Atwasat

حديث الأسبوع: نعم إنها مؤامرة ولكن ضد من؟

محمد العلاقي الأحد 13 يونيو 2021, 02:12 مساء
محمد العلاقي

ثار الجدل واحتدم النقاش حول ثورات الربيع العربي حتى أنكر بعض مؤيدي الأنظمة العربية الديكتاتورية هذه الثورات، قائلين إنها مؤامرة غربية.

والحق يقال إنها مؤامرة غربية فعلا، وسنأتي إلى توضيح ذلك لاحقا.

ولم يفكر هؤلاء، لعدة أسباب، في المعاناة التي تعرضت لها هذه الشعوب والمحاولات المتكررة لتحقيق أحلامها التى أُجهضت في كثير من الأحيان، ولم ينتبه أحد إلى أنه من غير الممكن للمخابرات الأجنبية، عقلاً، أن توحي للتونسي البوعزيزي بحرق نفسه احتجاجا على معاملة الدرك للتونسي له.

ولم يفكر أحد في أن وزيرا سابقا وممثلا لليبيا في هيئة الأمم المتحدة ولديه جميع الميزات، التي يحلم أي إنسان بتحقيقها، أن ينضم إلى انتفاضة شعبه في موقف يسجله التاريخ كأول دبلوماسي ينتصر لشعبه وينضم إليه وهو ممثل للنظام الرسمي في بلاده الذي انتظره كثيرا أن يصلح من حاله، ولكن دون جدوى.

ففاض به الكيل وانضم لشعبه لأنه يدري أكثر من غيره شراسة النظام الذي يمثله.

ونعود لمناقشة المؤامرة، فنقول: لقد استطاع النظام الليبي أن يحول الصراع بينه وبين الشعب الليبي، أو انتفاضة الشعب الليبي، من صورة خروج ضده إلى تصوير الواقعة على أنها مواجهة بين الشعب الليبي وحلف الناتو، على عكس حقيقة الحال. فالمواجهة الحقيقية كانت بين النظام وشعبه، وساعد على ذلك طلب الأمين العام لجامعة الدول العربية من مجلس الأمن التدخل لحماية المدنين التي اتضح أنها حق أُريد به باطل.

وحيث إن الثورات العربية، ومنها الليبية، قد خرجت وبدأت من مجمع المحاكم في بنغازي ومصراتة وطرابلس، وأنها انتفاضات شعبية حقا قدمت لها وقفات السبت التي كان أهالي ضحايا أبوسليم وراءها، وأيضا المحامون وما تعرصت له نقابتهم، وفرضهم انتخابات نقابة بنغازي غصبا عن إرادة السلطة في ذلك الوقت، فإن هذا الوعي لدى الشعوب العربية لم يرق للغرب الصليبي عموما. فتدخلوا في الشأن الليبي وأنكروا عليه أنه نادى بحريته وتقرير مصيره، فأجهضوا نجاح ثورته. ساعدهم في ذلك بعض المتخاذلين من الأنظمة السابقة الذين يتصورون نجاحهم في إخفاقات الثورة.

وبالتالي نقول إن ما تعرضت له ليبيا وباقي الدول العربية هو فعلاً مؤامرة على شعوبها، وليس على أنظمتها الفاسدة. وخلاصة القول إن معمر القذافي قد استكثر على الشعب الليبي أن ينتفض ضده ويطالب بحريته، بدليل قوله «من أنتم».