Atwasat

ما بعد انتخابات حزر فزر!

أحمد الفيتوري الثلاثاء 23 نوفمبر 2021, 10:09 صباحا
أحمد الفيتوري

أما قبل...
فإني أبدي تحرزا، من نافل القول: أني لا أراهن كثيرا على صندوق، كما قبعة الساحر، ما يخرج، في الأغلب، أرنبا ليس إلا، لكن في نفس الوقت،أراهن عليه، حيث ذات الصندوق، إن حافظنا عليه، يأتي بأرنب آخر، بعد فترة محددة، فإني مع المثل الشعبي، ما يقول: تغيير السروج فيه راحة. ولا أراهن عليه أكثر، لأنه صندوق: صنع في الخارج، وكثيرا ما يكون مثقوبا، فيأتي بأرنب معه، بغض النظر، عن الورق الذي نودعه. وبالإضافة: ما باليد حيلة، أي مرغم أخاك لا بطل، ولهذا لابد مما ليس منه بد، ففي المنطقة التي ولدنا فيها، مازال علينا، أن ندفع: الجهد والوقت والمال، حتى تكون لدينا، ديمقراطيتنا الهشة الخاصة!.
وقبل ذلكم وبعده، فإن لجنة الوصاية الليبية، ما كونتها السيدة ستيفاني وليامز، مندوبة الأمم المتحدة لدى ليبيا، والمكونة من خمسة وسبعين عضوا، قررت أن ليس من بدّ أن تكون انتخابات في ليبيا، وأن ليس من بدّ، أن تكون في 24 ديسمبر 2021م، وللتذكير فإن اختيار 24 ديسمبر، تيمنا بذكرى يوم الاستقلال، ما جاء بقرار من الإمم المتحدة عام 1951م. وذات اللجنة، قامت بعملية انتخابات مصغرة، لمجلس رئاسة من ثلاثة أعضاء، أي عضو عن كل إقليم ليبي: طرابلس، برقة، فزان، ثم رئيس لمجلس الوزراء المؤقت، فتقدم عدد كبير من المرشحين لهذه المناصب.

وقد دار حول عملية الانتخابات هذه، الكثير من اللغط، إلى حد أن المرشح، من فيما بعد فاز بمنصب رئاسة مجلس الوزراء، دار حوله لغط، بأنه استخدم الرشوة، لأجل أن يحظى بالمنصب. في المحصلة إن الأمم المتحدة، نجحت في الحصول، على مرشحين لمجلس الرئاسة ولرئاسة الحكومة، وتوحدت البلاد تحت سلطة تنفيذية واحدة، ما حكومتها، منحها مجلس النواب، الثقة.

لقد نتج أن الأمم المتحدة نجحت، في تحديد انتخابات لازمة، في تاريخ محدد، وتم لأجل ذلكم ترشيح سلطة تنفيذية مؤقتة، مهمتها الرئيسة الإعداد وتوفير كل السبل، لانتخابات في 24 ديسمبر 2021م. ومن هذا وقع الفائزون: محمد المنفي رئيس مجلس الرئاسة، والأعضاء موسى الكوني وعبد الله اللافي، ورئيس الحكومة عبد الحميد دبيبة، على تعهد، بعدم ترشيح أنفسهم في الانتخابات القادمة. ما كان من لزوم ما يلزم، أن يصدر مجلس النواب، تشريعات لها، وأن تقوم مفوضية الانتخابات بالإجراءات الفنية اللازمة، لتكون الانتخاابات في الموعد. وبعد أن تقررت الانتخابات وموعدها دوليا، عبر المندوبية السامية للأمم المتحدة في ليبيا، تم إجماع دولي على ذلك، وخاصة في مؤتمر برلين. إذ كما أن المسألة الليبية، أصبحت مسألة دولية محضا، أضحت الانتخابات الليبية، بالضرورة مسألة دولية، فيكون نجاح الانتخابات نجاحا دوليا، كذا يكون فشلها.
أما بعد...

فإن المتفقين الدوليين والمحليين حول ضرورة الانتخابات، اختلفوا حول إجراءاتها، أي اتفقوا على الهدف، واختلفوا حول الوسائل، وأن مفوضية الانتخابات، ما مهمتها فنية، باتت فقيها قانونيا. فيما كل مسئول حالي أو سابق دخل سباق الانتخابات، حتى إن رئيس الحكومة المؤقتة، انقلب على تعهداته، ورشح لمنصب الرئيس، وهو رئيس الحكومة المتعهدة، بالإشراف على الانتخابات، وقد فتح الباب لمترشحين، على الأقل متهمين، بارتكاب جنايات، إن لم يكونوا محكومين. وبالتالي فإن الخصوم المصرين، على أن قوانين الانتخابات معيبة، وعليه لابد من تأجيلها، شُرع لهم باب الطعن، في شرعية هكذا انتخابات، ما حُملت بأوزار صنعها مُريدوها، وذلك قبل أن تحدث، فإن حدث، وأن تمت الانتخابات في حينها، فباب الطعن فيها مُشرع قبل.

وبهذا، فإن ما بعد الانتخابات، بفضل مريديها جمعا، بات في حال أسوأ مما قبلها، وحال الانتخابات أنها فزورة، لا حلّ لها، فالصندوق أو قبعة الساحر، غدا كما صندوق باندورا، في الأسطورة الإغريقية، ممتليأ بالشرور. والسيد ريتشارد نورلاند، المبعوث الأمريكي إلى ليبيا، ما يبدو كمشرف، على تنفيذ الانتخابات الليبية في حينها، دون أي اعتبار لما تقدم من مشكل، تؤيده ممارسات الدكتور عماد السائح، رئيس مفوضية الانتخابات الليبية، من يبدو في سباق حواجز، يقفز عنها جميعا، دون أن يعيرها لفتة، أو نظرة لما بعدها. وكأن نظرتهما، أن القادم في علم الغيب، ولا يهم أننا نعرف، ما في الصندوق/ صندوق باندورا.
وإذا كان شر البلية ما يضحك، فإن آل الشام، يُكنون عن الطماطم بالبندورا، والبندورا عندهم مجنونة، وأن الليبيين، يصنعون من الطماطم، بعد إضافة الفلفل الحار، سلطة، ويسمونها شرمونة.