عرفته فى القاهرة وتوطدت العلاقة بيننا مع مضي الأيام. كان إنسانا يتمتع بنشاط وحيوية وكثير من الأفكار والأحلام والمبادرات والآمال ولم ألتقه إلا ولديه الجديد.

كنت في ذلك الوقت أصدر بجهد يقترب من الشخصي مجلة صغيرة اسمها "خلجات" ضمن النشاط الإعلامى للمعارضة الليبية في ذلك الوقت، وكان حسن يزودنى ببعض رسوماته لاستخدمها للغلاف وبين مقالات المجلة.. وأشرف باقتراحاته فيما يخص الجانب الفنى..

كان دائما في الموعد.. ولا زلت أذكر، عندما قررت الزواج، كيف كان يساعدنى في القيام بعمل ديكور لشقتي بأفكاره وعلاقاته.. وأهداني لوحة من رسوماته.

فى ذلك الزمن أيضا كنت قد تعرفت على حميد الشاعري الذي كان فى بداية مشواره وكان يأتي من الإسكندرية إلى القاهرة للتواصل مع شركة إنتاج موسيقي قررت أن تنتج له أول ألبوم له "عيونها" على شريط كاسيت. استضفته فى بيتي ومعي بعض الأصدقاء تشجيعا له، وطلب مني أن أكتب له شعرا غنائيا إن كان ذلك ممكنا، وقدمت له نصا كمحاولة أولى وأخيرة غنتها المطربة "حنان" لاحقا.. التقيت بعدها بحسن الصيد وكان من ضمن ما تحدثنا فيه أننى ذكرت له رغبة (حميد) وطلبه نصوصا من الشعر الغنائي. فكانت استجابة حسن فورية وطلب مني الترتيب للقائه، وقد كان.. ومنذ ذلك اللقاء استمرت العلاقة بينهما وقدم حسن أشعاره التي تغنى بها بعد ذلك كل من..عمر دياب وسميرة سعيد ومنى عبد الغني وحنان وغيرهم.

حسن مؤلف ومخرج سينما وتلفزيون وشاعر غنائي وممثل، وأيضاً فنان تشكيلي.. له الكثير من الأعمال الفنية المتنوعة من أفلام ومسلسلات، كما كتب الكثير من الشعر الغنائي كما أسلفت الذي تغنى به جمع من الفنانين العرب والليبين.

عاد حسن للوطن..

عاد وكله نشاط وحيوية، وعرض له مسلسل اجتماعي كوميدي بعنوان «اللمة» من تأليفه وبطولة فتحي كحلول وسعد الجازوي.

وبعد ذلك قام بكتابة مسلسل «الكنز» الذي تم تصويره مع المخرج عبد السلام عون في 5 بلدان عربية بما فيها مصر، وشارك فيه أكثر من 20 ممثلاً عربياً. وحصل على جائزة من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 1997 عن فيلمه «رسالة المنفى» الذي قام بتأليفه وإخراجه، وكان بطولة صلاح الأحمر وفتحي كحلول ومحمد الطاهر ومهيبة نجيب.

كانت عودتى متوافقة مع عودة حسن أيضا واستمرت العلاقة بيننا ومن المقاربات التي لا أنساها أنه أشرف على عمل ديكور لبيتي فى ليبيا أيضا كما فعل في شقتي بمصر.. وكان يتصرف حسب الظروف المتاحة ويقول لى ضاحكا "رغم ضعف الإمكانيات ولكننا سنحاول سويا أن نجعل من البحر طحينة".

ومضت الأيام، وجاء التغيير في فبراير وكبرت أحلام حسن فى إنتاج أعمال سينمائية كبرى، ولكنه لم يجد الدعم الذى يستحقه.

عدت أنا للغربة مجددا فى 2014 وانقطعت عني أخباره، حاولت التواصل وعلمت أنه يعاني المرض الخبيث وفي حالة حرجة..
أيام مضت حتى جاء اليوم الحزين حين سمعت خبر رحيله.. رحل حسن ورحلت معه أحلامه الكبيرة.