Atwasat

ما طرأ من أحداث

جمعة بوكليب الخميس 12 أغسطس 2021, 10:24 صباحا
جمعة بوكليب

الأسبوع الماضي كان غريباً، بما حمله في صرته من أخبار وتطورات لأحداث على المستويين الشخصي والعام. خلاله، إذ رغم تيقظي وحذري الدائمين من الشراك التي تنصب بمكر في الشبكة العنكبوتية، وما ينشر فيها من أكاذيب، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي الليبية، وقعتُ في فخ نصبه مواطن ليبي لئيم جداً، بنشره على صفحته الـ «فيسبوكية» نعياً بوفاة صديقي الأستاذ عبد الرحمن شلقم، نتيجة إصابته بالفيروس الـ «كوفيدي».

الخبر الكاذب انطلى علي، ولا أعرف كيف؟ ووجدتني أسارع بالاتصال بصديق في لندن، لإبلاغه بالنعي. الصديق بدوره، طلب مهلة للتأكد من الخبر بعد أن عرف مني مصدره. وقام بالاتصال هاتفياً بالأستاذ شلقم، ثم عاد ليبلغني أن صديقنا بخير من عند الله، وأن الخبر كاذب. مسكين صديقي عبد الرحمن شلقم. هذه المرة العشرون تقريباً، التي ينعون فيها موته على مواقع التواصل الليبية، حتى أنه لم يعد يكترث بذلك، حسبما قال لي حين تحدثنا هاتفياً في نفس مساء ذلك اليوم.

من جانبي، انتهزت الفرصة لأطمئن على أحوال أفراد أسرتي وأقاربي وأصدقائي في طرابلس، ونجاتهم من الإصابة بالفيروس. وبعد اطمئناني عليهم، قرأت في صفحات الأخبار تفاصيل المقابلة التي أجرتها جريدة «جون أفريك» مع الدكتور غسان سلامة، المبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا. ولم أجد تعليقاً مناسباً في نفسي، عقب قراءتي لما أدلى به من تصريحات، حول من منح نفسه لقب «القائد العام للجيش العربي الليبي». وقررت، بعد تفكير، أن أكتب تعليقاً حول المقابلة. إلا أني فضلت التريث قليلاً لعل تكذيباً، أو تعليقاً، أو توبيخاً، أو بياناً يصدر في المدة القريبة من مدينة الرجمة. لكن يبدو أن الرجمة كانت تحت تأثير وقع الصدمة، التي أحدثتها تصريحات السيد سلامة، ولم تفق منها بعد. خلال فترة الانتظار، ارتأيت مواصلة متابعة تطورات الأحداث في الجارة تونس، ومحاولة معرفة اتجاه الريح، ذلك اليوم، في قصر قرطاج، ونوع الغيوم التي تحوم فوق سماء باردو، وفي غيرها من المناطق الساخنة سياسياً في العاصمة التونسية. ولحسن حظي أو لسوئه، وقعت على تصريح لزعيم حركة «النهضة»، في أحد المواقع الإخبارية، يشير فيه إلى إمكانية الاستفادة مما قام به الرئيس قيس بن سعيد من إجراءات استثنائية في تصحيح المسار الديمقراطي.

الخبر غريب، ولا يتطابق مع التصريحات التي أدلى بها قبله بأيام، بوصفه ما حدث بـ «الانقلاب». لكني، بعد تدبر وتفكر، وصلت إلى قناعة بأن الشيخ «النهضوي» ربما أدرك أنه من الحكمة سياسياً عدم الوقوف أمام تدفق السيل، وأن التراجع من منتصف الطريق أفضل من تكملة السير في طريق مسدود، إن أراد ألا يطير تاج الزعامة «النهضوية» من فوق رأسه. وبالطبع، من حقه أن يفعل ذلك في أسرع وقت. وربما لذلك السبب، تركت الشيخ في حاله، وفضلت العودة إلى استئناف مشاهدة ألعاب الأولمبياد في طوكيو على شاشة التلفاز لفترة قصيرة من الوقت، ومتابعة آخر تطورات الأوضاع في أفغانستان، لمعرفة أين وصلت قوات «الطالبانيين» وهي تطارد قوات حكومة عاجزة.

الأخبار لم تحمل جديداً ولم تخرج عن نطاق المتوقع في ذلك البلد المنكوب. وقوات «طالبان» تتقدم كل يوم منتشرة في مدنها وقراها بسرعة تفوق سرعة انتشار الوباء الفيروسي في ليبيا وغيرها من البلدان. فجأة، حل كالصاعقة خبر عاجل يتعلق بنجم فريق «برشلونة» ميسي، و قراره بترك النادي بعد عقدين من الزمن. ولأن الخبر، مثل نجومية ميسي، استثنائي، حرصت على متابعة تطوراته أولاً بأول، خاصة في مواقع صفحات الرياضة في مختلف الصحف البريطانية، وردود الفعل في مختلف مدن العالم. العلاقة بين نادي «برشلونة» و لاعبه الأرجنتيني ميسي علاقة من نوع فريد. إذ لا يذكر أحدهما إلا ملحوقاً بذكر الآخر. لكن بالنسبة لمحبي كرة القدم الآخرين، الذين يحبون فن ميسي وسحره الكروي، ولا يشجعون نادي «برشلونة»، فالأمر سيان لديهم، لأنهم، حتى بتركه «برشلونة» وناديها الكروي العريق، لن يحرموا من مشاهدة ومتابعة السحر «الميسوي» في ملاعب الكرة الأوروبية الأخرى. وليس أمام مشجعي نادي «برشلونة»، المنتشرين في مختلف بلدان العالم سوى الصبر. ومن المهم تذكيرهم، أنه ليس مهماً بكاء السيد ميسي، في مؤتمر صحفي غداة المغادرة، مودعاً محبيه من أنصار النادي، لكن المهم أن ناديهم وُجد قبل ميسي وسيبقى بعده. ومن المفيد لهم متابعة آخر تطورات الوضع السياسي في تلك المدينة الكتالونية لمعرفة ما إذا كانت ستبقى جزءاً من مملكة أنهكتها السنون أم أنها ستنجح قريباً في قطع ما يربطها بها من خيوط، وتعلن استقلالها.