Atwasat

الزرازير والبشر في ليبيا

عبد السلام الزغيبي الخميس 07 يناير 2021, 06:29 مساء
عبد السلام الزغيبي

قرأت في الأخبار قبل يومين، أن مئات الطيور قد نفقت بعد إطلاق كثير من الأشخاص ألعابا نارية في العاصمة الإيطالية عشية العام الجديد. وأظهر مقطع مصور للشوارع قرب محطة القطار الرئيسية في روما عشرات وعشرات من الطيور النافقة - معظمها لطائر الزرزور - متناثرة على الأرض.

تذكرت عندها ظاهرة الرماية العشوائية التي انتشرت في بلادنا، بعدما تحققت مقولة الشعب المسلح في ليبيا، بعد رحيل صاحبها بعيد أحداث انتفاضة فبراير وأصبح الشعب الليبي كله يملك من السلاح أكثر مما يملك من أدوات العلم والمعرفة، وقد تسببت هذه الظاهرة المرضية في فقدان أرواح الأبرياء من خيرة الشباب، وآخرهم كان الصبي محمد طاهر الخفيفي، الذي توفي مؤخرا نتيجة إصابته برصاصة طائشة في حي الدولار، بينما كان جالسا في خيمة عزاء..

ورغم خطورة هذه الظاهرة، لم أقرأ أي بيان إدانة من أي منظمة مجتمع مدني، أو جهة قضائية أو تنفيذية أو تشريعية ليبية، اتخذت قرارا جديا فعالا يطالب بوقف هذه المجزرة الإنسانية، مثلما فعلت جماعات حقوق الحيوان في إيطاليا التي وصفت ما حدث للعصافير بأنه "مجزرة".

ودعت إلى حظر بيع الألعاب النارية للاستخدام الشخصي، مشيرا إلى تهديدها للحيوانات. كل هذا يعني أن حياة البشر في ليبيا أرخص من حياة الزرازير في إيطاليا، التي تعتبر محظوظة إذ وجدت من يدافع عنها بحق..

إن عدم اتخاذ أية إجراءات وقرارات عاجلة توقف بشكل تام هذه الظاهرة التي تسببت في حصد الأرواح البريئة، يعني أن المسؤولين عن الأمن في بلادنا من أصغرهم إلى أكبرهم، لا يهمهم إيقاف نزيف الدماء المسال كل يوم، وكأنهم يقولون لمرتكبي هذه الجرائم.. سيروا ونحن من ورائكم، نحميكم ونتستر على جرائمكم..