Atwasat

ترحال: الجِدُّ والهزلُ في العلاقة بين التوانسة والطرابلسية!

محمد الجويلي الثلاثاء 10 مارس 2015, 09:57 صباحا
محمد الجويلي

كُثْرُ الهمّ يُضَحِّك (بصيغة المبالغة) في اللهجات العامية، وهذا ليس من الاعتباطيّة. التقيت منذ أسبوع في تونس العاصمة مع صديق مثقف ليبي مقيم بعائلته في تونس وكما هو دأبنا كلّ مرّة التقينا فيها لا يودّع الواحد منا الآخر إلّا بعد أن"نفرك الرمّانة" في المعنى المجازي الشعبي، أي أن نخوض في كلّ شيء حبّة حبّة، والمقصود بالطبع في هذا المجاز هي غلّة الرمّان وليس"الرمّانة" التي بدأت في السنوات الأخيرة وفي هذا الزمن الأدعش (على وزن الأغبر) تُطلق على نوع من القنابل، عافاكم اللّه منها، في حجم الرمّانة، في تجنّ عليها وعلينا بعد أن كانت جدّاتنا يطلقنها في حكاياتهن واستعاراتهن على الفتاة الجميلة"حبحب رماّن' و"خدود الرمّان".... ومن الطبيعي أن نخوض في هموم المرحلة، وهي كثيرة، حتّى يكاد الواحد منّا يشعر أنّ رأسه سينفجر مثل الرمانة في استعمالها الحربي اللّعين، ولكن هذا لا يمنعنا من تبادل الطرف والنكات والضحك بملء شدقينا، وما عسانا أن نفعل لمقاومة العبثية والسريالية[ليست الفنية بالطبع] التي تحيط بنا من كلّ حدب وصوب غير الالتجاء إلى الضحك للتفريج عن كربتنا.

روى لي صديقي الطرابلسي (الليبي من سكان طرابلس) طرفة حدثت له مع طفله الذي لم يتجاوز الستّ سنوات: كانا يشاهدان معا حصّة تلفزيونية على قناة تونسية وقع فيها التهجّم على الطرابلسية والتنديد بفسادهم، والمقصود بالطبع أصهار الرئيس ابن علي، فإذا بالصبي يلتفت إلى والده قائلا"خيرهم (أي ما بِهم) يا بابا يسبّوا فينا". تفاجأ الأب بالالتباس الذي حدث في ذهن ابنه و أجابه بأنّ المعنيين بالأمر ليسوا سكان طرابلس والليبيين وإنّما طرابلسية توانسة معتقدا أنّ ما قاله كاف لرفع الالتباس، فإذا به يزيد الالتباس التباسا. حينها أضاف الصبيّ متسائلا "كيف طرابلسية توانسة"معقولة"! وما علاقة هؤلاء التونسيين بطرابلس ولماذا لا يُسمّون، بما أنّهم أشرار، باسم آخر غير الطرابلسية "خيرهم"؟. لا- أجابه والده- ليسوا كلّهم أشرارا فيهم "الكويس"، هذا شاب طرابلسي، وكان يقصد المدعو في الحصّة التي يشاهدانها وهو يبرّئ ذمّته من كلّ فعل مشين ارتكبه البعض من أفراد عائلته ويطلب الاعتذار من الشعب التونسي عن الضرر الذي لحقه من عائلته، يبدو عليه، أضاف الوالد"أنّه شجاع وجريء ومظلوم ولم يرتكب شرّا يُذكر".

صمت الصبي ولكن الحيرة ظلّت بادية في عينيه. ضحكنا أنا وصديقي الليبي وازداد ضحكنا من كثرة العبثيّة التي تُطْبق على حياتنا في هذه المرحلة العجفاء التي من المفترض، كما قلت له، أن نربح منها، بعد أن خسرنا الآلاف من الأرواح وملايين من الدولارات والكثير من الأحلام، على الأقلّ أدباء عالميين من طينة أدباء العبث واللّامعقول الكبار مثل"كافكا" يستطيعون أن ينجزوا في قادم العقود ما عجز عنه الواقعي نجيب محفوظ: الحصول على جائزة نوبل للآداب*.

صديقي من أصحاب مذهب المزج بين الجدّ والهزل على طريقة الجاحظ ويعشق النكت ومبدع في روايتها، لاسيما الليبية بالطبع ويحفظ منها الكثير

صديقي من أصحاب مذهب المزج بين الجدّ والهزل على طريقة الجاحظ ويعشق النكت ومبدع في روايتها، لاسيما الليبية بالطبع ويحفظ منها الكثير، بل لعلّه وهذا ما قلته له يساهم في إبداع البعض منها قبل أن يرسلها بين الجمهور العريض، وهنا استعملت كلمة جمهور عمدا بدل الجماهير لمعرفتي بمقته لهذه الكلمة التي أنتجت"الجماهيرية" كمقته للّجان الثورية القديمة الجديدة، بل لكلمة"ثورة" وما أدراك ما الثورة نفسها ولذلك ضحك كثيرا عندما قلت له متفاعلا معه أنّ الثورات العربيّة وحدها من دون ثورات الشعوب الأخرى مشتقّة بحكم اللغة وحدها من"الثور" الهائج النطّاح الذي لا يسرع خطوتين إلى الأمام إلّا ليتراجع أكثر منها بكثير إلى الوراء لا يعرف أين يتجه إلى اليمين أم إلى اليسار للشرق أم للغرب، فيظلّ يدور على نفسه في كلّ الاتجاهات ينطح كلّ ما يعترضه حتّى الهواء! قلت له هذا الكلام قبل أن أروي له بدوري طرفة حول موضوع الالتباس بين الطرابلسيّة التوانسة أصهار ابن عليّ والطرابلسيّة الليبيين بصفة عامة حتى يكون كلاما بكلام و إحسانا بإحسان على طريقة بخيل الجاحظ.

قلت له"كنت في مقهى بفندق الشراتون في تونس العاصمة رفقة صديق تونسي في نوفمبر 2011 مع اشتداد المعارك في ليبيا بين أنصار القذافي ومناوئيه وكان يجلس حذونا مجموعة من الليبيين، فتعمّدت أن أنظر إليهم من حين إلى آخرمتفرّسا في وجوهم وأتحدّثَ بصوت عال حتّى يستمعوا إليّ قائلا"واللّه هذا البلد لم يخرّبه إلّا الطرابلسية ولي أصلهم ليبي" مكرّرا هذه الجملة أكثر من مرّة من قبيل الاستفزاز الذي كنت قد تعمّدته كما قلت لصديقي متوقّعا ردّة فعل الإخوة الليبيين الذين بحكم صداقاتي الكثيرة معهم أعرف أنّهم لن يصمتوا وسيردّون الفعل، والغاية من كلّ ذلك الدعابة وطرد الضجر والتسكين من تروما الثورة ومعاناتها، فالتفت إليّ واحد منهم قائلا في غضب"واللّه لولا الليبيين لما يصير فيكم و تجوعو حتى في بطونكم".

ابتسمت لأنّي توقّعت ردّا من هذا القبيل وفي مستوى استفزازي ثمّ بعد أن قلت له"يصير فينا هذا صحيح ولكن نجوعوا لا" أضفت قائلا "نصبتُ لك فخّا ووقعت فيه. أنا أؤمن بأنّ تونس وليبيا شعب واحد، بل أنّنا"شعب واحد لا شعبين من مرّاكش للبحرين" ولكن ليس على طريقة القذافي قبل أن أمدّه بالحجّة الداحضة لما قلته مدحا في قالب ذمّ"يا أخي كان بإمكانك أن تقول لي أنّ بورقيبة مؤسّس الدولة الحديثة في تونس أصله ليبي والمنزل الذي نشأ فيه في مدينة المنستير يقع في حيّ الطرابلسيّة وبورقيبة كان يحلو له ترديد ذلك في تونس وخارجها أنّه من أصل ليبي وفعلا أنّ الطرابلسية الذين عاثوا في تونس فسادا أصلهم ليبي ولكن الوحيد الذي تجرّأ عليهم في المطار وغامر بحياته من أجل منعهم من الهروب قبل أن يأمر بالقبض عليهم هو سمير الترهوني قائد فرقة مكافحة الإرهاب ولقبه يكشف بوضوح عن أصوله". ابتسمنا جميعا وضحكنا ولعنا الشيطان ودعانا جيراننا في المقهى إلى الالتحاق بهم في طاولتهم وتخاصمنا في النهاية على عادة العرب على من يدفع ثمن العصائر والقهاوي والماء بأغلظ الأيمان. غضبُ الشاب الليبي أعادني إلى ذكريات قديمة وإلى غضبي الشديد من سفير ليبيا في باريس في بداية التسعينات من القرن الماضي.

في أواخر سبتمبر من سنة 1991 كنت في باريس أهمّ بالتسجيل في جامعة السوربون لأعدّ أطروحة دكتوراه وكان عليّ أن أعثر على شغل حتى يمكنني الإقامة هنالك وإنجاز ما هاجرت من أجله إلى فرنسا. نصحني الأستاذ والأديب الليبي الكبير محمد خليفة التليسي رحمه اللّه- وهذه فرصة للاعتراف له بالجميل والثناء عليه- أن أتوجه إلى السفير الليبي هنالك ومدّني برسالة دعم منه وحثّني أن أطلب منه تمكيني من التدريس في مدرسة ابن خلدون العربية الواقعة في الدائرة الخامسة عشرة في باريس والتابعة إلى ليبيا وكانت المدرسة العراقية هنالك قد أغلقت أبوابها بعد غزو العراق للكويت سنة 1990. طلبت موعدا من السفير الليبي الذي مكنني من ذلك وكانت ليبيا آنذاك تحت الحصار الدولي الذي فُرض عليها بسبب لوكربي.

بادرني السفير بعد أن استمع إليّ أقدّم له طلبي شفويا وفي إيجاز بالقول"إن ليبيا دولة نفطية غنية وإن بعض العرب لهم أطماع فيها وإنها ساعدت الفلسطينيين والتوانسة ولكنهم تنكروا لها بل غدروا بها".

بادرني السفير بعد أن استمع إليّ أقدّم له طلبي شفويا وفي إيجاز بالقول"إن ليبيا دولة نفطية غنية وإن بعض العرب لهم أطماع فيها وإنها ساعدت الفلسطينيين والتوانسة ولكنهم تنكروا لها بل غدروا بها". ذُهلت من قول السفير الذي ورد في لهجة حادة ولم أتمالك نفسي من الردّ على الفور قائلا"سعادة السفير"، فقاطعني بأنه أمين المكتب الشعبي**، فواصلت وقد فقدت صوابي"أنا شخصيا ليس لي أيّ أطماع في النفط الليبي، وأعلمك بأني أصيل مدينة بنقردان التي لا تبعد عن ليبيا أكثر من 30 كيلومترا وأن والدي مدرّس لم يذهب إلى ليبيا مرة واحدة في حياته وهو في سنّ التقاعد ولم ينتفع بقرش واحد من ليبيا" بهت الرجل ولعله لم يكن يتوقع هذا الردّ، ما شجعني على المواصلة"في أفريل سنة 1986 لما قصفت الطائرات الأمريكية بنغازي وطرابلس كانت العلاقات بين البلدين مقطوعة والحدود مغلقة وكنتم(بمعنى النظام) قد طردتم من ليبيا آلاف التونسيين في 1982 ولم يكن واحد منا ينتفع بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالنفط الليبي، ولكن هذا لم يمنع الطلبة التونسيين من الخروج في مظاهرة هي الأولى في الوطن العربي تزامنت مع مظاهرة في الخرطوم للتنديد بالعدوان. كنت يا سعادة الأمين طالبا في تونس وخرجنا قاصدين السفارة الأمريكية وفرّقتنا الشرطة التونسية بالغاز المسيّل للدموع وبالهراوات وخراطيم المياه، وكلّ ذلك ليس من أجل النفط وإنما من أجل الدم الذي يجمعنا".

وقف السفير وقال لي معرّفا بنفسه"أنا قومي عربي". شجعني ذلك أكثر في أن أذهب إلى النهاية في وقاحتي، فأردفت"إن العلاقة بين التونسيين والليبيين أعرق من النفط وسابقة له وإنّ العلاقة بينهم أسمى من أن تلوث بالبترول وذكّرته بأنّ الليبيين قد احتضنوا التونسيين والمقاومين الذين فرّوا من البطش الفرنسي بعد سنة 1881، فآووا المئات من عائلات أولاد نفات وأولاد دباب والقبائل التونسية الأخرى ليأتي بعد ذلك دور التونسيين لاحتضان إخوتهم الليبيين عند غزو إيطاليا لليبيا سنة 1911 وتنظيم مقاومة مشتركة للاستعمارين الفرنسي والإيطالي وليس للنفط أيّ دخل في ذلك!" لأنتهي بالقول أنّ القومية العربية ليست بالكلام وإنما بالفعل. حينها خرج سعد مجبر من مكتبه مستشيطا غاضبا ونهرني"قمعز قمعز" بمعنى اجلس"أنت شاب كويس" قال لي و طلب لي كأسا من الماء و"كباية من الشاي" مناديا.

اهدأ قال لي"أنت صغير في السنّ و ناقص تجربة، وبعد صمت ثقيل وللأمانة وللتاريخ قدّم لي شبه اعتذار عمّا صدر منه وقد بدا عليه نوع من الندم دون أن يتخلّى عن كبريائه محمّلا إيّاي سوء فهم ما قاله لي ثم رافقني إلى الباب ووعدني بأن يتدخل لتشغيلي في إحدى المؤسسات الليبية في باريس وطلب مني أن أتصل به في هذا الغرض، ولكنّني لم أتصل به لأنّ رائحة النفط المنبعثة من حديثه في بداية لقائي به ظلّت تزكم أنفي.

تذكرت ما حدث لي مع سعد مجبر منذ ما يزيد عن العشرين عاما الآن عندما استمعت إلى سيف الإسلام القذافي منذ أربع سنوات

تذكرت ما حدث لي مع سعد مجبر منذ ما يزيد عن العشرين عاما الآن عندما استمعت إلى سيف الإسلام القذافي منذ أربع سنوات في خطابه السوسيولوجي الشهير الذي تنبأ فيه بما يحدث في ليبيا اليوم والذي لو عرف كيف يخاطب فيه الليبيين في هدوء فلربّما تحوّل مسار الأحداث في البلد إلى وجهة أخرى. تحدث سيف عن مرتزقة تونسيين ومصريين يسعون إلى تخريب ليبيا وحذّر من مطالبة المصريين والتونسيين مستقبلا بحصتهم في النفط الليبي. كنت أودّ أن أردّ عليه بما رددت به على سعد مجبر منذ سنوات والإضافة قائلا"إذا كان النفط قد جرّ على الليبيين أنفسهم الويلات في فترة حكم والده ولم ينتفعوا به على أحسن وجه، بل كان سببا من أسباب معاناتهم اليوم فكيف يمكن للمصريين والتونسيين أن ينتفعوا به!؟"

حديث القذافي الابن ذكّرني بحديث القذافي الأب في حوار تلفزيزني أجراه معه صحفي تونسي مباشرة بعد سقوط نظام ابن علي أثير فيه موضوع فساد الطرابلسية التوانسة. قال القذافي للصحافي التونسي وكأنّه يدافع عنهم على ما يبدو لارتباط البعض من أبنائه بعلاقات صداقة وبزنس معهم"إنهم من أصل ليبي". اكتفى الصحفي بالردّ على القذافي"إن القضية ليست قضية أنهم من أصل ليبي وإنما لتورطهم في قضايا فساد مالي"، ما جعل القذافي يتبرأ منهم قائلا"يروحو في داهية"!

لعلّ السياق لم يسمح للصحفي التونسي أن يقول للقذافي أنّ ربع سكان تونس هم من أصول ليبية، بل صفة تونسي وليبي كانت لا معنى لها، خاصة في المناطق الحدودية بين البلدين، إلى أن أقام الفرنسيون بالاتفاق مع الأتراك الحدود بينهما في نهاية القرن التاسع عشر. أشهر التونسيين كما قلت من أصول ليبية كما يحلو له أن يصرّح بذلك أكثر من مرة حتى للفرنسيين (je suis d’origine tripolitaine) هو بورقيبة. وقد نختلف نحن التونسيين على تقييم بورقيبة ومسيرته سياسيا ولكن لا نختلف أنه كان زعيما كبيرا وسم مرحلة مهمة من تاريخنا علاوة على أنه لم يعرف عنه الفساد المالي فلم يترك قصورا وعقارات باسمه ولم يعثروا له على مليم واحد في البنوك الأجنبية.

والتونسيون من أصل ليبي يُعدّون بالآلاف ويكفي أن نذكّر بهذه الألقاب التي فيها ما ينسب إلى المدن: المصراطي، الترهوني، الغرياني، والزنتاني والزواري والككلي [نسبة إلى منطقة ككلة بجبل نفوسة] والكاباوي [نسبة إلى بلدة كاباو] ومنها ما ينسب إلى قبائل وعروش ليبية معروفة مثل النايلي والباروني وهم من عائلة سليمان الباروني المناضل الليبي الشهير الذي لجأ إلى تونس في عهد الطليان والصويعي والعلاقي والماقوري والمقرحي والحميدي والمشيرقي والورشفاني، والقائمة تطول. ومن البديهي أن يكون منهم الصالح والطالح كسائر التونسيين الآخرين ويكفي أن نتأمل في هذه الألقاب حتى ندرك ليس ارتباط بعض هذه الألقاب في تونس ليس بالسياسة فقط!! وإنما بالفكر والرياضة كذلك، بكرة القدم على وجه الدقة، و بالبراعة والتميز فيها، بما في ذلك لقب الطرابلسي ذاته الذي من حسن الحظ أنه لا يرتبط بالفساد فقط في تونس وإنما بنقيضه تماما تشريف الراية الوطنية كما يحلو للصحافيين الرياضيين قوله.

إنّ ليبيا هي جزء من تونس وتونس هي جزء من ليبيا والعلاقة بينهما ليست مرتبطة بالنفط ولا بالمصالح المادية الضيقة، فهذه من الأعراض الزائلة. الشعبان- إن صحّ أن نسميهما كذلك إن لم نقل شعبنا في تونس وليبيا وهذا هو الجوهر الذي لا تستطيع الأنظمة الزائلة أن تدنّسه- يتوحدان في السرّاء والضرّاء كما يعلمنا ذلك التاريخ. ولن تزيد محن الدهر ومحنة اليوم التي لا مثيل لها إلا زمن الاستعمارين الفاشي الإيطالي والفرنسي إلا ّ متانة و صلابة.

* معروف طبعا أن نجيب محفوظ تحصل على هذه الجائزة سنة 1988. لكن يبدو أن كاتب المقال يقصد أنه تحصل عليها آواخر حياته. (المحرر)

** التسمية التي وضعها القذافي للسفارة بعد إعلان"النظام الجماهيري". (المحرر).