Atwasat

خطوة على طريق السلام العالمي

عمر أبو القاسم الككلي الأحد 09 يناير 2022, 02:31 مساء
عمر أبو القاسم الككلي

في مقالي الأسبوعي الأحد الماضي "حرب عالمية ثالثة؟" المنشور على "بوابة الوسط" استبعدت استبعادا يكاد يكون تاما، على خلاف التكهنات والتوقعات القائلة بأن حربا عالمية ثالثة وشيكة الوقوع، إمكانية نشوب مثل هذه الحرب.

وهذا الاستبعاد لم يكن اعتمادا على خبرة بالتحليل السياسي والعسكري، وإنما بناء على مباديء منطقية ورؤية عقلانية، أوضحتها في ذلك المقال.

ففي اعتقادي انه منذ ما قبل التاريخ لم تكن مجموعة بشرية لتغامر بشن حرب على مجموعة بشرية أخرى إلا إذا كانت واثقة من أنها ستكسب هذه الحرب أو، على الأقل، ترجح أنها ستكسبها. وإحدى مشاكل الحروب تتمثل في أنه قد يقرر طرف ما اختيار توقيت شن الحرب، لكنه لن يضمن التحكم في وقت وكيفية إنهائها. فالحروب كثيرا ما تحمل بعض المفاجآت المعاكسة.

عندما قامت أمريكا بجريمة إلقاء قنبلتين نوويتين سنة 1945 على مدينتي هيروشيما ونجازاكي باليابان، كانت واثقة من عدم قدرة الأخيرة على الرد الانتقامي. لكن بعد الحرب العالمية الثانية وامتلاك الاتحاد السوفياتي، ولاحقا الصين، السلاح النووي، انتفت إمكانية قيام حرب نووية لنشوء واقعة إمكانية "الردع المتبادل".

بعد نشر مقالي المشار إليه أعلاه بيوم واحد فقط صدر بيان عن الدوول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن المالكة للأسلحة النووية، وهي أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا "بشأن منع الحروب النووية والحد من سباق التسلح". وقد ورد في مفتتح البيان:

"تعتبر جمهورية الصين الشعبية، والجمهورية الفرنسية، والاتحاد الروسي، والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، والولايات المتحدة الأمريكية - تجنب الحرب بين الدول الحائزة على الأسلحة النووية والحد من المخاطر الاستراتيجية، على رأس مسؤولياتنا".

وأضاف الببيان: "نؤكد أنه لا يمكن الانتصار في حرب نووية ولا يجب خوضها أبدا. ونظرا لأن استخدام الأسلحة النووية سيكون له عواقب بعيدة المدى، فإننا نؤكد أيضا أن الأسلحة النووية -طالما استمرت في الوجود- ينبغي أن تخدم أغراضا دفاعية وأن تردع العدوان وتمنع الحرب. إننا نؤمن إيمانا قويا بوجوب منع زيادة انتشار هذه الأسلحة".

البيان قصر حديثه على السلحة النووية، ولم يشر غلى أسلحة الدمار الشامل الخرى (البيولوجية والكيميائية)، ولكن، وأيا كان الأمر، فإن هذا الاتفاق يعد خطوة متقدمة على طريق إقرار السلام العالمي. ومادام الطريق قد انفتح بهذا الاتجاه فمن الممكن أن تبرم اتفاقيات أخرى بشأن أسلحة الدمار الشامل الأخرى.