وقعا اتفاقًا حول الاستخدام السلمي للفضاء أثمر رحلة مشتركة في العام 1975، وتعمقت العلاقات الفضائية بينهما في التسعينات، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
و ربما تكون الأسباب التي دفعت الأميركيين لدعوة روسيا للانضمام إلى محطة الفضاء «سياسية وتقنية في آن واحد» فروسيا تملك خبرة كبيرة في مجال الرحلات الفضائية الطويلة، وفقًا للوغسدون.
وسيستمر التعاون بين موسكو وواشنطن في محطة الفضاء الدولية حتى العام 2024 على الأقل.
تعليقات