Atwasat

دفاع صبراتة… عن وقائع غزو معلن؟!

نورالدين خليفة النمر الثلاثاء 16 فبراير 2016, 09:41 صباحا
نورالدين خليفة النمر

تناسل الجماعات المعتقدية وتداخل خطوطها في المشهد الإسلام- سياسي الليبي في ظل تفاقم حالة الانقسام المجتمعي الذي أذكاه وأجّج أُوراره الاحتراب الليبي- الليبي منذ منتصف عام 2014 وامتدادات تداعياته الخطرة في الجوار المغاربي والأفريقي، وإزاء ما اصطحب تطوّراته الأخيرة من التلويح بتوجيه ضربة عسكرية دولية إلى التنظيمات الإرهابية في ليبيا مرفقة بإنزال عسكري أميركي- بريطاني وشيك.

هو ما يصعّب التنبؤ بنجاعة الإجراءات المتخدة أخيرا من قبل السلطات السياسية والأمنية الجزائرية وتحسبّاتها، إزاء التهديدات المقبلة المباشرة للجارة تونس التي يشكّل أمنها الذي تعصف به منذ مدة التهديدات الإسلامية المتشددة القادمة من جارتها ليبيا جزءا من انشغالات الأمن الوطني الجزائري وبالذات فيما يختص بتنظيم الدولة الموهومة(داعش) الذي صارت له قاعدة متقدمة في مناطق قريبة من حدودها كـ(الزاوية، وصبراتة).

من ضمن هذه الإجراءات التي يُشك في نجاعتها وتطرح تساؤلا حول حقيقة الموقف الجزائري تجاه ماسيحدث في ليبيا وبعدها تونس من تطورات منذرة بالمخاطر هو: دخول القوات العسكرية الجوية الجزائرية بالتشارك مع مثيلتها التونسية في مناورات وتدريبات مشتركة في المثلث الصحراوي الواقع في أقصى جنوب الحدود البرية بين تونس والجزائر التي تلتقي مع حدود ليبيا، والذي يبعد عن العاصمة الجزائرية بـ1000 كلم، وعن شواطئ البحر المتوسط الذي تقع عليه مدينتا الزاوية وصبراته الليبيتان المعلنتان قواعدَ لداعش ومدينة زوارة الساحلية التي يزدهر فيها تاريخيا نشاط الهجرة الأفريقية غير الشرعية إلى أوروبا بـ800 كلم ، وعن العاصمة التونسية بأزيد من ذلك بمئات الكيلومترات.

هكذا إجراء عسكري أمني بعيد عن تونس أو بالأحرى عن المنطقة المتوقع حدوث أضرار كارثية فيها على الدولة التونسية التي مسّتها الفوضى السياسية والأمنية في ليبيا في العمق منذ عام 2011 ، هو ما يجعلنا نتساءل عن فحواه ونجاعته إزاء الأخبار والتصريحات المتضاربة حول الغزو المعلن والمشّهر به، كما هو قتل(سانتياغو نصّار) معلن فيما أسماه الكاتب الكولومبي(غبرائيل غارسيا ماركيز ) في روايته:(قصة موت معلن) بلحظة الإحجام العام.

بينما تبقى صبراتة التي يتغلغل فيها منذ أشهر داعش النقطة الأخيرة في الغرب التي تتماهى أرواح مدينتها الأثرية الرومانية صارخة خوفا وقلقا على مصيرها الثقافي والإنساني

حيث لا جهود دولية ملموسة حتى الآن تسعى إلى إيقافه، وفي اليدّ الغازية تلوح الحجّج الدامعة كما تلوح سكاكين الذبح في أيدي(الأخوين التوأم فيكاريو): أي تغوّل التنظيم الإرهابي-الإسلاموي المعولم(داعش) في ليبيا منتهكا أمنها، كانتهاك شرف العائلة (فيكاريو) بافتضاض(نصار) لعذرية أختهم الصبية(أنخيلا )، مسيطرا على أجزاء متفرقة من البلاد في الوسط(سرت) القريبة من حوض ليبيا الغني بالنفط ، مهددا يوميا الحقول ومؤاني التصدير، وفي الشرق(درنة) شبه المقسومة بينه وبين بقايا تنظيم القاعدة بمسمياته المحلية الشورية، و(بنغازي) بالشراكة مع (الجيش)؟! ومسمّيات أخرى كـ:(شباب الأحياء) السلفيين وغير السلفيين، أما الجنوب فمزيج خرافي من عصابات إثنية ليبية ـ أفريقانية، وشبكات تهريب واتجار بالهجرة غير الشرعية، وأخيرا المستنسخات العنفية القاعدية- الداعشية كـ (بوكو حرام) وغيرها حيث أوردت التصريحات الأخيرة الواردة عن السلطات الأمنية النيجيرية آخر الأخبار عن تشابكاتها الخطيرة المهددة لأمن وسط القارّة الأفريقية مبرزة تغوّل تنظيم الدولة داعش في نسيج الشبكات الإرهابية هناك.

بينما في الغرب وفي مدينة الزاوية، يخرّج داعش منذ أيام وبشكل علني قوة إرهابية متشددة ربما استئنافا للعمليات الدموية كتلك التى تقصدت حافلة للحرس الرئاسي في العاصمة تونس وسواحا أوروبيين في(متحف باردو) وسواحا غيرهم في نزل على شواطئ سوسة.

بينما تبقى (صبراتة) التي يتغلغل فيها منذ أشهر داعش: النقطة الأخيرة في الغرب التي تتماهى أرواح مدينتها الأثرية الرومانية صارخة خوفا وقلقا على مصيرها الثقافي والإنساني باستغاثة بولس الرسول وندائه الفَزِع في الإصحاح السابع"وَيحيي أنا الإنسان الشَّقي من ينقذني من جسد هذا الموت".

أما الذي لايمكن تفسيره وسبر أغوار معانيه في متاهة اللامعقول الجزائري هو الإجراء الاحترازي الثاني الذي ترافق مع منع 270 رعية مغربية من السفر عبر مطار هواري بومدين إلى ليبيا تشككا في نيّة انضمامهم إلى داعش لعدم حوزتهم رخص إقامة أو عقود عمل منها ، وهو قرار السلطات بتعليق الرحلات الجوية بين المطارات الجزائرية، ومطار قاعدة(هويلس) الأميركية سابقا والمسمى لاحقا بـ(عقبة بن نافع وبعده معيتيقة)، والذي هو منذ تحرير طرابلس من قبضة الدكتاتورية آواخر عام 2011 تحت سيطرة(الجماعة الليبية المقاتلة) التي يتزعّمها القيادي الإسلامي المتشدد(عبد الحكيم بلحاج)، الذي تربطه علاقات قديمة وغامضة مع السلطات الأمنية في الجزائر في إطار ماسمّي جزائريا بسياسة احتواء التشدّد الإسلامي في المنطقة المغاربية، وعلى اعتبار كونه يلعب دورا رئيسيا في أحداث ليبيا الراهنة فقد شملته جولات الحوار التي أدارتها الجزائر في الأشهر الماضية تحت رعاية أممية بين الأطراف الليبية المتنازعة.

إجراء تعليق الرحلات الجوية الذي جاء في توقيت متأخر فُسر من قبل خبراء ومحلليين أمنيين جزائرين فيما يصعب تفسيره وفهمه بأنه(ضربة قاضية) للتنظيم الإرهابي(داعش)، الذي يسعى بكل الطرق إلى توجيه بوصلته إلى ليبيا بنقل عناصره المسلحة من سورية والعراق، وإحياء خلايا نائمة في دول الجوار بحجة محاربة التدخل العسكري الدولي الوشيك. وقد أكّد مراقبون جزائريون تحدثوا إلى موقع(بوابة الوسط) الليبية الأبعاد الاستراتيجية للقرار، وهو صدّ احتمال تدفق إرهابيي«داعش» من وإلى الخارج، زيادة على حمله بعدًا سياسيًا يستهدف تقديم دلائل تؤكد الاعتراف الجزائري رسميًا بحكومة التوافق الليبية المعلنة مؤخرا، كما أنه سيشكل لا محالة ضغطًا على الشخصيات الليبية التي تحكم قبضتها على المطار وعلى المدينة وتجمعها بالجزائر علاقات طيبة؟!.

تموقع الدور الجزائري في منطقة المنتصف منذ عام 2011 في الحدث الصراعي الليبي واللعب البارد وبالتساوي المجحف مع الأطراف المنقسمة على نفسها جهويا، وإثنيا، وأيديولوجيا في الانقسام السياسي المؤسسي الذي نتج عنه الاحتراب الليبي- الليبي، وإيهام الأطراف الدولية المنشغلة بالشأن الليبي بإلحاح ودون كلل، بامتلاك الرصيد الأكبر من أوراق اللعبة في تجاذبات ما سميّ بالحوار السياسي لوصول مازال يتعثر إلى توافق مؤسسي ليبي- ليبي، وإبداء المهارة في المناورة واختيار توقيتاتها بما يخدم مصلحة الدولة الجزائرية غير المعلنة والمحددة.

كل ذلك دفعني- ومن منظور الجيل الليبي،الذي أنتمي إليه والذي وعّت طفولته بالعالم ثورة الجزائر وحربها التحريرية- إلى توصيف هذه الإجراءات السياسية والأمنية المتخدة من قبل مؤسسة الحكم في الجزائر: بالغامضة تجاه مايعتمل من خطوات دولية مرافقة تجاه تطوّرات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، وهو الأمر الذي يجعلنا ننحاز إلى إرجاع توصيف غموض السياسة هذا،إلى ما وصفه المفكر الجزائري(مالك بن نبي) بالتباس جوهر الشخص السياسي الجزائري الموسوم في الكثير من كتاباته النبوئية والملهمة بأنه: رجل القلّة- نقطة التعليق، الذي يدخل الفكرة فيمسخها إلى نصف فكرة مطلقا عليها وصف السياسة، بل رجل النصف في مواقفه إزاء ما مس بالجَرح روح الجزائر في أعماقها: الحدث الاستعماري، وما التف به من نضالات وانتصارات وما أعقبها من إخفاقات مست اجتماعيات دولة الاستقلال، والذي حسب رأي مالك بن نبي لم يكن مستعدا إلا لنصف جهد، ونصف اجتهاد، ونصف طريق، واضعا القضية المبدئية أو المشكل التاريخي غالبا في طريق نصف الحل. هذا الشخص السياسي الجزائري-الإشكال، هو من يدّس أنفه مع أطراف إقليمية أخرى بناءً على مصالحه الأنانية ضيقة الأفق منذ عام 2011 في الحدث الليبي المعروف بثورة 17 فبراير المجيدة.

انحيازي لتخصصي الجامعي الأصيل في الفكر والفلسفة، وإن أخذت علوم السياسة جزءا من اهتماماتي الأكاديمية المتأخرة في ألمانيا في تسعينيات القرن العشرين عندما عصفت بالجزائر أحداث العنف الأهلي فيما عرف بالسنوات السوداء، ربما هو ما يُجرِّؤني مضطرا لتفسير أو تأوُّل ما يمر من أمامي من أحداث السياسة! والحرب والصراعات المجتمعية الانقسامية المتسمة بحدّة التمزق والعنف.

اللجوء إلى نظير فكري( فلسفي اجتماعي) من التاريخ الثقافي يكون موّجها أو بالأحرى مؤطرا لأفكاري. فيما كتبته من مقالات سابقة كان أحد هذه النظائر(دفاع صبراتة): المحاورة التي أدارها مرتجلا لها الكاتب والفيلسوف الأفلاطوني والخطيب المفوّه(لوكيوس أبوليوس) المكنّى بـ"المدوري" نسبة إلى(مادورة) إقليم في الجزائر الحالية أمام القضاة: الحاكم الروماني والمثقفين الأويين(الطرابلسيين) والجمهور الذي قاده الفضول إليها في ليبيا التابعة لأفريقيا البروقنصلية عام 159 من ميلاد المسيح. مستخدما في ذلك بعض فنون وتقنيات المسرح الأثيني، كذلك الحوار والآليات الجدلية التي طوّرها أفلاطون عن أستاذه سقراط وبراعات الحجاج البلاغي الذي أتقن أبوليوس الشّاب تعلّمه في أثينا وامتهنه في أويا(طرابلس) متكسّبا منه ومعتاشا مواجها ما أسميته في مقال نُشر لي على موقع (بوابة الوسط) الليبية في2015.03.23 بـ"حدث الكراهية الفارق" الذي حاق به، أيّ المكيدة العائلية بأن لفّقت له تهمة تعاطي"السحر الأسود" من طرف الورثة من أقارب أرملة طرابلسية مثقّفة يمكن وصفها بتعبيرنا اليوم بالبرجوازية تنتمي إلى طبقة ملاّك الأرض في أويا بغرض إعاقة زواجه منها واتهامه بالتغرير بها بهدف وضع يده على أموالها.

أغلب الذين تناولوا هذه المرافعة فلسفيا بتحليل بنيتها كمحاورة سقراطية لم يدافع فيها الفيلسوف عن نفسه وشرفه فحسب وإنما عن الفلسفة(التي ترفض رفعتها أدنى مذّمة) دافعا عنه تعاطي السحر التهمة المعاقب عليها بالموت في القانون الروماني منتصرا صوريا على مخاصميه متجاوزا لهم بموقف فكري استند على أقوال أفلاطون بوجود قوى فوق طبيعية وسيطة بين الآلهة والبشر تتحكم في شتى أنواع الكهانة ومايأتي به السحرة من خوارق. أو من تناولها قانونيا كـ(ليبس دتلف، و أولريش شندل) الباحثين بالنشرية الألمانية للأدب والقانون اللذين أشارا إلى براعة أبوليوس في التماهي في مرافعته وروح الدفاع السقراطي، مخجلا متهميه واضعا مشتكيه في موقف الاستجواب بدلا من وضعية الادعاء.

قد يكون كما يشير الكاتب الموسوعي الليبي(علي فهمي خشيم) الذي ترجم مبكّرا دفاع صبراتة عن الإنجليزية في كتابه(آلهة مصر العربية) اسما محرّفا عن(قارون)

الذي لم يؤخذ في الاعتبار من قبل الذين درسوا مرافعة(دفاع صبراتة) انتصافية خطاب الهوّية لأبوليوس الذي تَشكّلَ في جانب منه ملمح شخصي، ومنزع ذاتي، في ردّه على دفوع مخاصميه
بهامشيّة موطنه(مادورة) في نوميدياـ الجزائر، وغموض أصله أو انتصافية نسبه كونه موّلدا نصف(نوميدي) ونصف(قيتولي) وإن كان لا يرى أن هذه الانتصافية الموّلدة عيبا، مقارنا نفسه بالملك الإخميني قورش الأعظم الذي كان موّلدا نصف ميدي ونصف فارسي، بل يتجاوز ذلك بفرضية أخلاقية يمكن وصفها بالبرغماتية بالنظر ليس إلى منشأ الفتى بل إلى خلقه ولا في أيّ مكان نشأ، بل وفق أيّ نهج يعتزم العيش.

إلا أن التوسطية تتجاوز المنافحة عن الأصل لتكون حسّا فلسفيا مثاقفا بتبنّيها وهو مايفسر إسباغ الحماية والدعم الضمني لقضيته من الحاكم البروقنصلي ذاته خدمةً للتوجّهات الإمبراطورية في روما،إزاء الجماعة الإثنية / الثقافية الملموسة فيما عرف بـ "البونيقية"عبر المجموعات السرية التي تبنّت خفية وقت ذاك العقيدة المسيحية في شكلها الهوّياتي التطرفي الذي يتواشج إلى حدّ ما في تطرّفاته الخلاصية وقت ذاك بالتنظيمات الإسلاموية المتطرفة اليوم والتي كانت محلاً لتهم أملتها دواعي السياسة الاستعمارية الرومانية كـ: تهمة عدم اندماجهم في النسيج الاجتماعي، ورفضهم للخدمة العسكرية، وقلّة جدواهم الاقتصادية، كذلك قدحهم في الذات الإمبراطورية المؤلهّة، والامتناع جهرا عن المشاركة في عبادة الإمبراطور الروماني والآلهة الوثنية، وهو ما شنّع أبوليوس بسببه بـ(إمليانوس) حمو خطيبته الأرملة( بودنتلّة) باعتباره من هذه المجموعة المسيحية السرّية مردّدا تهما يسوقها عنه بعض أهالي أوّيا، في هذا الخصوص ملُقِّبا إياه بكنيتين: الأولى لا تتعلق بمعتقده وهي(خارون) مثال البخل وحب المال في الأسطورة اليونانية.

وقد يكون كما يشير الكاتب الموسوعي الليبي(علي فهمي خشيم) الذي ترجم مبكّرا دفاع صبراتة عن الإنجليزية في كتابه(آلهة مصر العربية) اسما محرّفا عن(قارون). والثانية(ميزنتيوس) الطاغية الممقوت بسبب معتقده المسيحي السري استخفافا بالآلهة الرومانية، واحتقارا لها.

توسطّية أبوليوس المعتقدية الغامضة بتبنّيه للعبادات السرّية للآلهة المصرية(إيزيس) العبادة التي ليست وثنية رومانية، وليست مسيحية مجدّفة هي التي بوأته أن يكون الوسيط- الحكم في المرافعة الملّفقة لتغطية المصالح الإمبراطورية الرومانية وخدمة مستهدفاتها الأيديولوجية ضد المسيحية الوليدة، وهو ماتكشف عنه لاحقا(المنافحة ) عن العقيدة المسيحية المرتجلة في عام 197 بعد الميلاد، من طرف المحامي الشاب(ترتليانوس) الذي أدرك أبوليوس في شيخوخته خطيبا في قرطاج.

اقتراح نشاط روحي بديل عن السحر المشعوذ والمدان بالتعاطي مع القوى السحرية والروحية المؤثرة في مظاهر الكون، ومصائر البشر هي الموضوعة التي شكّلت مغزى كتابات أبوليوس، وطبعتها بالطرافة وأكدّت معاصرتها وحضورها المتواصل في الذاكرة الثقافية الإنسانية، والتي اختصّت بالمعالجة القانونية والفلسفية في مرافعته(دفاع صبراتة)، وتُتبّعت دقائقها الفلسفية وتفاصيلها الميتافيزيقية في أطروحته عن( شيطان سقراط ) أو بالأحرى قرينه، وتثبتت في المخيال الأدبي تعبيرا عن قلق إنسان عصره وهواجسه في روايته( التحوّلات ): مصير الامتساخ الذي حاق في الرواية بـ(لوكيوس أبوليوس) الفيلسوف ذاته حيث ينقلب على الساحر السحر في مظاهره التي أملتها كل ضروب الجشع، والأنانية، وضيق الأفق، والانتهازية، وأشكاله التي اكتظت بها(التحوّلات ) من أعمال المسخ والشعوذة والمسخرة.

والتي في آخر الأمر لم تمنع لوكيوس من العودة إلى طبيعته البشرية في صورة مجازية كناية عن التحوّل إلى صيرورة إنسانية جديدة هذا التحوّل الذي تّم بتدخّل الإلهة(إيزيس أو تانيت أو نايت ) التي يطلق عليها في الأناشيد المصرية :( الليبيّة ) والتي تأمر في هذا المختتم المؤثر لوكيوس بالعودة إلى هوّيته الإنسانية: "أشارت علّي الربة أن أعود إلى نفسي وشخصي. حمدتها قدر ما استطعت، لاقدر ماتستحق( ... ) وخررت ساجدا عند قدميها وغسلتهما بدموعي وأنا أصلّي لها بصوت تخنقه العبرات".