Atwasat

مغادرة القوات الأجنبية ودمج المجموعات المسلحة بداية حل الأزمة الليبية

نيكولاس هوبتون الإثنين 30 أغسطس 2021, 02:45 مساء
نيكولاس هوبتون

يحزنني اقتراب انتهاء فترة عملي كسفير للمملكة المتحدة في ليبيا. لقد كان شرفا كبيرا لي أن أمثل المملكة المتحدة في هذا البلد المميز.

عند بداية تسلمي لوظيفتي، كانت ليبيا تمر بحالة حرب. ولا يزال الطريق طويلا نحو الاستقرار. ولكن منذ صيف عام 2020 ، تم قطع أشواط كبيرة. بعد اتفاق وقف إطلاق النار، تم استبدال العنف بالحوار بين الليبيين - بدعم من المجتمع الدولي بقيادة الأمم المتحدة - بما في ذلك من خلال لجنة الحوار السياسي الليبي.

حكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عن لجنة الحوار السياسي الليبي والتي صادق عليها مجلس النواب، مكلفة بتقديم الخدمات العامة للشعب الليبي، ودعم إخراج المقاتلين الأجانب من ليبيا، والتحضير لانتخابات ديسمبر 2021.

خلال هذه العملية، عملت المملكة المتحدة على دعم الليبيين لاتخاذ الخطوات اللازمة نحو الاستقرار وخلق مستقبل أفضل وذلك من خلال تقديم دعمنا الكامل لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL) وتشجيع انسحاب القوات الأجنبية.
لا يزال يوجد الكثير من العمل للقيام به في هذا المسار. يجب أن تغادر القوات الأجنبية.

يجب على المؤسسات الليبية أن تتحد وتتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الليبي الذي تعمل من أجله. يجب دمج العديد من الجماعات المسلحة التي تعمل في جميع أنحاء البلاد في قطاع عسكري وأمني موحد. يجب تنفيذ نظام مالي حديث وشفاف.

وبالفعل لقد بدأت ليبيا في استعادة السيطرة على سيادتها، وتمكين الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر.

ستستمر المملكة المتحدة في لعب دور مركزي في المجتمع الدولي. نحن نعمل على زيادة التواصل المباشر مع الليبيين - سواء في السلطة أو الناشطين في المجتمع المدني - من خلال الوجود الدائم للدبلوماسيين البريطانيين في البلاد. نواصل تمويل جهود إزالة الألغام لحماية المواطنين من مخلفات الحرب. نحن نسعى جاهدين لدعم المشاركة الهادفة للنساء والشباب في السياسة والمجتمع الليبي.

بصفتي سفير المملكة المتحدة، ليس فقط في طرابلس ولكن في ليبيا بأكملها، كان من دواعي سروري بشكل خاص زيارة عدد من المدن الليبية وذلك بعد حالة الاستقرار التي شهدتها البلاد مؤخرا. لقد تشرفت برؤية بعض من الآثار االليبية الباهرة خلال تجوالي في لبدة – والتي تم الحفاظ عليها بشكل ممتاز– من تاريخ ليبيا العريق. لقد كشفت لي الزيارات إلى طبرق وبنغازي ومصراتة، والتنقل ومشاهدة الريف الجميل جنوب طرابلس وعلى طول الساحل، عن سحر ليبيا وإمكاناتها الهائلة. أنا واثق من أن هذا البلد سوف يقدم في الوقت المناسب الكثير للمنطقة وشركائها الدوليين - والأهم من ذلك - للشعب الليبي.

تصل قريبا خليفتي، أول سفيرة امرأة للمملكة المتحدة في ليبيا، كارولين هورندال. أعلم أن الشعب الليبي سيرحب بها ترحيبا كبيرا، وأن السفيرة والسفارة سيواصلان العمل الجاد في ليبيا من أجل الصالح العام والمنفعة لجميع الشعب الليبي.

*سفير المملكة المتحدة السابق في ليبيا