Atwasat

طبيخ ستيفاني!

أحمد الفيتوري الثلاثاء 11 يناير 2022, 10:15 صباحا
أحمد الفيتوري

ذات مرة التقيت فتاة جميلة، في سفرة إلى النمسا، لسياحة رأس السنة، وزيارة الصديق المخرج المسرحي داوود الحوتي، سُئلت من الفتاة النمساوية: من أين؟، أجبتها: ليبيا. لم أنتبه إلا والفتاة غاضبة بعد قليل، وتتهمني بالكذب عليها، لقد ادعيت، أني لبناني، في حين أني من شمال أفريقيا، كما بين لها صديقي، من كان معنا في الجلسة. ما يعنيه ذلك، أن الغربيين يعتبرون لبنان مسيحيا، وجنة في غابة صحراوية، فيما ليبيا، منذ سبعينات القرن الماضى، لا يعرفها أحد، إلا باعتبارها بلاد الكولونيل القذافي، الإرهابي، ثم أخطر رجل في العالم، بفضل الرئيس الممثل الأمريكي ريغان، وسينما هوليود؟.

بدا لي، أن السيدة الأمريكية ستيفاني وليامز، كما فتاة النمسا، حاصل معها نفس الالتباس، ومثلهما في ذلك أمانة الأمم المتحدة، التي أرسلت إلى ليبيا، ما باتت بين لحظة وضحاها، مسألة دولية، مندوبين عنها، يحملان الجنسية اللبنانية، من ضمن ما أرسلت، من مندوبين كثر. وهنا أريد أن أفسر، هيام ستيفاني بليبيا، من خلال هذا الالتباس، وبالتالي إزاحتها لمندوبين أمميين، وفي فترة وجيزة، مؤخرا المندوب الأممي السامي كوبيش، وقبل سلامة اللبناني، من أُقيل بحجة المرض. والسكر زيادة في القهوة الليبية، أن السيدة ستيفاني، لتعود لوطن هيامها، قام الساحر الأكبر غوبيتش، الأمين العام الحالي للأمم المتحدة، بالبحث في الإضبارات الأممية، ليشرعن العودة الميمونة إلى طرابلس، فجعل ستيفاني المستشارة /الشخصية.

منذ إبعاد المندوب الأممي، غسان سلامة، العاشق لـ "برتقال بوصرة" الليبي، أصبحت المندوبة بالإنابة السيدة الأمريكية ستيفاني وليامز. وخلال نيابتها أعدت الطبخة الليبية، من خلال مجلس وصاية ليبي، مكونه خمسة وسبعون من النساء والرجال، وأعدت خارطة طريق، من خلال هذا المكون، المضاف إلى المكونات الليبية الكثر، ما استجدت على مسرح المسألة الليبية. ووضعت لخارطتها جهازا تنفيذيا من رئيس، هو رئيس الحكومة، ومن مجلس رئاسي، ألفته من مكون الأقاليم الليبية الثلاثة، فكان رئيس جهازها عبد الحميد دبيبة، ما أثار حفيظة الزعماء أبناء مدينته، وعلى رأسهم باشا آغا!. هذه هي خارطة الطريق، ما توضح ماهية المخرطة ستيفاني، أقصد المستشارة طبعا.

عند العودة الميمونة للمخرطة، شرعت في مقابلات مكوكية، في كل البلاد ومع كل العباد، ذلكم بعد أن قفلت دوسيه خارطة الطريق، بوضعه في المتحف الوطني بالعاصمة طرابلس، في ما قام الدكتورعماد السائح، بالنيابة عن المستشارة الدولية، بإلغاء الانتخابات، مع توكيده على أن مفوضية الانتخابات الليبية، التي يرأسها، كانت جاهزة فنيا، لإلغاء انتخابات 24 ديسمبر 2021م!. إذا خارطة الطريق الأولى ما أنتجت جهازا تنفيذيا، حملت معها جزرة انتخابات 24 ديسمبر 2021م، لكن الملحق السري، احتوى على إلغائها موضوعا وإبقائها شكلا، أو كما يقول رجال القانون، بذا كانت الانتخابات التي ولدت ميتة.

عند العودة الميمونة للمخرطة، شرعت في وضع خارطة طريق ناسخة، هذه الخارطة الناسخة: استبعدت مجلس الوصاية أولا، ثانيا اتخذت السيدة المخرطة، مسوحا إنشائية في تصريحاتها، مثل تمنياتها: أن يعمل الليبيون من أجل مصلحتهم وبلادهم، ثالثا استعادت جزرة أخرى كالدستور. وكل هذا لأجل تحقيق مهمة المستشارة السيدة الأمريكية ستيفاني وليامز، من تنسخ خارطة الطريق اللبنانية، ما عنوانها الرئيس أداة (سوف). وسوف تعمل السيدة المخرطة، من أجل خارطة طريق جديدة، في كتمان، وتحت غطاء تصريحات، لا تغني ولا تشبع من جوع.

لماذا؟ ولمَ هذا التخيل السياسي، المفرط التأويل؟، أو هكذا يعلق قاريء نبيه. لقد بح قلمي، إن: 1-الحال الحالي في ليبيا أحسن حال، فالمنغصات القليلة فيه، ملح طعام الطبخة، 2- المسألة الليبية، مسألة دولية شرق أوسطية، بدأت وكذا تنتهي، 3- الدور الأمريكي من لزوم ما يلزم منذ التوما هوك وحتى الطباخة ستيفاني، 4- الإخراج الهوليوودي في المسألة الليبية، وصل حتى السينما في فيلم: مقتل السفير الأمريكي ببنغازي، وبالتالي ستيفاني تنفذ طبخة: في التأني السلامة، وفي العجلة الندامة، 5- مسألة الحلّ ليبي - ليبي كما العكس، مسألة على الطاولة، وآل المسألة الليبيون، من يرون أن حظوظهم متساوية، ليسوا على عجل من أمرهم، ولهم في عصى موسى مآرب أخر، ليس أقلها أنهم سادات الساعة، وقيام الساعة من علوم الغيب.

ما تقدم، جعل صراخ أحدهم عاليا: لقد فعلنا كل ما أردتم، وأنتم لكم مكاييل. وآخر يصرح أن أفق الانتخابات، في صبح يصبح بعد عامين. ثم ظهور تفاصيل، فتحالفات كانت خافية، هي الشيطان بذاته، حسب تعبير الأخوة في السودان. ما على ذكرها، أن كرة ثلج المنطقة، تكبر في دول الجوار، وجار الجار. يحدث هذا في عالم يتقلب ولا يتغير، أو كما قول صاحب النظرية الثالثة، المعلم االثائر والمفكر القائد. عالم متقلب، غدت فيه روسيا مع حلفائها، ترفض قيام الثورات الملونة أو حسب قولها، فيما أمريكا تحب الالوان!.