Atwasat

تونس... الياسمين والصبّار!

نورالدين خليفة النمر الأحد 13 مارس 2016, 10:43 صباحا
نورالدين خليفة النمر

أكّدت المواجهات في ( بن قردان) الواقعة قرب الحدود مع ليبياهذه الأيام، بين الجيش التونسي ومن وصفتهم السلطات الأمنية التونسية بالعناصر الإرهابية التي أوقعت حتى الآن 35 مهاجما يرجح انتماؤهم إلى تنظيم الدولة الموهومة ( داعش) لثكنة عسكرية موقعين قرابة الـ 20 قتيلا بينما لاذ الأرهابيون الآخرون بالفرار إلى الجانب الليبي من الحدود، ليس فقط قوة تنظيم ( أنصار الشريعة) التونسي الذي تلفّع بمعطف (داعش) وهو يقوم برّدة فعله الانتقامية داخل مدينة صبراتة الليبية والتي طالت بالذبح 12شرطيا ليبيا ينتسبون لمديرية الأمن بالمدينة المنكوبة في اليوم التالي للضربة الجوية الأمريكية، التي استهدفت في19 فبراير 2016 قتل مايقارب الـ 50 متشددا تونسيا من مقاتليه، بل قدرته على تنفيذ عملية هجومية بهذا الحدّ من الضرواة داخل الأراضي التونسية.

الأمر الذي يؤكد التكهنات حول نيّة التنظيم المبيّتة، وهو ما أعاقه القصف الأميركي، للقيام بعملية إرهابية كبرى في الداخل التونسي تكون بمثابة إعلان مدينة صبراتة إمارة ثالثة له في ليبيا لإعلان الجهاد على الدولة التونسية التي تواجه منذ سقوط نظامها الدكتاتوري السابق عام 2011 أزمات سياسية بنيوية، واختناقات اقتصادية فاقمت من معدل البطالة اللافت بين فئة الشباب الذين ينتمون إلى الفئة العمرية بين الـ15- 24 فوصلت إلى 33 في المئة من قوة العمل لهذه الفئة الشبابية، وهو ماجعلهم يشكلون الثقل في الاحتجاجات التي تشهدها تونس بسبب انسداد الآفاق والبطالة التي صارت مصدر قلق في العالم العربي والبلدان الأوروبية بعدما قدرت تقارير للأمم المتحدة أن 5500 تونسي التحقوا بمنظمات إرهابية في سورية والعراق وليبيا واليمن ومالي وعاد بعضهم إلى تونس لاستهداف منشآت وطنية، خصوصاً في القطاع السياحي الذي يشكل المصدر الهام للاقتصاد التونسي وهو ماتّم عام 2015 في الاستهدافين المتوجهين بالقتل لسواح أوروبيين في متحف (باردو) ونزل سياحي (بسوسة) والآخر الذي طال حافلة حرّاس البرلمان في العاصمة.

في ليبيا التي تُهديها تونس أشواك الصبّار، مقابل الياسمين الديمقراطي لأوروبا كشفت وقائع الأيام الماضية حجم الموتى الـ50 من المستهدفين في القصف الأميركي ، وأعداد القتلى الـ35 في واقعة بن قردان، وادعاءات المجلس العسكري في صبراتة بقتل أزيد من 20 منهم مدى ضلوع جماعة أنصار الشريعة التونسية في تشابكات ما سمّي بـتنظيم الدولة الموهومة( داعش) ، مظهرة توغله بل هيمنته في الشبكات العنفية الليبية المسلّحة كالجماعة (الجهادية) المعروفة دوليا منذ آواخر تسعينيات القرن العشرين بالجماعة الليبية المقاتلة، والميليشيات السلفية المحلية التي بزغت بعد الثورة الشعبية الليبية عام 2011 تحت مسميات المجالس العسكرية للمناطق وضمت بقايا المقاتلين الليبيين العائدين من أفغانستان والعراق وأخيرا سوريا والمنقسمين في تواطئهم وولائهم بين المقاتلة والجماعات التكفيرية الجهادية المتناسلة من الأخوان المسلمين ومن غيرهم، إضافة للعصابات والعشائر الحدودية المعتاشة تقليديا على تمرير السلع الاستهلاكية المهربة من ليبيا، والتي تغوّلت ثراء ونفوذا، في تحوّلات الربيع الليبي- التونسي اتجّارا بالمخدرات والسلاح المنهوب من ليبيا وتكسّبا من تصرّيف العُملة عبر الحدود المشتركة.

بعد الثورة التونسية، وضع السلفيون التكفيريون عبر بؤرهم المتشددة والميّالة للعنف حكومة حركة النهضة في مأزق حقيقي

تنظيم أنصار الشريعة الذي ينشط بفعالية في ليبيا وتونس بعد تحولات الثورات الشعبية في البلدين هو الهجين المتطرّف والمسخ الملفّق بدء ثمانينيات القرن الـ 20 للامتدادات الراديكالية للبؤر الثلاث المزمنة تطرّفا :
مصر مابعد الناصرية واستلهاماتها فيما سمّي بالأنظمة الدكتاتورية الثورية (الجزائر العراق ليبيا إلخ). حيث قاد الإحباط القومي الكفاحي العام الذي ولّدته مصر المنهزمة إزاء إملاءات إسرائيل والمنفتحة أمام إكراهات الغرب إلى تشكيل بؤرة إسلامية راديكالية بديلة عن البؤرة القومية المنطفئة ذابت فيها دعويات (حسن البنا) التربوية المصفاة من وصمة الإرهاب المضاد للوطنية المصرية في أربعينيات القرن الـ 20 في الرومنطقيات الخلاصية والحاكميات الجذرية ليصير الدعاة قضاة يصدرون أحكامهم بتكفير المختلف حاكما ونخبا؛ بل رعيّة، ورمي المجتمعات التقليدية المسلمة والعالم معها بوصمة جاهلية القرن الـمنصرم المادية وفيما بعد المعولمة في القرن الـذي نحن فيه، وغيرها من التوّهمات التي غذّتها في البيئات الاجتماعية المحرومة والمهمّشة كتابات سيد قطب وأحزان استشهاده.

بينما في العالم الشيعي المقابل لمصر السنية تشكلت بؤرة راديكالية موازية بانتصار أول ثورة إسلامية إمامية في إيران، شابهت جماهيريتها عفويات ورمزيات الثورة الفرنسية، وتبنّت نفس أطروحاتها ومبادئها في تصدير الثورة إلى محيطها الثقافي المقارب، من لبنان في الغرب حيث امتدت يد ولاية الفقيه الإيرانية التحريضية والمسلحة عبر حزب الله اللبناني، وفي فلسطين عبر راديكاليات حركة حماس وجهاديتها الموروثة عن الإرهاب الأخواني المبكّر، بل تقاطعت مع راديكالياتها بؤر الإسلام السنية جنوبا في السودان عبر حهادياته ضد الدين الآخر والإثنيات ووثنياتها المحلية ، وتصيير السودان المأزوم في هوّيته ملاذا لكل الجماعات الجهادية من الجهاد المصرية، إلى الجماعة المقاتلة الليبية إلى قاعدة ( أسامة بن لادن)، وغربا في الجزائر في حربها الأهلية الشاملة التي حتى الآن لم تسبر لامعقوليتها المدمرة.

بينما دفعت عملية اقتحام الحرم المكي التي قادتها نوفمبر 1979 مجموعة أصولية( مهدوية) مهمشة على رأسها المتشدد السعودي (جهيمان العتيبي) النظام (الأوليغارشي) العائلي الحاكم في المملكة السعودية للنكوص عن رهان الحداثة مرفوقا بالتراجع عن كثير من الخطوات التحديثية في الحياة الاجتماعية والثقافية، التي أملتها ريوع الموارد النفطية العالية حيث صار خطاب الحداثة المحتشم في فوّهة المواجهة مع تشدد ثقافي أصولي مدعوم من الهرم (الهيراركي) المعقّد للسلطة عبّرت عنه كتب وخطب وأشرطة كاسيت لدعاة مؤججين لميراث الوهابية السلفي المتشدد بهدف تكريس تسيدّهم على الخطاب الديني الاجتماعي بما يثبِّت مصالحهم الطبقية الفئوية، ويخدم بالمقابل المصالح السياسية الإقليمية للملكية المستنفدة.

الحرب الجهادية في أفغانستان هي التي ستؤطّر أغلب الأصوليات الإسلامية النابعة في مجملها من البؤر السنية منتهية بها إلى ما سمّي بتنظيم (القاعدة) الذي ألقى رحاله في ضيافة حركة« طالبان»،التي لم تتشكل من متضمّنات النسيج الاجتماعي الأفغاني ولم تكن معتقداتها النخبوية ضاربة الجذور فيه.

إلا أن التدخل الأميركي الأول في أفغانستان، سيبدّد تنظيم القاعدة في جسم المنظمة الإرهابية المترحلة رافعة لواء حركة (الجهاد الاستراتيجي)، حيث سيساهم احتلال العراق بين 2003 و2010 فيما سمّي بالتدخل الأميركي الثاني في (الشرق الأوسط الكبير) في تمدّد ظاهرة إرهابية جديدة نبتت في التربة السياسية والأنتروبولوجية للمجتمع العراقي باسم (أبو مصعب الزرقاوي) زعيم القاعدة في العراق، الذي أسماه الباحث الفرنسي (برنار روجييه) بمبتكر الحرب الاجتماعية الإسلامية فيما أطلق عليه وصف (الجهاد الاجتماعي) سُلّما أو تعلّة للنقمة بل للانتقام المجتمعي، حيث أرسى الزرقاوي إثر تتلمذه على واحد من منظري السلفية الجهادية (أبو محمد المقدسي) في بيشاور الباكستانية في 1989 أيديولوجيته الجهادية الانتقامية، ومن( هرات) الأفغانية الواقعة في قبضة طالبان يمدّ الزرقاوي بعد عشر سنوات وبتأثير من شيخه المصري (أبو عبد الله المهاجر) الذي أباح له قتل "أعداء الإسلام"! شبكة متطوعين، باسم «جند الشام»، امتدت فروعها الى أوروبا وشمال أفريقيا.

في تونس التي تغذّت فيها بيئة العنف في بعديها السياسي، والاجتماعي مبكّرا إبّان الحقبة (البورقيبية) بُعيْد الاستقلال بإضافة عاملي الفقر والتهميش المجتمعي إلى عامل ثالث هو العنف والعنف المضاد الذي جاء في سياق ردّة الفعل على عنف السلطة الحاكمة الذي طبع الدولة التونسية منذ نشأتها الحديثة،لاسيّما في مرحلة الصراع المسلح الذي نشب بين جناحي الحزب الحر الدستوري (جناح الحبيب بورقيبة، وجناح صالح بن يوسف) حول مضمون الاستقلال السياسي لتونس التي ستتجاذبها منذ ذلك الوقت العلمنة بالصيغة (اللائكية) الفرنسية المتونسة بورقيبيا بالدستورية الإسمية أو الأسلمة العروبية في الصياغة اليوسفية المدعومة وقت ذاك من مصر الناصرية القومية والذي سيكون (راشد الغنوشي) في بداياته آخر امتداداتها مؤسسا عقب الهزيمة القومية: حركة الاتجاه الإسلامي وفيما بعد لحركة النهضة الإسلامية التي ستتواجه مع الدولة التونسية (مابعد البورقيبية) الموازية البوليسية للأنظمة العربية الدكتاتورية والمتمثلة استثناءا محبطا لموروث توّجهات العلمنة المخفقة والليبرالية الناقصة في العهد البورقيبي، لترسي بموروثه الذي وصفناه بـ(الموميائي) في مقال سابق منشور بموقع (بوابة الوسط) بمناسبة الانتخابات الرئاسية 2014.11.03 لثقافة سياسية تعتمد في أسلوبها الزجر الأمني والتضييق على الحريات الأساسية، وتهميش المختلف بل إقصاءه، إنتهاء، بتجفيف منابع الهوّيات الثقافية الإسلامية لأبناء الفئات المدينية العاطلين في أحزمة الفقر المهملة والأرياف المفقّرة والمهمشة أولئك الذين سيترعرعون أزهارا للعنف والقتل في سياق ردّة الفعل على العنف السلطوي بمن سيسمّون في مقبل السنوات بشباب التيار السلفي الذي لم تتخّفف توجّهاته الناقمة" التكفيرية" بعد الثورة وهو مابينتّه دراسة سوسيولوجية في شكل استجوابات شملت عينة من الشباب في (حي التضامن ودوار هيشر) وخلصت إلى أن الدين يحتل مكانة هامة في الحياة اليومية مباشرة بعد العمل حيث يرى 88.6 % من الشباب في هاتين الجهتين ان للدين مكانة هامة قبل العائلة فيما ذهب 10 % منهم فقط الى التأكيد على أهمية مكانة السياسة في الحياة اليومية كما أظهرت نتائج استبيان شمل 1700 شابا في (تونس الكبرى) أن 45 % منهم أظهروا موقفا إيجابيا من السلفية الجهادية معترضين على تصنيف جماعة أنصار الشريعة كتنظيم إرهابي.

بعد الثورة التونسية، وضع السلفيون التكفيريون عبر بؤرهم المتشددة والميّالة للعنف حكومة حركة النهضة في مأزق حقيقي أوقعتها فيه المقاربة التلفيقية المتهاونة التي اعتمدها رئيسها (راشد الغنوشي) معتبرا ظاهرة التديُّـن الشبابي في تونس (آواخر تسعينيات القرن 20ـ بدايات القرن 21) " صحوة دينية ثانية" حسب تعبير أستاذه الشيخ (يوسف القرضاوي) واستمرارا موصولا بالصحوة الأولى، التي كان هو أحد باعثيها المؤسسين في مطلع السبعينات من القرن 20. وقد أسفرت تلك السياسة المتهاونة لاحتواء التيار السلفي والحوار مع قادته بدل إدانتهم والدعوة إلى جرّهم من" صندوق الذخيرة إلى صندوق الديمقراطية" حسب لافتته الانتخابية الداعمة لحركة النهضة عن الاعتراف بثلاثة أحزاب سلفية من قِـبَـل ما يسمّى بالسلفية السياسية أو الإصلاحية، لكن هذه الأحزاب المبتدئة، بقي تأثيرها على الظاهرة المتشددة، محدودا جدا، ولم يؤدِّ إلى اختراقها أو إضعافها.

ومن هنا سنتفهّم تعدّد تبنيات (راشد الغنوشي) عبر مواقفه المراوغة بناء على ترتيبات سياسية تخصه شخصيا وظهورها في مواقف موازية وصفت بسياسة (حكومة الظل)

بل يسرّت الإجراءات القضائية الخروج من السجن لـ(أبوعياض التونسي) أبرز قادة (السلفيّة الدولية) حسب رؤية الزرقاوي الجهادية، الذي ربما التقاه في أفغانستان حيث سبق له أن كان نشِـطا فيها في التسعينيات، قبل أن يتم اعتقاله بتركيا، بحُـكم أن اسمه كان متداولا في سجلاّت المخابرات الأمريكية وهو من اعترف ضمنيا بعد خروجه من السجن بارتباطه بتنظيم( القاعدة) زاعما أنّ 2500 من جهادييه في النظام السابق للثورة كانوا من منطقة (سيدي بوزيد)، مهد الانتفاضة. وهو ماقررته إجمالاً الأحداث الواقعة بعد ذلك من أن الثقل الديمغرافي للسلفيين يتركزّ في المناطق المفقّرة والمهمشة ذاتها التي طالما مثّلت معاقل لـ(حركة النهضة) (أبوعياض) هذا أفرجت عنه حكومة النهضة عام 2012 ليتمكن من اللجؤ إلى ليبيا ويعلن عن نفسه بعدها بشهور قليلة، حسب ما أشاعت مصادر استخبارتية، بقيادة الهجوم الذي نفذه تنظيم أنصار الشريعة على القنصلية الأميريكية عام 2012 في بنغازي والذي أودى بحياة السفير الأميريكي وعدد من الدبلوماسيين الآخرين.

لقد كشف الاستخدام المزدوج- لأهداف برغماتية- للشعارات الدينية في عملية النضال والتجييش السياسي من قبل السلطات الحاكمة من جهة، والحركات الدينية ذات التوجّهات الإسلاموية المسيّسة، من جهة ثانية، عن الرهانات المادية والزمنية للأهداف والمقاصد المتشاركة بينهما، بل شكّلت هذه الشعارات المجيّشة غطاء شفافا يخفي بالكاد تلك الرهانات السياسية (الدنيوية) العابرة التي تقبع مباشرة تحت قشرته الخفيفة.

اللافت أن نفس الشعارات المستخدمة توظّف في سياقات متعددة وأحيانا متناقضة لدعم مصالح القوى الدولية في المنطقة أو ضربها بحسب الحاجة! وهو مايبدو جليا في المواقف السياسية لرئيس حزب النهضة التونسي الذي ربطته أقدار ضياعاته ومنافيه بالتشابكات والبؤر الإسلاموية السالف عرضها.

ومن هنا سنتفهّم تعدّد تبنيات (راشد الغنوشي) عبر مواقفه المراوغة بناء على ترتيبات سياسية تخصه شخصيا وظهورها في مواقف موازية وصفت بسياسة (حكومة الظل) لتونس الدولة التي يربطه كرئيس حزب مع حزبها الحاكم (نداء تونس) غريمه العلماني السابق ائتلاف سياسي موّحد.

وآخرها موقفه الموارب من تصنيف (حزب الله) كحركة إرهابية من قبل مجلس وزراء الداخلية العرب. وقبل ذلك بأيام أعرب عن أمله وبأسلوب تعوزه الحصافة السياسية في أن تكون تونس استبقت الضربة الأميركية على صبراتة، مصنّفا حسب مخيّلته القاصرة تدخّل تونس عسكريا في ليبيا ضد الجماعات الإرهابية التونسية في البلد الجار الذي تغيب فيه حسب تصريحه معالم الدولة بمثابة الأمن الوقائي لتونس مشددًا في الوقت ذاته على موقف حزب النهضة المتجاوب مع الموقف الإقليمي الممانع للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا والذي تقوده الدولة الجزائرية وتتبعها في ذلك ضمنيا تونس دون مراعاة مصالح الليبيين وأمنهم المنتهك بفداحة منذ 4 سنوات بفعل الإرهاب الإسلاموي المعولم والعابر للحدود الذي أاستنبتت جذوره السامة في ليبيا كـ(القاعدة في المغرب العربي) الذي مازالت ذيوله تلعب مع شبكات التهريب في الصحراء الليبية- الأفريقية، وتنظيم الدولة الموهومة (داعش) المتمدد في بقاع عدة من ليبيا تحت الراية السوداء لدولة خلافة البغدادي الذي يتشابك معه تنظيم أنصار الشريعة التونسي وهو ما أظهرته الوقائع الإرهابية الأخيرة بين ليبيا وتونس والتي أشعلت حربا بدأت ولن تنتهي إلا بتمويت الأسباب والعوامل المجتمعة في الضواحي والهوامش التونسية التكفيرية الموحشة، التي احتضنت السلفية الجهادية التكفيرية بوصفها ثمرة لتفكك الإسلام التقليدي، وليس كما يدّعي رئيس حزب النهضة التونسي بسفسطته المعهودة صحوة أو انبعاثاً له.