Atwasat

المواطنة والهوية وجدلية الأمن والانتماء*

يوسف البخبخي الأحد 14 سبتمبر 2014, 12:58 مساء
يوسف البخبخي

انطلاقًا من ارتباط مفهوم المواطنة في دلالته الحداثية بمفهوم الدولة الوطنية الحديثة أو «الدولة – الأمة»، فإن أي قراءة أو مقاربة، بدءًا لإشكالية المواطنة والهوية، ليس لها إلا أن تتأطر في حيز الاجتماع السياسي الحاضن لها ألا وهو «الدولة – الأمة»، وأي معالجة لها تتجاوز الوطني انطلاقًا مما هو فوق -وطني ستكون تجاوزًا للواقع ومغادرة له، ويأتي سؤال المواطنة والهوية ضمن توتري الأمن والانتماء كسؤال إلحاحي في حضوره وحالة الثورات التي تدك المنطقة دكًا يتعدى السياسي كنظام وآليات وشخوص نحو المفهومي وما يستدعيه من قراءات ذات تبعات ثورية بدورها.

ومن قبل ذلك كان الحدث التاريخي كونيًا في انتصار المبدأ الديموقراطي، بانهيار الحرب الباردة وتداعي منظومة الاستبداد الكوني وما اختزنته من مفاهيم ورؤى وآليات قاربت قضايا الدولة - الأمة من منظور اختزالي قسري، مؤذنًا بانطلاق ثورة بأبعاد مفهومية مغايرة، ثورة تتسارع فتتباطأ لكي تتسارع مرة أخرى، في دواليك، ضمن سياقات تتباين وتباين الثقافات والتاريخ والوقائع. غير أن وقوع ديناميكية المبدأ الديموقراطي وحصار ثنائية التسارع - التباطؤ، لا يعني توقفها أو جنوحها نحو السكون بل هي حالة التوثب أو الانتظار نحو نضج ظرفي للزمان والمكان.

إن هذا السياق الثوري وما يحتضنه من صيرورة ليستدعي معالجة لجملة من المفاهيم والتصورات أسست لذلك البناء الاستبدادي، ومنها الثنائية - الموضوع أي ثنائية «المواطنة – الهوية»، ولعل ما اعترى مفهوم المواطنة في إطار علاقته بالهوية، في السياق اللاديموقراطي من تشوهات واختزالات وتأدلوجات، جعلت من تلك العلاقة ثنائية مأزومة لا تتوقف عن صناعة وإصدار الأزمات والقلاقل والتصدعات، وإن دفع بها واقع الاستبداد، المصنع لها، تجاه وضع من الكمون لفترات قد تطول أو تقصر، إلا أن ذلك الكمون بأجوائه المأزومة منحها بدوره مكونات النمو والتراكم والتعقد ومن ثم التوثب نحو لحظة قد لا تبقي ولا تذر.

إن مفهوم المواطنة وهو يكابد سياقًا مناطقيًا فسيفسائيًا تتعدد فيه الهوية بدلالات اللغة والثقافة، وهو المتعالي، كذلك بدلالاته، عن سؤال الاختلاف، بتأطره الوطني التوحيدي الجامع في سياق «الدولة – الأمة»، ليواجه في مكابدته تحديًا تتعدد وتتداخل أبعاده.

• تحديًا تحكمه ثنائية الحرية، بدلالات الهوية، والعدالة، بدلالات الانتماء أو المواطنة.

• تحديًا تحكمه ديناميكية كونية قلقة، تنشد التغيير في سياق تراكمت فيه أسباب القلق وما تحمله من نذر.

• تحديًا يحكمه تراكم تاريخي يتسارع حثيثًا نحو توازن، عساه أن ينفض عنه غبار أزمنة مأزومة خلت. • تحديًا يحكمه هاجس مجتمعي بحثًا عن بوتقة تناغم، بعيدًا عن أسباب التوتر وتصدعاته.

تحديات جمة تطرح جملة من الأسئلة - الإشكالية، تبحث بدورها عن أجوبة تضع بها بعضًا من النقاط على حروف ثنائية، يشدها التوحد مقابل الاختلاف، سعيًا للخروج من وضع التضاد ومخاطره إلى وضع التنوع، فالتناغم، فالأمن، فالاستقرار.

إشكاليَّات المقاربة
• ما هي دلالات المواطنة في الدولة الوطنية الحديثة «الدولة - الأمة »؟
• كيف لمفهوم المواطنة أن يستجيب لإشكاليات دولة تعيش مخاض ميلادها؟
• ما هي دلالات الهوية؟ وما هي أبعادها؟ وأين يقع الإثني أو العقدي من تلك الأبعاد؟
• هل من الممكن إدارة فوارق الهوية وتشعباتها نحو هوية جمعية واحدة؟
• كيف يمكن للمواطنة أن تتجاوز التضاد نحو التنوع في مركب هوياتي توافقي موحد؟
• هل يمكن للأمن في دلالاته المتعددة أن يتحقق في غياب معالجة سؤال الانتماء أو إشكالية المواطنة - الهوية؟

محاور المقاربة
1. المواطنة ونزعها المتعالي
2. الهوية وسؤال الاختلاف
3. جدلية الأمن والانتماء
________________________________
*هذا ملخص لورقة علمية قدمت إلى ندوة الأمن القومي العربي التي ينظمها البرلمان العربي خلال الفترة شهر 29 إلى 31 أكتوبر 2014 بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة.وستتناول الورقة في ثناياها الحالة الليبية - المغاربية نموذجًا، هذا وسيتم نشر الورقة لاحقًا وذلك إثراًء للحوار الوطني في قضية تتعدد أبعادها، خصوصًا ونحن على عتبة صناعة النص التأسيسي والذي يفترض به أن يكون نصًا تأسيسيًا جامعًا يتجاوز ما من شأنه أن يكون سببًا للخلاف.
________________________________
[email protected]