Atwasat

وظائف لا تعرفها تقوم بها الجرذان

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 31 أغسطس 2016, 03:16 مساء
WTV_Frequency

حين يذكر أحدهم كلمة «جرذان» أمامنا، فإن معاني سلبية فقط هي كل ما يخالط تفكيرنا مع هذه المخلوقات، غير أن الوقع يقول غير ذلك، إذ تعمل جرذان في نزع الألغام وتشخيص السل في تنزانيا.

فمع ساعات الصباح الأولى ينطلق جون وستيفن في البحث الدؤوب عن ألغام غير منفجرة في منطقة جبلية من تنزانيا، وهما ليسا خبيري الغام بل جرذان عملاقان يخضعان لتدريبات متطورة قبل إرسالهما إلى مناطق ما زالت تتكدس فيها الأجسام المتفجرة الخفية، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وبعد اختتام هذه المرحلة التدريبية النهائية، سيرسل الجرذان إلى موزمبيق وأنغولا وكمبوديا، حيث تنشط منظمة «أبوبو» البلجيكية التي فككت هناك أكثر من 83 ألف لغم مضاد للأفراد.

وتفكيك الألغام ليس المهمة الوحيدة التي تبرع فيها الجرذان المدربة، بل إنها توظف أيضًا في مجال كشف مرض السل.

وفي أحد مختبرات جامعة سوكوين في تنزانيا، يجول الجرذان «سوكوين وفيولت» من أنبوب اختبار إلى آخر لتشخيص هذا المرض الذي يودي بحياة مليون و500 ألف شخص سنويًا. وهذان الجرذان أتما مرحلة التمرين، وبدآ العمل الفعلي.

يشم الجرذان عينات مأخوذة من المرضى يرسلها 29 مستشفى في المنطقة

وعلى مدى اليوم كله، يشم الجرذان عينات مأخوذة من المرضى يرسلها 29 مستشفى في المنطقة، لتشخيص الإصابة بالمرض لحالات ربما تكون أفلتت من التشخيص المخبري العادي.
ويبدو استخدام الجرذان في مهمات دقيقة كهذه غير منطقي في نظر الكثيرين، ولا يحظى تشخيص السل بواسطتها بإقرار منظمة الصحة العالمية.

لكن المنظمة البلجيكية تؤكد أن الجرذان أثبتت كفاءتها، سواء في العثور على الألغام أسرع بكثير من الطرق العادية، أو في تشخيص الإصابة بمرض السل بدقة أكبر من المختبرات.
ويقول كريستوف كوكس مدير المنظمة: «في حقيقة الأمر، العقبة الأولى هي النظرة السلبية للناس تجاه الجرذان».

تملك المنظمة حاليًا 222 جرذًا كبيرًا، منها 108 تشارك فعلاً في نزع الألغام في أنغولا وموزمبيق وكمبوديا، و42 تعمل في تشخيص مرض السل في تنزانيا وموزمبيق.
يقول كوكس: «يستطيع الكلب تعلم القيام بمهمات متعددة ومعقدة، أما الجرذ فيمكنه القيام بمهمة متكررة». وكلما كان الجرذ أصغر، كان من الأسهل نقله وإطعامه وتوفير مكان لوضعه فيه.

في ماروغورو في تنزانيا، تخضع الجرذان لتدريبات تمتد على تسعة أشهر لتتعرف على المادة المتفجرة «تي إن تي»، وكذلك يتطلب الأمر الوقت نفسه للتدريب على التعرف على مرض السل.

حين يشير الجرذ إلى العينة المصابة وينبش الأرض تحتها، يقرع المدرب جرسًا صغيرًا، إيذانًا بمكافأته بجرعة طعام من الموز والزبد والبندق.

ويقول جارد مكومبا: «هذه الطرق أسرع من الطرق التقليدية لأن الجرذان هنا لن تقف سوى عند الألغام، أما أجهزة كشف المعادن فقد يستوقفها أي معدن في الأرض».

لكن فاعلية الجرذان في نزع الألغام تكمن في المساحات الكبيرة، أما في المساحات الضيقة المكتظة بالألغام فإنها قد تكون غير مفيدة، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

عينات أكثر ووقت أقل
في العام 2007، بدأ مختبران في موروغورو بتحليل عينات الأشخاص المشتبه في أنهم مصابون بالسل، بالاستعانة بجرذان مدربة. وفي العام 2013 توسع العمل إلى موزمبيق. وكل ذلك بموجب اتفاقات مع السلطات المحلية.

وتستخدم الجرذان تحديدًا في التثبت من نتائج المختبرات العادية التي تعاني نقصًا في الإمكانات. وتكتشف الجرذان حالات إصابات أفلتت من عدسة المختبرات، بما يرفع دقة التشخيص إلى 40 %.

وحين يشير الجرذ إلى أنبوب قالت المختبرات العادية إنه سليم، يخضع هذا الأنبوب لفحص جديد. ويقول كريستوف كوكس: «الأمر المشجع هو السرعة الكبيرة التي تعمل فيها الجرذان، إذ يمكنها أن تكشف على 100 عينة في 20 دقيقة». وتؤكد المنظمة البلجيكية أنها شخصت عشرة آلاف حالة من السل بفضل هذه الجرذان.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
باحثون يابانيون يبتكرون أداة ذكاء صناعي تتنبأ بموعد استقالة الموظفين
باحثون يابانيون يبتكرون أداة ذكاء صناعي تتنبأ بموعد استقالة ...
ثلث أطفال بريطانيا بين سن الخامسة والسابعة يستخدمون الشبكات التواصل الاجتماعية
ثلث أطفال بريطانيا بين سن الخامسة والسابعة يستخدمون الشبكات ...
أداة ذكاء صناعي تحول صورة ومقطع صوتي إلى «وجه ناطق»
أداة ذكاء صناعي تحول صورة ومقطع صوتي إلى «وجه ناطق»
«إكس» تعارض سحب محتوى عن الاعتداء على الأسقف الأشوري في سيدني
«إكس» تعارض سحب محتوى عن الاعتداء على الأسقف الأشوري في سيدني
الصين سترسل طاقما جديدا إلى محطتها الفضائية غدا
الصين سترسل طاقما جديدا إلى محطتها الفضائية غدا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم